الموقف الذي أعلنه وزير في الحكومة الحالية حول المسجد الأقصى غير كاف،لأن الخطر يحيط بالمسجد، ولا يكفي لردع اسرائيل وهذه البيانات والتصريحات،لا تتنازل تل ابيب لترجمتها،حتى لا يتبدد الوقت.
موقف الحكومة اقل بكثير مما يفترض، ولابد من موقف اكبر من الحكومة،على صعيد العالم العربي،والمجتمع الدولي،لأن اقتحام الاقصى خطير وُيهدّد بالمزيد، وقد عشنا حتى رأينا الجند الاسرائيلي يصعد فوق المسجد بأحذيته،ُ مطلقاً الرصاص على الناس.
الاقصى في عهدة الاردن، والاردن لم ُيقصّر تجاه اعمار المسجد وحمايته طوال عقود،ولولاه لتعرض المسجد الى سيناريوهات اسوأ، لكننا نقرأ اليوم بصراحة ان الحدة تتزايد ضد المسجد،فوق عمليات الحفر والتخريب والاقتحام.
الذين يعيشون في القدس يقولون ان أية هزة ارضية ستؤدي الى هدم المسجد، ولا أحد يعرف ما إذا كانت اسرائيل في فترة ما ستقوم بتلغيم الانفاق، لهدم المسجد، ثم اتهام جماعات متطرفة، بعد ان يكون المسجد اثراً بعد عين.
الذين يخرجون في حراكات الاردن، وسط البلد، من الحركة الاسلامية،ومعها حراكات المحافظات،عليهم ان يتكرموا لوجه الله تعالى ويرفعوا شعاراتهم الجمعة المقبلة للاقصى،فهذا مسجد للمسلمين،وهذا مسجد تحت الاحتلال،فلماذا يتم تجاوز قضيته؟!.
الاسلاميون وحراكات المحافظات عليهم ان يعطونا احساسا ان للمسجد الاقصى مكانة في قلوبهم،لأنه بيت الله،المطلوب من كل واحد فيهم،ليس برضاهم او قرارهم،بل لأن هذا قدرهم،بدلا من اغراقنا فقط بذات الشعارات،وقربهم مسجد مقدس محتل.
ذات الحالة تتكرر في كل حراكات العالم العربي،إذ أن القدس تغيب عن الحراكات،والمسجد الاقصى يغيب عن هذه الحراكات والمسيرات،من اجل قضايا معيشية ومطلبية،وبعضها سياسي،غير ان قضايا الأمة الاكبر،لا تبدو في بال احد.
وكأن المسجد ليس بيت الله، وكأنه ليس امانة في اعناق الناس،و كأنه ليس قضية لأحد، وهذا كل ما تريده اسرائيل،دول تنهار وشعوب تنسى فلسطين المحتلة، وامة لا تأبه بكل ما يجري للاقصى من تهديدات واخطار، مقابل مطالبات بسعر اقل لصحن الفول، ورغيف الخبز.
حتى لا ننتقص الاردن بأية حال من الاحوال،نريد تعبيرات فوق هذه التعبيرات،ليس لغوياً فحسب، نريد تحركاً دولياً وعربياً، وان لا يتم السكوت على ما يجري تجاه الاقصى،لأن أي خطر سيحدث للمسجد سيتم تحميله للاردن، باعتباره المسؤول.
العرب يرمون المسؤولية على ظهر الاردن، وسيقال للاردن لاحقاً انه لم يتحرك لدرء الاخطار،وبما ان الأمر هكذا، فلابد من التدخل بكل الوسائل لوقف اقتحامات المسجد الاسير، ووقف الاعتداءات التي وصلت حد صعود الجنود فوق المسجد وتدنيسه.
الجند يضربون الناس ويقفزون فوق الاقصى ونحن نرد ببيانات لغوية، وعمليات الحفر ومصادرة الاراضي، جارية، والتخريب والتدمير مستمران، ويتنافس المسؤولون الحكوميون لدينا في ايهم اكثر بلاغة في الرد واستعمال المفردات الغاضبة.
كل هذا لايكفي، وهذه صيحة تحذير،حتى لا نصحو وقد تم هدم المسجد او طعنه في ظهره، بأية وسيلة، وعندها لن ينفعنا كل الكلام الفريد لغوياً،لأن المسجد بحاجة الى تحرك على اعلى مستوى في الدولة، وبحاجة الى من يوقف اسرائيل عن مخططاتها.
كل ما يخشاه المرء ان تتأكد اسرائيل عبر بروفات التدنيس،ان العالم العربي إما مرتجف خائف من ايران، وإما مرتجف وخائف من اسرائيل،وإما مدمر ومهدوم وغارق في حروبه الداخلية،وهذا احسن مناخ لهدم الاقصى، لم تخطط له اسرائيل حتى في خيالها.
للبيت رب يحميه، غير أن “الكلام في الصحف” لا يحمي بيوت الله.