أكد وزير الخارجية ناصر جودة في أن السبيل الأوحد لحلحلة الأوضاع في سوريا، وفتح الباب أمام آفاق أي نجاح في مقاربة الحل هناك بوسائل سلمية، لا بد وأن يستند إلى المبادرة العربية للحل ولقرارات جامعة الدول العربية بهذا الشأن والتي تهدف إلى وقف نزيف الدم في سوريا وتحقيق تطلعات شعبها بالتأسيس لإطار سياسي جديد وشامل وجامع يرتكز الى تداول السلطة سلميا، مشيرا إلى أن لا حل أمنيا واردا وقبولا للخروج من الأزمة.
وأوضح جودة جوده في كلمة له في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي انطلقت أعماله الجمعة، ،أن الأردن هو الأقرب للشعب السوري “بحكم الجغرافيا والتمازج الأسري والعائلي والحدود المشتركة الطويلة وشبكة علاقات القربى والمصالح المتبادلة والحيوية وعرى الأخوة الحقة، كما أننا الأكثر تأثرا ايضا بما يصيب شعب سوريا الشقيق وسوريا، ونعلم بأن آثار ما يصيب أهلنا في سوريا يمتد مباشرة ليصيب ويؤثر في أوضاعنا في الأردن.
وأضاف “إننا في الأردن قلقون للغاية من تردي الأوضاع الإنسانية الذي واكب باطراد ارتفاع وتيرة العنف وسيادة منطق الحل الأمني العقيم، ونساند كل المساعي العملية التي لاتنتهك سيادة سوريا ووحدتها الترابية ولا تتهدد وئامها الاجتماعي الرامي إلى التصدي الفاعل فورا للأزمة الإنسانية العاجلة التي يعاني منها المدنيون في عدد من المحافظات جراء تزايد العنف ونفاد المواد الأساسية من غذاء ودواء ووقود”.
كما أكد وزير الخارجية على ضرورة إيجاد رؤية موحدة ومشتركة إزاء ملامح المستقبل السياسي في سورية بشكل يوحد ولا يفرق ويجمع كل مكونات الشعب السوري ويضمن مشاركته السياسية وصناعة القرار، داعيا الحكومة السورية إلى التعامل بإيجابية مع المبادرة العربية لحل الأزمة، مشيرا إلى أن الخطوة الأولى في هذا المسار تكمن في الوقف الفوري والشامل للعنف والقتل وإنهاء المظاهر المسلحة والإفراج عن المعتقلين والبدء الفوري بتنفيذ بنود المبادرة العربية.
فيما عبر عن الأمل “بأن تعمل فصائل المعارضة السورية كافة في خارج سورية وفي داخلها، بما فيها المجلس الوطني السوري الذي استمعنا الى مداخلة رئيسه اليوم على توحيد صفوفها وخطابها وتطوير رؤية موحدة ومشتركة إزاء ملامح المستقبل السياسي في سورية وبشكل يوحد ولا يفرق ويجمع كل مكونات الشعب السوري ويضمن مشاركته، مثلما نأمل بأن تتجاوب السلطة في سورية بالفعل مع المبادرة العربية لحل الأزمة”.
“أصدقاء سوريا”: استبعاد الحل العسكري…
وقد بدأت في العاصمة التونسية الجمعة، فعاليات اجتماع أصدقاء سوريا بمشاركة ممثلين عن أكثر من 70 دولة ومقاطعة كل من روسيا والصين ولبنان، وذلك لمناقشة سبل حل الأزمة السورية استناد إلى مبادرة الجامعة العربية.
وشدد المتحدثون في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر على استبعاد الحل العسكري في سوريا، فيما حذر الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي من مخاطر الحل العسكري مهما كانت الطرق، مقترحا النموذج اليمني تفاديا لحمام الدم وذلك من خلال توفير حصانة قضائية للرئيس بشار الأسد ولعائلته ولأركان نظامه، “الذي عليه أن يترك صلاحياته لنائبه والدخول في مرحلة انتقال ديمقراطي واصلاح سياسي بمشاركة المعارضة”.
فيما أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي التمسك بالمبادرة العربية الداعية إلى فرض وقف فوري وشامل لإطلاق النار، وتوفير الحماية للمدنيين، للانطلاق بعد ذلك في الشروع في بحث حل سياسي للأزمة، كحل وحيد للأزمة في سوريا.
