تعبيرية
الاصلاح نيوز- تثير دفعة كبيرة من رؤوس الأغنام أزمة وإضطرابا حادا بين السلطات وأهالي البادية الشمالية في الأردن لليو م الخامس على التوالي حيث أصيب أحد أفراد شرطة الصحراء بعيار ناري في مواجهات مع مواطنين محتجين من البادية على منعهم من إدخال الأغنام السورية مقابل السماح لشخصيات متنفذة في عمان والسعودية بالأمر.
وكلمة إدخال تعني على الأرجح “تهريب” أو تمكين شحنات الأغنام من الدخول بدون تأشيرات رسمية أو التغاظي عن أعدادها خلافا للأرواق الرسمية.
وبدأ الخلاف الطريف عندما تمكن متنفذون مجهولون من إدخال نحو ثلاثة ألاف رأس من الأغنام السورية التي تهاجر إلى البادية الأردنية الشمالية بسبب تراخي الرقابة على الجانب السوري.
وتقول السلطات المحلية ان الدفعة المشار إليها هي جزء من 25 ألف رأس غنم سمح لأمير سعودي بإدخالها عبر الأراضي الأردنية حيث تقول بان الأمير السعودي حصل عبر وكلاء أردنيين على رخصة تسمح له بإدخال هذا العدد الهائل من الأغنام السورية بعد تراخي قبضة الرقابة الحكومية السورية على تجارة الأغنام بسبب الإنشغال بالثورة السورية.
ويبدو أن أهالي المنطقة الذين يعتمدون في حياتهم على تجارة الأغنام مع الجانب السوري قرروا إحباط محاولة الأمير السوري المزعوم فنظموا عملية إستخبارية عبر المناطق الوعرة في المنطقة وترصدوا الدفعة الأولى من الأغنام السورية وصادروها بقوة السلاح ثم تمكنوا من إخفائها بعيدا عن رقابة شرطة الصحراء.
ويطالب المواطنون هنا بالسماح لهم بإدخال كميات الأغنام للحفاظ على ممراتهم التجارية ويؤكدون بأن كمية الأغنام تعود لمتنفذين أردنيين وليس لأمير سعودي.
ويرفض مصادروا الشحنة الإفراج عنها حتى تمنحهم السلطات الرخص اللازمة لمعاملة بالمثل في منطقة معروفة عموما بنشاطات التهريب فيما يخص الأغنام تحديدا.
ويبدو أن قصة الأمير السعودي ليست سوى تغطية على متنفذين أردنيين فعلا يستطيعون تحقيق ثروة عملاقة من وراء هذه الكمية الهائلة من الأغنام حتى لو قرروا تصديرها للسعودية التي تتوق بالعادة لأمهات الأغنام من النعاج “الشامية” المعروفة بخصوبتها وندرتها وإرتفاع سعرها.
وقال مختصون أن الثورة السورية أسالت لعاب حيتان الأغنام الذين يفلتون من سلطات البادية السورية عبر الرشاوى ويحصلون من مواطنين سوريين على أغنام من الدرجة الأولى وبأسعار لا تنافس خصوصا وان النعجة السورية الشهباء تعتبر النعجة الأغلى سعرا في العالم حيث لا يقل سعرها عن الف دولارا فيما يحصل عليها الوسطاء اليوم من مواطني الضياع السورية بأقل من 300 دولارا، الأمر الذي يدر ربحا كبيرا للغاية.
وإستعصى على السلطات الأردنية تأمين الإفراج عن ما لا يقل عن 2500 رأس غنم سورية صادرهاالمواطنون واخفوها كرهينة إلى حين السماح لهم بتجارة مماثلة حيث يسود الإضطراب المنطقة وحيث صادرت الشرطة 15 سيارة وشاحنة للبدو المحتجين واطلق الطرفان الرصاص ضد بعضهما. (القدس العربي)