اتهم التقرير المبدئى للجنة تقصي الحقائق التي شكلها مجلس الشعب المصري للتحقيق في أحداث العنف التي شهدتها مباراة المصرى والأهلي ببورسعيد، مديرية أمن بورسعيد وقطاع الأمن المركزي بالقناة بالإهمال الجسيم والتقصير في تأمين المباراة.
وكشفت لجنة تقصى الحقائق برئاسة الدكتور أشرف ثابت وكيل مجلس الشعب، عن وجود عدة أدلة تؤكد على تقصير الأمن في منع حدوث مذبحة بور سعيد التي أسفرت عن مقتل75 شخصا وإصابة المئات، من أهمها انعدام التواجد الأمني بالمحافظة عموما .
وأضافت اللجنة: أنها توصلت إلي معلومات تؤكد توافر عدد من الشماريخ (ألعاب نارية) بشكل هستيري مع المشجعين من الجانبين رغم أن سعر الشمروخ وصل إلي 200 جنية مصريا (أي ما يعادل 34 دولار أمريكيا) في الوقت الذي يشكو فيه الجماهير من وصول سعر التذكرة إلى خمسة جنيهات.
وقالت اللجنة إنها رصدت وجود مسافة كبيرة بين المدرجات الشرقية والغربية كانت كفيلة بتدخل قوات الأمن المركزي لمنع وصول المعتدين والحد من المشكلة قبل حدوثها, بالإضافة إلى أن الباب الغربي والذي عبر من خلاله المعتدون إلى الضحايا كان مفتوحا بطريقة طبيعية ولم يلاحظ عليه أي أثر لاستخدام القوة في اقتحامه, مع لحام في أبواب الاستاد الشرقية حالت دون هروب جمهور الأهلى عند التعدي عليه, مما تسبب في حصارهم بين التدافع على الباب المغلق والاختناق أو وصول المعتدين إليهم والنيل منهم وهو ما أدى إلى اختناق الكثرين ووقوع العديد من القتلى.
وأكدت اللجنة أن الاتحاد المصري لكرة القدم خالف لوائح “الفيفا” العالمية بخصوص تأمين المباريات الملزمة للاتحادات الرياضية، وأن النادى المصري أيضا يتحمل مسئولية تضامنية عن الحادث من حيث عدم إلتزامه بمتطلبات السلامة والالتزام بالسعة ومنع دخول الجماهير التى تحمل بحوزتها أجساما صلبة وكشافات ليزر وأسلحة ولافتات ذات محتوي عنصري.
كما حمل التقرير هيئة إستاد بورسعيد (ملعب المباراة) المسئولية فى لحام البابين الحديدين للإستاد مخالفين بذلك لوائح الفيفا التى توجب أن يكون ملعب كرة القدم مستوفيا المواصفات الفنية والإنشائية بالإضافة إلي أن إطفاء الإدارة لأنوار الاستاد عقب المباراة مباشرة وإذاعة موسيقى بصوت مرتفع في السماعات الداخلية للتشويش على المذبحة، يجعلها شريكة فيما يحدث.
وأوضحت اللجنة أنها التقت ببلطجي كان مشاركا في الأحداث وتم القبض عليه من الأهالي وأدلى بأسماء المحرضين والذين استقدموا 600 بلطجي لاستخدامهم في افتعال تلك الأحداث, وأنها استمعت إلي شهادات عددا من جمهور المصري والألتراس الأهلاوي ممن شاهدوا الواقعة ساعدتهم في التوصل لحل لغز تلك الأحداث.
وأضاف التقرير الذى ناقشه مجلس الشعب المصرى في الجلسة المسائية أمس أن جمهور المصري متمثلا في الألتراس والجرين إيجلز وبعض البلطجية اخترق الحاجز الأمني واقتحم أرض الملعب متوجها إلى المدرج الشرقي الخاص بجمهور الأهلي وهم مدججون بالعصى المضيئة والأسلحة البيضاء والشوم والشماريخ والجنازير وقاموا بتنفيذ اعتداءهم مستخدمين تلك الأسلحة.
وذكر تقرير تقصي الحقائق ان شبكات التواصل الاجتماعى مثل الفيس بوك و بعض مواقع الانترنت شهدت حروبا بين مشجعى الاهلى و “جرين ايجلز” المصرى, حيث ظهرت نبرات تحريضية و عدائية بين مشجعى الطرفين .. كما ان احد المواقع الرياضية على الانترنت قد سرب خبرا عن اجتماع احد روابط التراس الاهلى قبل المبارة اكد فيه على اهمية الاستعداد لما اسموه موقعة بورسعيد والمقصود بها مبارة الاهلى و المصرى.
وأكدت اللجنة فى تقريرها المبدئى، أن الخطاب الإعلامى للقنوات الفضائية ساعد على إذكاء روح التعصب لجماهير الكرة خروجا عن الهدف السامى للرياضة، كما أن مقدمى بعض البرامج الرياضية يحرضون على إشعال الأزمات بين الأندية بعضها البعض وجماهير تلك الأندية بعيدا عن دورها الأساسى فى تحليل المباريات والتعليق عليها.
وشدد التقرير على أن الإعلام الرياضى يتحمل المسئولية الكبرى بسبب تغطيته أنشطة الألتراس دون محاولة ترشيدهم واستثمار نشاطهم وحماسهم فيم يخدم قضايا الوطن وأن هذا الإعلام أثار الجماهير بصفة عامة فتحولت المباريات إلى ما يشبه المعارك وفقد الإعلام الرياضى الرسالة الحقيقة المتمثلة فى التركيز على الروح الرياضية والمفهوم الصحيح للفوز والهزيمة.
وطالب التقرير النيابة العامة بإجراء التحريات حول الأعضاء السابقين بالحزب الموطني المنحل، الذين وردت أسماؤهم واتهامهم بالضلوع في الأحداث وأن اللجنة سوف تقوم بتحديد المسئولية السياسية عما حدث وسوف تعرضها على المجلس فور استكمال أعمالها وإيداع تقريرها النهائى بعد استجلاء باقى الحقائق المرتبطة بالحادث والاطلاع على تحقيقات النيابة العامة.
ومن جانبه استنكر النائب البورسعيدي أكرم الشاعر، عضو لجنة تقصي الحقائق ورئيس لجنة الصحة، وجود حصار إعلامي على أهالي بورسعيد حتى أن سائقي التاكسي وسيارات النقل يتم منعهم من الدخول إلى القاهرة رغم أن أهالي بورسعيد براء من دم مشجعي الأهلي.
ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها “السبيل” فإن مدينة بورسعيد تعيش الآن اجواء عدائية من أهالي المحافظات المحيطة بها بعد أحداث العنف وأنها تعيش تحت حصار فلا بضائع تدخل أو تخرج منها وحتى الأطعمة والمواد الغذائية لا تجد من ينقلها نظرا لتعرض السيارات والشاحنات للاعتداء بالحجارة والتكسير من مشجعى النادي الأهلى وأهالى القتلى .
ويضاف إلى ماسبق انسحاب الشرطة والجيش من المدينة خشية تعرضها لعمليات انتقامية من ذوى الشهداء وأصبح عبء الأمن وحماية منشأت المدينة يقع على اللجان الشعبية من أهالى المدينة يقفون على مداخلها ومخارجها تحسبا لأى هجوم يقوم به أهالى الضحايا وجمهور النادي الأهلى .
ومن جانبه تبنى حزب الحرية والعدالة (الجناح السياسى لجماعة الإخوان المسلمين) مبادرة لكسر الحصار علي المحافظه تحت عنوان في حب بورسعيد حيث حضر اكثر من 150 عالم من علماء الازهر الشريف من جميع أنحاء الجمهوريه وحضر ممثلين عن اهالي محافظات (دمياط .. السويس .. العريش .. سيناء ) بسيارات محملة بالبضائع كما قامت القوات المسلحة بإرسال طائرات محملة بالأغذية لكسر الحصار المفروض علي المدينة من قبل تجار الجملة.