الإصلاح نيوز – بقلم :حبيب الزيودي/
،للإذاعات سحر خاص، يجعلها تمتاز على أية وسيلة إعلامية أخرى، مرئية أو مكتوبة، ومبعث هذا السحر ان الصوت يتركك تذهب الى اقصى حدود مخيلتك حين تصغي اليه، فالإذاعة تترك لك حريتك كاملةً في السماع، بينما يتركك التلفزيون مكبلاً ومبهوراً بالصورة والاضاءة والألوان، فتتحول هذه الادوات الى ادوات تكبيل للمخيلة وهذا ما دفع كاتباً كبيراً مثل «جابرييل ماركيز» الى رفض تحويل أعماله الروائية الىافلام سينمائية او اعمال تلفزيونية، وقبل بتقديمها عبر مسلسلات إذاعية، لإن هذه المسلسلات لا تكبل مخيلة المتلقي.
في الأردن الان، عدد كبير من المحطات الاذاعية، قليل منها، استطاع ان يصوغ حالةوجدانية مع المستمع، ومنها إذاعة الجامعة الأردنية، التي استطاعت ان تخلق حالة صباحية وروحية تشد المستمع، وتمارس عليه هذا الأسر الاختياري الجميل، ومن المؤكد ان الخبرات الأكاديمية والجمالية والروحية في الجامعة، وراء هذا الإبهار الجميل. كما ان الطاقات الخلاقة التي تجتذبها إذاعة الجامعة تكثّف هذا الهديل الصباحي الحلو، الذي على يهب على عمان من جهة السرو والقباب، حيث الجامعة الأردنية، ولعل برنامج «بيتنا عامر» الذي تقدمه « اسراء طبيشات»يطوف بنا كل صباح بأناقه بين فقراته ، تتغلب فيها الموهبه والروح ، على الخبرة ، وتأخذ الجدية والقدره على اجتذاب الجماليات ، والتنقل العفوي والرشيق ، والصدق مع الملتقي مساحة رائعة لان الروح والصدق والعفوية من اهم عناصر العمل الاذاعي الذي يوسع مساحات التواصل بين الإذاعه وناسها ، خاصه وان البرنامج يأتي بعدها برنامج اخر وهو « ضمه ورد « الذي يقدمه سلطان ابو دلهوم ،وايه خليفه ،واسجل لإدارة الاذاعة براعتها في تحقيق التعالق الحلو في هذا البرنامج مع اغنيه خالده للفنان الراحل توفيق النمري ، الذي كان سنديانة الفن الاردني .
ثم نذهب بعد الظهر الى برنامج «برج الساعه« الذي تقدمه لبنى العلاوين وعمر العطيات، ويعده بهاء القضاه، والبرنامج الذي يقف عند معلم مهم من معالم الجامعه هو برج الساعه، الذي يواجهك، وانت تعبر الجامعه من البوابة الرئيسية، ويمكن ان تراه من كل جهات الجامعة تقريباً، و«برج الساعة «اصغاء حميم للضجيج الخلاق والحلو في الجامعه ابداعياً، واكاديمياً وانسانياً، ثم تطل عليك بين الفينه والاخرى، اصوات ذهبية أحب الاردنيون تاريخها الابداعي والثقافي مثل الرائعين اشرف اباظه وهشام الدباغ، ويطل اكاديميون من الجامعه بكل ما فيهم من عطاء ومحبة مثل الدكتورة نهاد البطيخي التي تقدم «اخبار الرياضة « وتحقق حاله مدهشة وثراء وحيوية، يغني الطقس الاذاعي الخلاق في اذاعة الجامعة .
امس استضافت اذاعة الجامعة رئيسها الدكتور بشير الزعبي، واجمل ما في اللقاء وقته وعفويته، في السابعة والنصف صباحاً، والزعبي معروف بأطلالته التي تحمل معاني كبيرة على الجامعة في الساعه السابعه صباحاً عبر سنوات طويلة، وشهادتي مجروحة بصديقي محمد واصف، الذي يقود هذه الايقاعات الضاجة بالابداع في اذاعة الجامعه فهو المايسترو، الذي ترك اروع الايقاعات في كورال الجامعة الاردنية وثقافتها .
ايها الفريق الجميل المصطف مثل السرو في اذاعة الجامعة، هل تسمحون لي ان أرش عليكم القمح والياسمين، هل تسمحون لي أن اقول ملء كل الاسماع والقلوب التي تصغي اليكم، هل تسمحون ان اقول لكم : صباح الخير .