صورة للخصاونة في حفل استقبال السفارة الايرانية اولى الرسائل/
الاردن والخليج: قطر تستذكر ارسال قادة حماس.. والاميران
نايف وسعود تكفلا بسيناريو اقصاء حلم ‘الانضمام’.. والكويت تقايض/
الاردن والخليج: قطر تستذكر ارسال قادة حماس.. والاميران
نايف وسعود تكفلا بسيناريو اقصاء حلم ‘الانضمام’.. والكويت تقايض/
العلاقات الاردنية السعودية ولاحقا القطرية وعموما الخليجية اقتربت كثيرا في الاسابيع القليلة الماضية من صيغة ‘الكلمات المتقاطعة’، وسط تزايد واضح في الاستفسار داخل صفوف نخبة عمان عن خلفيات ومبررات ‘التطنيش’ الخليجي للأزمة الاقتصادية والمالية الاردنية.
وهنا حصريا يمكن بوضوح رصد ملاحظات اساسية، فالتجاوب مع الحاح قطر على استقبال قادة حركة حماس في القصر الملكي الاردني انتهى بمكافأة صغيرة للغاية تتعلق بوقف بعض قرارات الترحيل التي تخص اردنيين يعملون في قطر وامهالهم ثلاثة اشهر اضافية لترتيب اوراق كفالاتهم.
وبعدما نجح الضغط القطري على عمان بخصوص قادة حماس بدأ الاردنيون يستمعون لآراء واجتهادات قطرية تشير الى ان عودة قادة في حماس لبلدهم الاردن مسألة طبيعية على قاعدة ‘البضاعة ردت لأصحابها’، فبعض التسريبات الاعلامية القطرية استذكرت ما اسمته الخديعة الاردنية عام 1999 عندما حملت طائرة متجهة للدوحة اربعة قياديين من حماس بعد اتفاق مفترض مع حكومة الرئيس عبد الرؤوف الروابدة انذاك على اساس عودتهم خلال ايام.
ذلك لا يعني الا ان الجانب القطري لا يعتبر الاستجابة لضغوطه في مسألة خالد مشعل ورفاقه الا خطوة دبلوماسية محدودة لا تستحق اكثر من تسهيلات محدودة في وزارة العمل القطرية لبعض كوادر العمالة الاردنية.
سعوديا لا تختلف المسألة كثيرا، فصعود الامير نايف بن عبد العزيز في الهرم السعودي ترافق مع اجهاض تام وذكي لمبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز الخاصة بضم الاردن للنادي الخليجي، وفيما تكفل الامير سعود الفيصل بتنفيذ سيناريو اقصاء الحلم الاردني بانعم لغة دبلوماسية ممكنة لا يزال نظيره الاردني ناصر جودة يناضل لتحقيق اختراقات في جدار الاستعصاء الذي صنعه الاميران السعوديان سعود الفيصل ونايف بن عبد العزبز بالتعاون طبعا مع لاعب خليجي مهم هو الركن العماني وزير الخارجية يوسف بن علوي.
والوزير جودة لا يزال يحتفظ ببعض الامال المتعلقة بامكانية تطور موقف سياسي اقليمي يسمح له مجددا بالجلوس الى طاولة المفاوضات تحت عنوان الانضمام للنادي الخليجي وحتى في اروقة الحكومة والقرار يستمع المراقب الى اجتهادات تقول ‘ناصر متفائل ويريد استمرار المحاولة’.
وعلى صعيد الامارات يستخدم الساسة الاردنيون اعتراضات اماراتية تحديدا على حملات الفساد الاعلامية في الساحة الداخلية كذريعة لتخفيف وطأة التحدث عن فساد عملاق في المؤسسة الاردنية، لكن بالمقابل يتصور بعض الخبراء بأن الامارات في الواقع ‘تتهرب’عبر هذه الذريعة من اظهار التضامن المألوف اقتصاديا مع الاردن، الامر الذي برر برأي المحللين هجمة الامير حسن بن طلال في مقابلته التلفزيونية الشهيرة التي قال فيها لبعض دول الخليج ‘من بيته من زجاج لا يرجم الناس بالحجارة’ ملمحا ضمنيا للفساد المستشري في اوصال النادي الخليجي الثري.
كويتيا لم يعد التقارب من الاردن بين الاولويات والقوى الصاعدة في معادلة الكويت البرلمانية بدات تقايض المساعدات بموقف سياسي اردني تخاصمي مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد خصوصا على الحدود التي زارها وفد برلماني كويتي مؤخرا ترأسه وليد طبطبائي قبل دعوته من شمال الاردن لتسليح اللاجئين السوريين.
ولا يبدو ان العلاقات الاردنية الممتازة والعائلية مع سلطة عمان مثلا مؤهلة للعب دورمحوري في مساعدة الاردن اقتصاديا، فسلطنة عمان نفسها تتلقى معونات خليجية وتحظى بالاولوية ونخب مسقط وعلى رأسها الوزير يوسف بن علوي لعبت دورا حيويا في اجتماعات جدة في الاتجاه المضاد لانضمام الاردن والمغرب للنادي الخليجي.
قبل ذلك يميل العمانيون الى التلميح في الكواليس الى ان فكرة انضمام الاردن اقرب لتكتيك تآمري لبعض النخب الحاكمة في السعودية مفصل على مقاس لا علاقة له بالمصالح الاردنية بقدرما له علاقة بالتحشيد السني في مواجهة ايران التي تربطها علاقات قوية جدا بمسقط.
وتبقى البحرين في موقع مختلف فهي ليست في موقع تقديم اي خدمة اضافية اوخاصة للمالية الاردنية التي تبحث عن حلول لعجز الميزانية، وتبدو المنامة دوما في كل الاجتماعات متحمسة جدا لضم الاردن للخليج ومعنية لاسباب مفهومة باستثمار وتوظيف الخبرات الامنية الاردنية.
عموما يسأل الجميع في عمان هذه الايام عن مبررات وخلفيات النكران والجحود الخليجي، وتسمع في اروقة الصالونات السياسية همسات تدعو للضغط او للمناورة لتغيير المعادلة، الامر الذي عبر عن نفسه مثلا بدعوات تحت قبة البرلمان الاردني تبناها نواب كبار من حجم خليل عطية للتقارب مع ايران.
هوامش الحركة الاردنية حتى الان تقصي الخبث السياسي وتستمر في ضبط الاعلام وتمتنع عن طرح ملاحظات قاسية ضد ‘اشقاء الخليج’ وتكتفي بالعتب في اسوأ الاحوال.
لكن لا احد يعرف الى متى يمكن ان تستمر هذه النعومة، فحتى حلفاء السعودية والخليج في معادلة الحكم الاردني يطرحون التساؤلات في المجالس الخاصة والرأي العام يشعر بالخذلان وقادة القرار لا يملكون اجابات عندما تواجههم استفسارات.. مقابل ذلك غادر رئيس الوزراء عون الخصاونة الى ليبيا وسيزور قريبا بغداد في سياق البحث عن بدائل، وقبل ذلك التقطت للرجل صورة وهو يشارك في حفل استقبال اقامته سفارة طهران في عمان.
وقد يختم الامير حسن بن طلال ملاحظاته العلنية بزيارة استكشافية للجمهورية الاسلامية الايرانية تحت عنوان نادي روما للحوار بين الاديان.. طبعا لا يمكن اعتبارها – لو حصلت فعلا- زيارة رسمية
بسام بدارين – القدس العربي