هي ليست المرة الأولى التي تقتحم فيها قوات الاحتلال باحة الاقصى المبارك لتعتدي على المصلين أو لتحمي المتطرفين اليهود.
حدث ذلك صبيحة الأحد الفائت، لكن مفتي القدس عكرمة صبري حذر قبلها بيوم من محاولة جديدة من قبل المتطرفين شن هجوم على الأقصى وقبة الصخرة في القدس المحتلة.
يتراجع اهتمام العرب بمحنة القدس يوما بعد يوم ولم نعد نسمع عن احتجاجات اسلامية وعربية أو حتى فلسطينية تقدم الى مجلس الأمن او غيرها من محافل دولية حول تزايد وتيرة التهديدات الاسرائيلية للمقدسات الاسلامية في المدينة المقدسة وتغيير التوازن الديمغرافي لصالح اليهود.
لا يخفي المتطرفون اليهود نيتهم الاعتداء على المصلين واقتحام المسجد الاقصى الشريف كجزء من مخطط اكبر لهدم المسجد وتهويد القدس الشرقية.
وتساهم الحكومة الاسرائيلية وبلدية الاحتلال في التحضير لهكذا مخطط من خلال الاستمرار في اجراء الحفريات الاثرية تحت المسجد والتهديد بغلق وهدم مداخل تاريخية تؤدي له كجسر باب المغاربة.
وفي السنوات الأخيرة صعدت حكومة اليمين الاسرائيلية من برامج ومشاريع تهويد القدس الشرقية العربية ومصادرة وهدم احياء ومقابر عربية وتفريغ المدينة من سكانها ومحاصرة الشوارع والأزقة القديمة المحيطة بالحرم لدفع اصحابها العرب الى تركها. معركة القدس لم تتوقف يوما واحدا منذ احتلالها العام 1967 وهي تقترب من نهاية حزينة ومأساوية.
المتطرفون اليهود، وهم يشكلون قوة سياسية متعاظمة في اسرائيل، يريدون هدم الأقصى وبناء الهيكل على انقاضه.
وهم يخططون لشن هجوم تحت أعين الشرطة للسيطرة على الحرم وحرقه كما حاولوا ان يفعلوا في السابق.
المشكلة ان الظروف الاقليمية وانشغال العرب بقضايا اخرى وضعف السلطة الفلسطينية تتيح لهم الاقتراب من تنفيذ هذه المؤامرة. والسؤال هو ماذا سيكون رد فعل العرب اذا ما نفذت هذه الجريمة؟
ماذا سيفعلون اذا ما قيض لليهود المتطرفين اقتحام الحرم وحرقه أو هدمه؟
خط الدفاع الوحيد هم سكان المدينة العرب الذين يواظبون على حماية الحرم وقبة الصخرة كمتطوعين ولا يحصلون على اي دعم عربي او دولي.
المفروض ان تدعو السلطة الفلسطينية الى اجتماع عاجل للزعماء العرب والمسلمين باسم حماية القدس من التهويد الذي وصل الى مراحل خطيرة. وعلى الحكومات العربية والإسلامية التبرع لدعم صمود المقدسيين في مدينتهم التي تواصل اسرائيل مشاريع تهويدها بهدف اخراج سكانها العرب او محاصرتهم في احياء متهالكة.
ليس المطلوب الآن شن حرب على اسرائيل وانما دعم صمود سكان القدس التي تشكل رمز الصراع العربي الاسرائيلي وآخر معاقله.
لا يمكن السماح لإسرائيل بتنفيذ مخططها المسموم وعلى السلطة وغيرها اللجوء الى المحاكم الدولية لفرض حماية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وغيرها من مناطق فلسطين.
تستغل اسرائيل انشغال العرب والعالم لتقترب من لحظة الحسم بإكمال مشاريع التهويد وطرد العرب وتحويل القدس الى مدينة يهودية بالكامل. ومخطط تدمير الأقصى ليس مجرد خيال او سيناريو تروج له مجموعة صغيرة من المتطرفين. معركة القدس تحتدم والمدينة المقدسة بحاجة الى وقفة عربية واسلامية عارمة تحبط جريمة هدم الأقصى.