صحافة الشتائم الرقميّة!
بقلم: زينب علي البحراني
قبل أعوام قليلة أشرعت إحدى الصحف الإلكترونية أبوابها لجميع الكتاب السعوديين، مشهورين ومغمورين، فتأججت شهرتها بأسمائهم. لكن إدارة الصحيفة التي نسيت – أو ربما تناست- أن أولئك الكتاب هم السبب في شهرتها وجودة أطروحاتها بدأت تفقد أهم أولئك الكتاب وأفصحهم موهبة حين أفسحت الطريق لكل من هب ودب من عديمي الحياء والضمير بإدراج شتائمهم الصريحة تحت المقالات على اعتبارها تعليقات! ومن بين تلك الشتائم إهانات عنصرية فجّة على أكثر من صعيد، وألفاظ تقع تحت عنوان (بذيئة جدًا جدًا)، وتستحق رفع دعاوى سب وقذف علني فاضح! والطريف السخيف في الوقت ذاته أن أي تعليق يكتب بأيدي القراء لا ينشر إلا بعد اطلاع مشرف الموقع عليه! ما فائدة هذا "الإشراف" إذن مادام عاجزًا عن تأدية دوره في حماية الذوق العام من تلك النفايات اللفظية؟!
لسنا ضد الحريّة، لكننا نرفض في الوقت ذاته التخلي عن أهم صفاتنا الآدميّة المتمثلة في ضبط النظام، والتحكم بغريزة الكلام، لنقف في مواجهة فوضى كائنات أخرى "غير أليفة"، تعجز عن ضبط نفسها بنفسها.