في جلسة ضمت عددا من الأكاديميين، وكما هي، العادة عند الأردنيين، يجري تداول احاديث مختلفة، تدور حول الوطن وهمومه، والآمال والواقع والاصلاح والتغيير، ومعايير الانتماء والولاء، وغير ذلك من المصطلحات، التي اصبحت جزءا من الخبز اليومي.
قال احدهم لقد تقاعدت، من التربية، رغم انني على،، اعتاب الدرجة الأولى، حتى احصل على مكافأة نهاية الخدمة، لكي اصرف على ثلاثة اولاد في الجامعة، قال الثاني، راتب قريبي التقاعدي، مائتان وخمسون دينارا وله ايضا اولاد، في الجامعة، وآخرون تخرجوا ولم يجدوا عملا، قال الثالث انتم، تتحدثون عن، مئات الدنانير، وغيركم يملك الملايين، اخذها من، هذا الوطن، الذي تتحدثون عن، مستقبله والانتماء اليه، ناهيك على انه يتمتع اما، بحصانة،، او، جواز، سفر، آخر، أو شراكة، تحميه.
وانفتحت، شهية، الجميع، للحديث، هل تطلب مني الانتماء، وأنا جائع، وابني، عاطل وابنتي مكسورة الخاطر، قال أحدهم، اريد أن، ابدأ حديثي، بالتفريق بين الاسلام وبين بعض المسلمين، الاسلام يدعو الى الامانة، والصدق، والكرم والوفاء، ويدعو الى مكارم الأخلاق والفضيلة، ويؤكد على العبادات، ودورها والحشمة في المظهر والعفة، في اللسان، فهل هذه هي حال المسلمين..؟ الجواب بالطبع لا، فالإسلام شيء، وسلوك المسلمين شيء آخر ومع ذلك، يبقى الاسلام، في نقائه، وعلو مكانته ويبقى سلوك، المسلمين في كثير من الحالات لا يشكل وجها حقيقيا للإسلام، وهكذا هي حالة الوطن.
، الوطن، شيء، آخر، وما يسمي، لبعضهم مواطنون شيء آخر،، حالة الوطن، عند البعض هي حالة البقرة الحلوب، وحقيبة، السفر المليئة بالعملة، وصورة، جواز سفر، يسهل المهمة، وهؤلاء ليسوا بمواطنين، أما الذين،، يبنون، الوطن هم، ابناؤه الحقيقيون، القابضون، على،، الجمر رغم حرارته، وهذا الحراك الشبابي على، مستوى المملكة، هو في سلميته،، وعناوين الإصلاح الذي يحمله،،، يمثل توجهات عدد لا بأس به، من، الشباب، والعبرة ليست في الاعداد، وإنما في، قوة هذا الحراك، واستمراريته ووضوح اهدافه، وتناغم شعاراته، والوطن، هنا يمثل بؤرة الاهتمام لكل الذين، يؤمنون، به، وأقول أن هناك خوفا من، التشظي، والتناحر وأن، الجزر المعزولة، يمكن أن تتوسع.
والمطلوب منا جميعا، أن نجسر العلاقة بين هذه الجزر حتى نتوحد جميعا في اتجاه بناء الوطن، وهذا يستلزم أدوات جديدة، وشخوص غير مستنسخة، وفيها، جينات لا لبس فيها، من الإصلاح، والتغيير، ولكن، في اتجاه الوطن وقوته، هناك اناس يسكنون الوطن، وهناك من يسكن، الوطن فيه، وهؤلاء، هم ابناء الوطن الحقيقيون، تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها.
drfaiez@hotmail.com