ادى اضراب المعلمين في كافة مدارس المملكة الى اغلاق، المدارس وتعطيل الدراسة في بداية الفصل الدراسي الثاني لهذا العام , وكانت النتيجة خسارة العملية التعليمية والطلبة وذويهم والدولة بشكل عام , وفقدان الثقة بالتعليم في الاردن وبالمعلمين الذين اكتسبوا في الماضي القريب شهرة وسمعة طيبة عند بعض الدول العربية , لما عرف عنهم ايضا من الالتزام وحسن الاخلاق والكفاءة والمعرفة .
نحن نحترم المعلم ونجله لانه يعمل في اقدس مهنة واجل عمل , لا يجاريه اي عمل اخر , فالمعلم هو الذي يسلح الاجيال بالعلم والمعرفة والاخلاق , وحسن التعامل مع الاخرين ويلقن الطلبة حب الوطن والانتماء اليه , ولهذا نؤكد ان رسالة المعلم هي رسالة مقدسة وعظيمة نامل ان يحافظ عليها الاخوة المعلمين بانهاء الاضراب والعودة الى المدراس والى مهنتهم الجليلة , فالطلبة بانتظارهم , فلا ذنب لهم في ما يجري من نزاع بين المعلمين والحكومة ممثلة بوزارتهم ( التربية والعليم ) .
ان اضراب المعلمين هذه المدة وتكرار هذا العمل لتعطيل الدراسة في مدارس المملكة كلها , يؤكد رأي بعض المسؤولين وقيادات تربوية بان الموافقة، على انشاء نقابة للمعلمين قد يؤدي الى اضرابات واعتصامات لاسباب وجيه او غير وجيهة , وبالتالي الحاق الضرر بالطلبة والعملية التعليمية بمجملها .
اننا مع حصول المعلم على كافة حقوقه , وان يكون مميزا في الراتب والتعامل والاحترام , وان تكون له، علاوات مهنة وغيرها من العلاوات تميزه عن باقي المهن , لانه مسؤول عن النشء وعن اجيال المستقبل الذين قد يتسلموك مواقع قيادية في الدولة , ويبقى المعلم متمسكا بمهنته المقدسة يخرج جيلا بعد جيل، ينتظرهم المستقبل وقد يكون منهم رئيس وزراء او وزير أو أي منصب رفيع في الدولة .
نؤمن بان حصول قطاع المعلمين على نقابة تدافع عن حقوقهم , هو حق لهم , كنا نامل بان هذه النقابة والقياديين المسؤولين فيها ان يكون موضوع التدريس وعدم عرقلة العملية التعليمية خط احمر ,، وان تكون الاحتجاجات والاعتصامات للمطالبة بالحقوق، لا تتعدي الساعات وعلى ان تنفذ داخل حرم المدرسة، اما ان تستمر هذه الاحتجاجات والاضرابات، اياما، فهذا امر غير مقبول ومرفوض عند كل فئات المجتمع .
وحسب تصريحات المسؤولين في الحكومة , وبشكل خاص ما اعلنه امام مجلس النواب وزير تطوير القطاع العام فان المعلمين حصلوا على زيادات وعلاوات مجزية وتميزوا فيها عن باقي موظفي الدولة وان الهيكلة أنصفتهم ولم تلحق الضرر بهم , .. وبعد هذه التصريحات وتأكيد المسؤولين بان المعلمين حصلوا على كل مطالبهم , فلماذا الاضراب وتعطيل الدراسة والحاق الضرر بطلبتنا , وبالوطن ?
فالموازنة في خطر وليس بالامكان تجاوز العجز الموجود فيها , هذا ما اعلنه وزير المالية في جلسة مجلس النواب يوم الخميس الموافق، 9/2/2012 , وهذا يعني ان المطالبة بزيادات او تحسين اوضاع لقطاعات عديدة، من الموظفين , بعد ان صدرت الهيكلة وحققت بعض الطموحات لمطالب الموظفين , وفق الامكانات سيرهق موازنة الدولة .. ان المطالبات التي تعلنها الاضرابات والاعتصامات خاصة بعد ما، تحقق في الهيكلة، , واستجابة الحكومة لهذه المطالب , فان على الحكومة ان تستدين من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي او من دول اخرى , وهذا يعني ان المديونية، ستزداد على كاهل المواطن الاردني , كلما طالبنا في اضراباتنا بزيادة او بعلاوة جديدة .