عندما قال العقيد معمر القذافي, قبل اغتياله باشهر, ان القاعدة هي الطرف الرئيسي في الجماعات المسلحة ضده, كذبناه جميعا, وازدحمت الفضائيات, اياها بتصريحات لمعارضين ليبيين, اعتبرت ان ما قاله العقيد ما هو الا ذر للرماد في العيون من اجل تضليل الرأي العام والتحريض على المعارضة..
وتحت الضغط والضخ الهائل لحملة الفضائيات المذكورة لم يصدق العقيد احد, ولم يعد ثمة فرق او فائدة بعد سقوط طرابلس بيد ثوار الناتو, عندما اكتشف الجميع ان القائد العسكري لهؤلاء الثوار هو من القاعدة, وانه و “رفاقه” سبق وشاركوا في “الجهاد الامريكي” ضد الجيش الاحمر “الروسي”.
الامر نفسه تكرر مع سورية فبعد تفجيرات دمشق وحلب, سارعت جماعة اسطنبول واوساط اخرى من المعارضة الى اتهام المخابرات السورية بذلك والى السخرية من الرواية الاعلامية الرسمية السورية التي حملت القاعدة مسؤولية هذه التفجيرات وراحت الفضائيات اياها تكرر روايات “المعارضة” وحلفائها العرب والاجانب..
وقلت من جانبي انه حيث ليس من الغريب على الاجهزة العربية, على اطلاقها, اللجوء الى كل الاساليب بما فيها التفجيرات الا ان تفجيرات دمشق ثم حلب حملت بصمات القاعدة, وتعرضت لحملة اعلامية معروفة مؤكدة ان التفجيرات عمل مفبرك للاساءة للمعارضة..
طبعا, حاولت ان افسر استنتاجاتي حول دور القاعدة بردها الى ما يتعدى سورية نفسها الى الاقليم برمته وموقعه في الصراع على المجال الحيوي لقلب العالم الجديد وحاجة الامريكان وجماعتهم لحزام اخضر مسلح على امتداد المجال الحيوي المذكور لخطوط النفط والغاز.. الخ
قبل ايام اجمعت الاستخبارات الامريكية والبنتاغون الامريكي على ان القاعدة هي التي نفذت التفجيرات الاخيرة في سورية “الناطق باسم البنتاغون” وجيمس كلابر, رئيس جهاز الاستخبارات الامريكية, الذي غيَّر توقعاته بشأن “السقوط الوشيك لنظام الاسد”. وقال ان هذا النظام قادر على الاحتفاظ بالسلطة بالقوة..
الفضائيات, اياها, ومجلس اسطنبول لم يعلق وتناسوا الموضوع كما تناسى ساركوزي وجوبيه دم الصحافي الفرنسي بعد ان تأكد مقتله بقذيفة “هاون” “مورتر” سلمية للغاية, دفاعا عن النفس اكرر قذيفة هاون “مدفع مورتر ميدان متوسط” على وفد اعلامي ليس من التلفزيون السوري, دفاعا عن النفس…