همام سعيد
الاصلاح نيوز- كشفت مصادر في جماعة الإخوان المسلمين أن جهات أوروبية أجرت اتصالات معهم خلال الأشهر الماضية عبر دبلوماسيين في سفاراتها المختلفة، في الوقت الذي نفت فيه الجماعة إجراءها لأي اتصالات مع الإدارة الأميركية.
وقال المراقب العام للجماعة همام سعيد إن قياديين في الجماعة أجروا اتصالات عديدة مع ممثلين أوروبيين بناء على طلبهم، غير أنه اعتبر الأحاديث الدائرة عن اتصالات الجماعة مع جهات رسمية أميركية “غير صحيحة”.
وأضاف سعيد “لم تتصل بنا أي جهات رسمية أميركية، وموقفنا ثابت على رفض أي اتصالات مع الإدارة الأميركية والكونغرس بناء على قرار للجماعة منذ عام 2003″.
وأوضح المراقب العام أن الجماعة لا تحظر اللقاء مع أي جهات باستثناء الكيان الصهيوني، وأن قرار الحظر على الاتصالات مع واشنطن لا يزال ساري المفعول.
ويأتي نفي الإخوان تعقيبا على ما نقلته صحيفة الرأي الأردنية، عن الناطق باسم السفارة الأميركية في عمان كارل ديكورث، من أن السفارة الأميركية أجرت اتصالات مع الحركة الإسلامية في إطار حواراتها مع القيادات السياسية الأردنية.
إلى ذلك قال قيادي في جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي -جبهة العمل الإسلامي- إن قيادات إسلامية التقت دبلوماسيين في سفارات أوروبية على مدى الأشهر الأخيرة، وإن الاتصالات شملت دبلوماسيين من سفارات بريطانيا وإيطاليا وسويسرا وإسبانيا وفرنسا إضافة للمفوضية الأوروبية في عمّان.
مقاطعة للأميركيين
بدوره أكد رئيس الدائرة السياسية في جبهة العمل الإسلامي زكي بني ارشيد أن الحركة الإسلامية لا زالت على موقفها الرافض لأي لقاء مع مسؤولين أميركيين أو أعضاء بالكونغرس.
وقال: “قدمت لنا طلبات كثيرة من قبل دبلوماسيين أميركيين للقاء معهم عبر وسطاء وكان آخرها الشهر الماضي، لكننا اعتذرنا لالتزامنا بقرار مقاطعة الاتصالات بالإدارة الأميركية”، مؤكدا أن الجماعة تعتبر سياسات البيت الأبيض جزءا من مشكلة الأردن والعالم العربي والإسلامي.
وعن اللقاءات التي أجراها رسميون أميركيون مع قيادات جماعة الإخوان المسلمين في مصر وتونس ودول أخرى، قال بني ارشيد “لا نعيب على الحركات الإسلامية أن تلتقي من تشاء باستثناء الكيان الصهيوني، والإسلاميون بهذه الدول لا يعيبون علينا رفضنا للاتصال بهم حتى الآن”.
ورغم هذه التأكيدات، إلا أن مصادر في الحركة الإسلامية لم تستبعد أن يقرر الإخوان في الأردن عودة الاتصالات مع الأميركيين، بعد أن قررت قيادة الحركة إحالة أمر هذه الاتصالات للقيادة الجديدة للجماعة التي سيتم انتخابها نهاية الشهر الجاري.
وعن لقائه برئيس القسم السياسي بالسفارة البريطانية في عمّان، قال بني ارشيد “هذا اللقاء هو الأول منذ عام 2003 وجاء بناء على طلب خطي من السفارة البريطانية”، موضحا أن البريطانيين والأوروبيين يستوضحون موقف الإخوان من الديمقراطية ومنظومة الحريات والمرأة والتداول السلمي للسلطة.
بدورها ذكرت مصادر في الحركة الإسلامية -فضلت عدم الكشف عنها- أن الدبلوماسيين الأوروبيين بذلوا جهودا لمحاولة إعادة الاتصالات بين أميركا والحركة الإسلامية في الأردن.
وأشارت المصادر إلى أن الإسلاميين انتقدوا -خلال لقاءاتهم- ما اعتبروه “نفاقا أوروبيا في الموقف من الديمقراطية، واتضح هذا التناقض في تأكيد الغرب الدائم على احترام خيارات الشعوب، ورغم ذلك لم يحترموا خيار الشعب الفلسطيني في اختياره لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في فلسطين”.
وأكدت المصادر أنها سألت أكثر من دبلوماسي أوروبي عن الموقف من حماس إذا أعاد الفلسطينيون اختيارها، فهل سُيرفع اسمها من قوائم الإرهاب، ولفت إلى أن الأوروبيين تحدثوا عن أن هناك قرارات للرباعية الدولية والأمم المتحدة تشترط على حماس الاعتراف بإسرائيل.
في غضون ذلك كشف مصدر أخر عن وجود تحركات واتصالات بين الحركات الإسلامية في المنطقة لعمل وثيقة تحمل رؤيا موحدة من القضايا الإقليمية والدولية وعلى رأسها القضية الفلسطينية لمخاطبة الإدارة الأميركية وحكومات أوروبا بها. (الجزيرة نت)