احمد حسن الزعبي – الراي
بعد انقضاء نصف الحصة ووصول صوت شغبنا الى الإدارة، واهتزاز سقف السادس»ب»، بسبب الدبكة، واستخدام المقاعد للإيقاع،وسلة الزبالة للمحاورة وتسجيل الأهداف في اللوح،كان يشرّف أستاذ الحصة الى صفنا منفعلاً غاضباً..ليقوم بتأديب أول من يقابله بضربات متتابعة من عصاه التي يتأبطها، زاجراً ناهياً شاتماً متوعداً..
المضروب لم يكن يقاوم أو يعترض على العقوبة بقدر ما كان يريد إيصال رسالة الى المعلّم مفادها :»عجب هظلاك»!!..بعد كل عصا كانت تَصلي يده..كان يصيح أكثرنا شغباً وزعرنة «عجب هظلاك»..»طيب عجب هظلاك يا الله»..»عجب هظلاك»..وعادة بعد العصا السادسة او السابعة يستوعب الأستاذ ما يقصده الطالب المشاغب بعبارة «عجب هظلاك»، فيقوم بتأديب جميع شركائه في الزعرنة أسوة بالمضروب الأول، وما ان يفرغ من تأديبهم جميعاً حتى ينتهي نصف الحصة الثاني، وبذلك يكونون قد قضوا على فرصتهم في المعرفة: «فنصف الحصة شغب، ونصفها الآخر عقوبة»!!..
ما يحدث في بلدنا الآن يشبه فوضى الصف؛ بعد انقضاء عقد كامل ونحن نعاني من زعرنة بعض الفاسدين وعبثهم بمحتويات الوطن وأصوله..جئنا بنفس عقلية» المعلم المنفعل» لنعاقب البعض ونترك الآخر.. لماذا تضعف قلوب الجهات الرقابية أمام «هظاك» وتقوى على غيره؟؟..
نريد عصا العدالة أن تصلي جميع كفوف «الفاسدين» بلا استثناء «هاظ» و»هظاك» و»هذيك» و»هاي» و»هظول» دون رحمة أو محاباة..
يكفي يا جماعة، نريد ان نتفرّغ للانجاز، لا نريد ان نقضي عقداً في الفساد وعقداً آخر في المكافحة…
بدنا نعيش.