هناك عدة مؤشرات مهمة لا بد من التوقف أمامها ونحن نقوم بتقييم الوضع في سوريا، أخطرها في رأيي تصريحات مدير وكالة الاستخبارات الأميركية الأخيرة حول الأوضاع في البلاد.
صرح «كلابر» بما لا يدع مجالا للشك أن المعلومات المتوفرة لجهازه أن هناك قوى أخرى غير الجيش السوري النظامي تمارس العنف ضد المدنيين، ووصف هذه القوى بأنها قوى تنظيم القاعدة التي قامت على حد وصفه «باختراق واضح» لقوى المعارضة المسلحة في سوريا.
وأعرب رئيس جهاز المخابرات الأميركية عن قلقه من تنامي وجود «القاعدة» في سوريا. وقال إن كثيرا من هذه القوى جاءت من قواعد من العراق.
ويذكر أن التنظيمات الموالية لـ«القاعدة» فكريا وعمليا وتمويليا كانت في حرب مفتوحة ضد نظام المالكي وكل أجهزته الأمنية من شرطة وجيش وضد قوات الجيش الأميركي قبيل انسحابها.
هنا تبرز هذه الأسئلة الجوهرية التي تحتاج منا التأمل الشديد:
1- هل اقتنعت الإدارة الأميركية بمعلومات الاستخبارات الروسية التي كانت تتبادلها مع واشنطن حول مخاوف موسكو من ازدياد نشاط «القاعدة»؟
2- هل هذه المعلومات، في حال اقتناع واشنطن بها سوف تؤجل القرار الأميركي ولو مؤقتا بالعمل بكل القوة لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد تحت مبدأ «الشيطان الذي نعرفه خير من الشيطان الذي لا نعرفه».
3- هل ستقوم واشنطن باستبدال منطق «سوريا بلا نظام الأسد» إلى منطق إصلاح سوريا من خلال بوابة الأسد؟
علمتنا التجارب، بالذات في الآونة الأخيرة، عدم ثبات التحالفات أو حالة العداء عند الإدارة الأميركية، وأن واشنطن قادرة على الالتفاف حول مواقفها بين ليلة وضحاها.
من هنا لا بد من المتابعة الدقيقة لحقيقة اتجاهات السياسة الأميركية تجاه دمشق في الأسابيع القليلة ال