تشير احصائيات ادارة السير المركزية الى ان تسعين بالمئة من حوادث السير سببها المباشر أخطاء سائقين .
وبينت ادارة السير ان معظم هذه الاخطاء هي عدم ترك مسافة امان اثناء التتابع ومخالفات المسارب والاولويات والمسير عكس السير وتجاوز السرعة المقررة وفقدان السيطرة والتعامل مع المنعطفات بشكل خاطىء والدوران في الاماكن الممنوعة وعدم اخذ الاحتياطات اللازمة وعدم التقيد بالشواخص والرجوع الى الخلف بصورة تعيق حركة السير وعدم اعطاء الاولوية للمشاة .
وللحد من هذه السلوكيات والاخطاء يرى تربويون اهمية تحفيز السائقين الملتزمين عن طريق شركات التامين التي يمكن ان تقدم تأمينا مجانيا لهم , ومن خلال ادارة السير ايضا والتي يمكن ان تستثنيهم من رسوم الترخيص.
احصائيات اولية للادارة تشير الى ان عدد حوادث السير الناتجة عن اخطاء السائقين ازداد خلال العام الماضي عن العام الذي سبقه حيث بلغ 155 الفا و689 نتج عنها 670 حالة وفاة مقابل 143 الفا و 314 حادثا خلال العام 2010 .
وبينت دراسة لادارة السير اجريت العام الماضي ان عدد المركبات ازداد خلال السنوات العشر الماضية بنسبة 9 ر110 بالمئة , والسائقين الحاصلين على رخصة قيادة ازداد بنسبة 3 ر 76 بالمئة , والقادمين من العرب والاجانب ازداد بنسبة 3 ر123 بالمئة , والمركبات الاجنبية القادمة الى المملكة ارتفع بنسبة 3ر180 بالمئة
واوضحت ان عدد المركبات التي تدخل العاصمة يومياً يزيد على 177 الفا عدا المركبات المسجلة ضمن اختصاص محافظة العاصمة .
مدير المعهد المروري العميد عمر الرافعي اكد لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ان عدم الالتزام بالأنظمة من قبل سائقين سبب وقوعهم بالاخطاء التي تؤدي الى الحوادث مبينا ان المعهد المروري ينفذ استراتيجية السلامة المرورية بالتعاون مع الادارات المرورية الأخرى .
وقال ان المعهد يعمل على نشر التوعية المرورية لافادة جميع فئات المجتمع من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة والندوات والمؤتمرات وتوزيع البروشورات وإجراء الدراسات اللازمة , والتدريب المروري المتخصص وتأهيل السائقين ودراسة الأخطاء التي يرتكبونها واسبابها وطرق معالجتها , وتدريب العاملين في مجال المرور وتأهيلهم .
مدير العلاقات العامة والاعلام في ادارة السير المركزية المقدم معن الخصاونة قال ان ادارة السير تضع استراتيجيات مختلفة تنفذ على مدى سنوات للحد من ارتفاع حوادث السير التي تتسبب بها سلوكيات سائقين من خلال تنمية الحس الوطني والمسؤولية الاخلاقية المرورية لديهم بالاضافة الى رفع كفاءة القوى العاملة في مجال السير والمرور .
واضاف ان احترام القانون يجب ان يكون نابعا من الانسان نفسه وليس من اجل تجنب التعرض للمخالفة , مبينا ان ادارة السير تستخدم الرادع الايجابي وتركز عليه بالاضافة الى الرادع السلبي المتمثل بالمخالفات , وتعمل على زيادة الرقابة المرورية من خلال الوسائل المتعددة المكشوفة , والوسائل الرقابية المخفية والتي لها دور قوي في تخفيض عدد التجاوزات بالاضافة الى الوسائل الرقابية التكنولوجية المتمثلة بالرادار والكاميرات وغيرها .
وزاد ان ادارة السير تدرس رفع مستوى العقوبات للمخالفين , والتركيز على زيادة مستوى التوعية المرورية عن طريق الوسائل الاعلامية المتعددة , وتوزيع النشرات والمطبوعات, وتنظيم المسرحيات والمؤتمرات التي تتناول موضوع حوادث السير واهمية الالتزام بالانظمة والقوانين
وتعمل ايضا على تنمية الشراكة مع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص لوضع خطط مشتركة من شأنها الحد من تكرار اخطاء السائقين والتركيز على سائقي المستقبل ومن بينهم طلبة المدارس والجامعات لاعداد اجيال واعية مروريا من خلال عقد الندوات والدورات المتخصصة بهدف تعزيز روح الالتزام بالقانون والانضباط الذاتي .
واشار المقدم الخصاونة الى ان هناك عيوبا بالمركبات وتصميم الطرقات تسبب الحوادث لافتا الى ان ادارة السير تتابع جاهزية المركبات بشكل دائم وتتشارك مع الجهات المعنية لحل مشكلات ومعيقات سلامة سير المركبات على الطرقات
استاذ الارشاد النفسي في الجامعة الاردنية الدكتور نزيه حمدي تحدث عن كيفية التصرف بمسؤولية ذاتية لتقليل وقوع مخالفات القوانين والانظمة مؤكدا ضرورة تدريب الاشخاص الذين يكررون الحوادث والمخالفات من خلال مراكز خاصة تعلم ضبط النفس والتحكم بالانفعال , لان الحالة الانفعالية والشعور بالغضب يؤديان الى التوتر فتصبح الاستجابة غير ملتزمة اثناء قيادة المركبة وعدم القدرة على التعامل مع الموقف بطريقة سليمة ما يزيد من عدد الحوادث.
ودعا الى تطبيق القانون بعدالة على الجميع والتركيز على الارشاد الاسري والاهتمام بالتربية الاخلاقية والقيم واحترام القوانين وتحفيز السائقين الملتزمين عن طريق شركات التامين التي يمكن ان تقدم تأمينا مجانيا لهم ومن خلال ادارة السير ايضا والتي يمكن ان تستثنيهم من رسوم الترخيص .
وبين الدكتور حمدي ان الدراسات المتعلقة بتناول العقاقير والمخدرات والكحول تشير الى انها تسبب خللا بالاستجابة ، اذ ان الانسان الذي يقود المركبة وهو في حالة تعاط لاي منها يرى مسافة 25 مترا وكأنها خمسة امتار فقط ، وهذا معناه عدم الادراك المكاني وقد يؤدي الى تجاوز الاشارة الضوئية الحمراء او المسير بعكس السير او غيرها .
استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الدكتور عبدالمهدي السودي قال ” ان الالتزام بالقانون هو الخلق الفاضل وهو جزء من الثقافة المسؤولة التي يفتقدها البعض لذلك نحتاج الى التربية المجتمعية السليمة وعلينا ان نتحول في اعتبار الخارج عن قوانين المرور من مخالفٍ الى مرتكب جرم ” .
واضاف: علينا العمل على أن نجعل الجميع يدركون ان هناك عقوبة جادة تنتظر المخالفين, بالاضافة الى التشديد على مراقبة السلوك وبالطرق التكنولوجية الحديثة والاعتماد على الكاميرات بشكل رئيسٍ كما هو في الدول المتقدمة , وعدم الاعتماد على العنصر البشري في المراقبة او ضبط المخالفين الامر الذي يؤدي احيانا الى الاختلاف بين المواطن ورجل السير, ونحتاج ايضا الى التركيز على تخطيط الطرق بشكل صحيح في ظل وجود الكثير من التصميمات الخطيرة لها .
وقال رئيس الجمعية الاردنية للوقاية من حوادث السير محمد الدباس ان ما نتعلمه في مراحل الحصول على الرخصة ننساه عند قيادة المركبة , وحتما فان ذلك يؤدي الى عدم الالتزام بالانظمة المرورية والكثير من الحوادث المؤسفة , لذلك نحتاج الى التركيز على رفع مستوى الثقافة العامة لدى المجتمع بموازاة وضع الاستراتيجيات المرورية .
واضاف ان سلوكيات الافراد هي اساس رفعة المجتمعات وتقدمها ونهوضها, والحل الامثل لهذه الحوادث المؤلمة يبدأ بنا كافراد من خلال واجبات ذاتية وانسانية ومجتمعية يجب الالتزام بها ثم تفعيل القوانين والانظمة وتطبيقها بشكل صارم, وزيادة الرقابة التكنولوجية , ورفع مستوى العقوبات , والاقتناع بأن محاسبة المخالفين حق لنا عليهم , وأن الالتزام بالقواعد المرورية , احترام للنفس والوطن والقانون وللآخرين وانتماء حقيقي واجب علينا .