أَقيمـوا بَنـي أُمّـي صُـدورَ مَطِيَّكُـم فَإِنّـي إِلـى قَـومٍ سِـواكُـم لَأَمَـيـلُ
فَقَـد حُمَّـت الحاجـاتُ واللَيـلُ مُقمِـرٌ وَشُـدَّت لِطِيّـاتٍ مَطـايـا وَأَرُحــلُ
وَفي الأَرضِ مَنأى لِلكَريـمِ عَـنِ الأَذى وَفيهـا لِمَـن خـافَ القِلـى مُتَـعَـزَّلُ
لَعَمرُكَ ما في الأَرضِ ضيقٌ عَلى اِمرئٍ سَرى راغِبـاً أَو راهِبـاً وَهـوَ يَعقِـلُ
وَلـي دونَكُـم أَهلَـونَ سيـدٌ عَمَـلَّـسٌ وَأَرقَـطُ زُهلـولٌ وَعَـرفـاءُ جَـيـأَلُ
هُمُ الرَهـطُ لا مُستَـودَعُ السِـرَّ ذائِـعٌ لَدَيهِـم وَلا الجانـي بِمـا جَـرَّ يُخـذَلُ
وَكُـلٌّ أَبِـيٌّ بـاسِـلٌ غَـيـرَ أَنـنَّـي إِذا عَرَضَـت أُولـى الطَرائِـدِ أَبسَـلُ
وَإِن مُدَّتِ الأَيدي إِلى الـزادِ لَـم أَكـنُ بِأَعجَلِهِـم إِذ أَجشَـعُ القَـومِ أَعـجَـلُ
وَمـا ذاكَ إِلاّ بَسطَـةٌ عَـن تَفَـضُّـلٍ عَلَيهِـم وَكـانَ الأَفضَـلَ المُتَفَـضَّـلُ
وَلي صاحِبٌ مـن دونِهـم لا يَخوننـي إِذا التبـسَـت كـفِّـي بِــهِ يَتَـأكّـلُ
وَإِنّي كَفانِـي فَقـدُ مَـن لَيـسَ جازِيـاً بِحُسنـى وَلا فــي قُـربٍـه مُتَعَـلَّـلُ
ثَـلاثَـةُ أَصـحـابٍ فُــؤادٌ مُشَـيَّـعٌ وَأَبيَـضُ إِصليـتٌ وَصَفـراءُ عَيطَـلُ
هَتوفٌ مِـنَ المُلـسِ المُتـونِ يَزينُهـا رَصائِـعُ قَـد نيطَـت إلَيهـا وَمِحمَـلُ
إِذا زَلَّ عَنهـا السَهـمُ حَنَّـت كَأَنَّـهـا مُـرَزَّأَةٌ عَجـلـى تُــرِنُّ وَتُـعـوِلُ
وَأَغدو خميـصَ البَطـنِ لا يَستَفِزُّنـي إِلـى الـزاد حِـرصٌ أَو فُـؤادٌ مُوَكّـلُ
وَلَسـتُ بِمِهيـافٍ يُعَـشّـي سَـوامَـهُ مُجَـدَّعَـةً سُقبانَـهـا وَهــيَ بُـهَّـلُ
وَلا جَبـأَ أَكـهـى مُــرِبٍّ بِعِـرسِـهِ يُطالِعُهـا فـي شَأنِـهِ كَيـفَ يَفـعَـلُ
وَلا خَــرِقٍ هَـيـقٍ كَــأَنَّ فُــؤادَهُ يَظَـلُّ بِـهِ المُكَّـاءُ يَعـلـو وَيَسـفِـلُ
وَلا خـالِـفٍ دارِيَّـــةٍ مُـتَـغَـزَّلٍ يَـروحُ وَيَـغـدو داهِـنـاً يَتَكَـحَّـلُ
وَلَسـتُ بِـعَـلٍّ شَــرُّهُ دونَ خَـيـرِهِ أَلَـفَّ إِذا مـا رُعتَـهُ اِهتـاجَ أَعـزَلُ
وَلَسـتُ بِمِحيـارِ الظَـلامِ إِذا اِنتَحَـت هُدى الهَوجِل العِسّيـفِ يَهمـاءُ هَوجَـلُ
إِذا الأَمَعـزُ الصُـوّانُ لاقـى مَناسِمـي تَطـايَـرَ مِـنـهُ قــادِحٌ وَمُـفَـلَّـلُ
أَديـمُ مِطـالَ الجـوعِ حَتّـى أُميـتَـهُ وَأَضرِبُ عَنهُ الذِكـرَ صَفحـاً فَأَذهَـلُ
وَأَستَفُّ تُربَ الأَرضِ كَيـلا يَـرى لَـهُ عَلَـيَّ مِـنَ الطَـولِ اِمُـرؤ مُتَـطَـوَّلُ
وَلَولا اجتِنابُ الذَأم لَـم يُلـفَ مَشـرَبٌ يُـعـاشُ بِــهِ إِلّا لَــدَيَّ وَمَـأكَـلُ
وَلَكِـنَّ نَفسـاً مُـرَّةً لا تُقـيـمُ بــي عَلـى الــذَأمِ إِلّا رَيثـمـا أَتَـحَـوَّلُ
وَاَطوي عَلى الخُمصِ الحَوايا كَما اِنطَوَت خُيوطَـةُ مــارِيٍّ تُـغـارُ وَتُفـتَـلُ
وَأَغدو عَلى القوتِ الزَهيـدِ كَمـا غَـدَا أَزَلُّ تَـهـاداهُ التَنـائِـفُ أَطـحَــلُ
غَـدا طاوِيـاً يُعـارِضُ الريـحَ هافِيـاً يَخـوتُ بِأَذنـابِ الشِعـابِ وَيَعـسَـلُ
فَلَمّـا لَـواهُ القـوتُ مِـن حَيـثُ أَمَّـهُ دَعــا فَأَجابَـتـهُ نَظـائِـرُ نُـحَّـلُ
مُهَلـهَـةٌ شِـيـبُ الـوُجـوهِ كَأَنَّـهـا قِــداحٌ بِكَـفَّـي يـاسِـرٍ تَتَقَـلـقَـلُ
أَو الخَشـرَمُ المَبعـوثُ حَثحَـثَ دَبـرَهُ مَحابيـضُ أَرداهُـنَّ ســامٍ مُعَـسَّـلُ
مُهَـرَّتَـهٌ فــوهٌ كَــأَنَّ شُـدوقَـهـا شُقـوقُ العِصِـيَّ كَالِـحـاتٌ وَبُـسـلُ
فَضَـجَّ وَضَجَّـت بِالـبَـراح كَأَنَّـهـا وَإِيّـاه نـوحٌ فَـوقَ عَلـيـاءَ ثُـكَّـلُ
وَأَغضى وَأَغضَت وَاِتَّسى وَاِتَّسَـت بِـهِ مَراميـلُ عَزّاهـا وَعَـزَّتـهُ مُـرمِـلُ
شَكا وَشَكَت ثُمَّ اِرعَوى بَعـدُ وَاِرعَـوَت وَلَلصَّبرُ إِن لَـم يَنفَـع الشَكـوُ أَجمَـلُ
وَفـاءَ وَفــاءَت بــادِراتٌ وَكُلُّـهَـا عَلـى نَكَـظٍ مِمّـا يُكـاتِـمُ مُجـمِـلُ
وَتَشرِبُ أَسآرِيَ القَطـا الكُـدرُ بَعدَمـا سَـرَت قَرَبـاً أَحناؤُهـا تَتَصَلـصَـلُ
هَمَمـتُ وَهَمَّـت وَاِبتَدَرنـا وَأَسـدَلَـت وَشَـمَّـرَ مِـنّـي فــارِطٌ مُتَمَـهَّـلُ
فَوَلَّيـتُ عَنهـا وَهَـي تَكبـو لِعَـقـرِهِ يُباشِـرُهُ مِنهـا ذُقــونٌ وَحَـوصَـلُ
كَـأَنَ وَغـاهـا حَجرَتَـيـهِ وَحَـولَـهُ أَضاميـمُ مِـن سِفـرِ القَبائِـلِ نُــزَّلُ
تَوافَيـنَ مِـن شَتّـى إِلَيـهِ فَضَمَّـهـا كَمـا ضَـمَّ أَذوادَ الأَصاريـمِ مَنـهَـلُ
فَعَبَّـت غِشاشـاً ثُـمَّ مَـرَّت كَأَنَّـهـا مَعَ الصُبحِ رَكبٌ مِـن أُحاضَـةَ مُجفِـلُ
وَآلَـفَ وَجـهَ الأَرضِ عِنـدَ افتِراشِهـا بِـأَهـدَأ تُنبـيـهِ سَنـاسِـنُ قُـحَّــلُ
وَأَعـدِلُ مَنحوضـاً كَـأَنَّ فُصـوصَـهُ كِعـابٌ دَحاهـا لاعِـبٌ فَهـيَ مُـثَّـلُ
فَـإِن تَبتَئِـس بِالشَنفَـرى أُمُّ قَسـطَـلٍ لَما اِغتَبَطَـت بِالشَنفَـرى قَبـلُ أَطـوَلُ
طَريـدُ جِنايـاتٍ تَيـاسَـرنَ لَحـمَـهُ عَقـيـرَتُـهُ لأَيَّـهــا حُــــمَّ أَوَّلُ
تَنـامُ إِذا مـا نـامَ يَقظـى عُيونُـهـا حِثاثـاً إِلــى مَكـروهِـهِ تَتَغَلـغَـلُ
وَإِلـفُ هُمـومٍ مـا تَــزالُ تَـعـودُهُ عِيـاداً كَحُمّـى الرَبـعِ أَو هِـيَ أَثقَـلُ
إِذا وَرَدت أَصدَرتُـهـا ثُــمَّ إِنَّـهــا تَثوبُ فَتَأتي مِـن تُحَيـتٍ وَمِـن عَـلُ
فَإِمّـا تَرَينـي كَاِبنَـةِ الرَمـلِ ضاحِيـاً عَـلـى رِقَّــةٍ أَحـفـى وَلا أَتَنَـعَّـلُ
فَإِنّـي لَمَولـى الصَبـرِ أَجتـابُ بَـزَّهُ عَلى مِثلِ قَلبِ السِمـعِ وَالحَـزمَ أَفعَـلُ
وَأُعـدِمُ أَحيـانـاً وَأَغـنـى وَإِنَّـمـا يَنـالُ الغِنـى ذو البُـعَـدةِ المُتَـبَـذَّلُ
فَـلا جَـزعٌ مِــن خَـلَّـةٍ مُتَكَـثَّـفٌ وَلا مَـرحٌ تَحـتَ الغِـنـى أَتَخَـيَّـلُ
وَلا تَزدَهي الأَجهـالُ حِلمـي وَلا أَرى سِـؤولاً بِأعقـابِ الأَقـاويـلِ أَنـمُـلُ
وَلَيلَةِ نَحـسٍ يَصطَلِـيَ القَـوسَ رَبُّهـا وَأَقطُـعَـهُ الـلاتـي بِـهـا يَتَنَـبَّـلُ
دَعَستُ عَلى غَطشٍ وَبَغـشٍ وَصُحبَتـي سُعـارٌ وَإِرزيـزٌ وَوَجــرٌ وَأَفـكُـلُ
فَأَيَّمـتُ نِسـوانـاً وَأَيتَـمـتُ آلَــدَةً وَعُـدتُ كَمـا أَبـدَأتُ وَاللَيـلُ أَلـيَـلُ
وَأَصبَـحَ عنـي بِالغُمَيصـاءِ جالِـسـاً فَريقـانِ مَـسـؤولٌ وَآخَــرُ يَـسـأَلُ
فَقالـوا لَقَـد هَـرَّت بِلَـيـلٍ كِلابُـنَـا فَقُلنـا أَذِئُـبٌ عَـسَّ أَم عَـسَّ فُرغُـلُ
فَلَـم تَـكُ إِلّا نَـبـأَةً ثُــمَّ هَـوَّمَـت فَقُلنـا قَطـاةٌ ريـعَ أَم رِيَـعَ أَجــدَلُ
فَـإِن يَـكُ مِـن جِـنٍّ لَأَبَـرحُ طارِقـاً وَإِن يَـكُ أُنسـاً ماكَهـا الأُنـسُ تَفعَـلُ
وَيَـومٍ مِـنَ الشِعـرى يَـذوبُ لَوابُـهُ أَفاعيـهِ فــي رَمضـائِـهِ تَتَمَلـمَـلُ
نَصَبـتُ لَـهُ وَجهـي وَلا كِـنَّ دونَـهُ وَلا سِتـرَ إِلّا الأَتُحَـمِـيَ المُرَعـبَـلُ
وَضافٍ إِذا هَبَّت لَـهُ الريـحُ طَيَّـرَت لَبائِـدَ عَـن أَعطافِـهِ مــا تَـرَجَّـلُ
بَعيـدٌ بِمَـسَّ الدُهـنِ وَالفَلـيُ عَـهـدُهُ لَهُ عَبَسٌ عـافٍ مِـنَ الغِسـلِ مُحـوِلُ
وَخَرقٍ كَضَهـرِ التِـرسِ قَفـرٍ قَطَعتُـهُ بِعامِلَتَيـنِ ظَـهـرُهُ لَـيـسَ يُعـمَـلُ
وَأَلحَـقـتُ أولاهُ بِـأُخـراهُ مـوفِـيـاً عَلـى قُنَّـةٍ أُقعـي مِــراراً وَأَمـثِـلُ
تَرودُ الأَراوِيَ الصُحـمُ حَولِـي كَأَنَّهـا عَـذارى عَلَيهـنَّ الـمُـلاءُ المُـذَيَّـلُ
وَيَركُـدنَ بالآصـالِ حَولِـي كَأَنَّـنـي مِنَ العُصم أَدفى يَنتَحـي الكَيـحَ أَعقَـلُ
فَقَـد حُمَّـت الحاجـاتُ واللَيـلُ مُقمِـرٌ وَشُـدَّت لِطِيّـاتٍ مَطـايـا وَأَرُحــلُ
وَفي الأَرضِ مَنأى لِلكَريـمِ عَـنِ الأَذى وَفيهـا لِمَـن خـافَ القِلـى مُتَـعَـزَّلُ
لَعَمرُكَ ما في الأَرضِ ضيقٌ عَلى اِمرئٍ سَرى راغِبـاً أَو راهِبـاً وَهـوَ يَعقِـلُ
وَلـي دونَكُـم أَهلَـونَ سيـدٌ عَمَـلَّـسٌ وَأَرقَـطُ زُهلـولٌ وَعَـرفـاءُ جَـيـأَلُ
هُمُ الرَهـطُ لا مُستَـودَعُ السِـرَّ ذائِـعٌ لَدَيهِـم وَلا الجانـي بِمـا جَـرَّ يُخـذَلُ
وَكُـلٌّ أَبِـيٌّ بـاسِـلٌ غَـيـرَ أَنـنَّـي إِذا عَرَضَـت أُولـى الطَرائِـدِ أَبسَـلُ
وَإِن مُدَّتِ الأَيدي إِلى الـزادِ لَـم أَكـنُ بِأَعجَلِهِـم إِذ أَجشَـعُ القَـومِ أَعـجَـلُ
وَمـا ذاكَ إِلاّ بَسطَـةٌ عَـن تَفَـضُّـلٍ عَلَيهِـم وَكـانَ الأَفضَـلَ المُتَفَـضَّـلُ
وَلي صاحِبٌ مـن دونِهـم لا يَخوننـي إِذا التبـسَـت كـفِّـي بِــهِ يَتَـأكّـلُ
وَإِنّي كَفانِـي فَقـدُ مَـن لَيـسَ جازِيـاً بِحُسنـى وَلا فــي قُـربٍـه مُتَعَـلَّـلُ
ثَـلاثَـةُ أَصـحـابٍ فُــؤادٌ مُشَـيَّـعٌ وَأَبيَـضُ إِصليـتٌ وَصَفـراءُ عَيطَـلُ
هَتوفٌ مِـنَ المُلـسِ المُتـونِ يَزينُهـا رَصائِـعُ قَـد نيطَـت إلَيهـا وَمِحمَـلُ
إِذا زَلَّ عَنهـا السَهـمُ حَنَّـت كَأَنَّـهـا مُـرَزَّأَةٌ عَجـلـى تُــرِنُّ وَتُـعـوِلُ
وَأَغدو خميـصَ البَطـنِ لا يَستَفِزُّنـي إِلـى الـزاد حِـرصٌ أَو فُـؤادٌ مُوَكّـلُ
وَلَسـتُ بِمِهيـافٍ يُعَـشّـي سَـوامَـهُ مُجَـدَّعَـةً سُقبانَـهـا وَهــيَ بُـهَّـلُ
وَلا جَبـأَ أَكـهـى مُــرِبٍّ بِعِـرسِـهِ يُطالِعُهـا فـي شَأنِـهِ كَيـفَ يَفـعَـلُ
وَلا خَــرِقٍ هَـيـقٍ كَــأَنَّ فُــؤادَهُ يَظَـلُّ بِـهِ المُكَّـاءُ يَعـلـو وَيَسـفِـلُ
وَلا خـالِـفٍ دارِيَّـــةٍ مُـتَـغَـزَّلٍ يَـروحُ وَيَـغـدو داهِـنـاً يَتَكَـحَّـلُ
وَلَسـتُ بِـعَـلٍّ شَــرُّهُ دونَ خَـيـرِهِ أَلَـفَّ إِذا مـا رُعتَـهُ اِهتـاجَ أَعـزَلُ
وَلَسـتُ بِمِحيـارِ الظَـلامِ إِذا اِنتَحَـت هُدى الهَوجِل العِسّيـفِ يَهمـاءُ هَوجَـلُ
إِذا الأَمَعـزُ الصُـوّانُ لاقـى مَناسِمـي تَطـايَـرَ مِـنـهُ قــادِحٌ وَمُـفَـلَّـلُ
أَديـمُ مِطـالَ الجـوعِ حَتّـى أُميـتَـهُ وَأَضرِبُ عَنهُ الذِكـرَ صَفحـاً فَأَذهَـلُ
وَأَستَفُّ تُربَ الأَرضِ كَيـلا يَـرى لَـهُ عَلَـيَّ مِـنَ الطَـولِ اِمُـرؤ مُتَـطَـوَّلُ
وَلَولا اجتِنابُ الذَأم لَـم يُلـفَ مَشـرَبٌ يُـعـاشُ بِــهِ إِلّا لَــدَيَّ وَمَـأكَـلُ
وَلَكِـنَّ نَفسـاً مُـرَّةً لا تُقـيـمُ بــي عَلـى الــذَأمِ إِلّا رَيثـمـا أَتَـحَـوَّلُ
وَاَطوي عَلى الخُمصِ الحَوايا كَما اِنطَوَت خُيوطَـةُ مــارِيٍّ تُـغـارُ وَتُفـتَـلُ
وَأَغدو عَلى القوتِ الزَهيـدِ كَمـا غَـدَا أَزَلُّ تَـهـاداهُ التَنـائِـفُ أَطـحَــلُ
غَـدا طاوِيـاً يُعـارِضُ الريـحَ هافِيـاً يَخـوتُ بِأَذنـابِ الشِعـابِ وَيَعـسَـلُ
فَلَمّـا لَـواهُ القـوتُ مِـن حَيـثُ أَمَّـهُ دَعــا فَأَجابَـتـهُ نَظـائِـرُ نُـحَّـلُ
مُهَلـهَـةٌ شِـيـبُ الـوُجـوهِ كَأَنَّـهـا قِــداحٌ بِكَـفَّـي يـاسِـرٍ تَتَقَـلـقَـلُ
أَو الخَشـرَمُ المَبعـوثُ حَثحَـثَ دَبـرَهُ مَحابيـضُ أَرداهُـنَّ ســامٍ مُعَـسَّـلُ
مُهَـرَّتَـهٌ فــوهٌ كَــأَنَّ شُـدوقَـهـا شُقـوقُ العِصِـيَّ كَالِـحـاتٌ وَبُـسـلُ
فَضَـجَّ وَضَجَّـت بِالـبَـراح كَأَنَّـهـا وَإِيّـاه نـوحٌ فَـوقَ عَلـيـاءَ ثُـكَّـلُ
وَأَغضى وَأَغضَت وَاِتَّسى وَاِتَّسَـت بِـهِ مَراميـلُ عَزّاهـا وَعَـزَّتـهُ مُـرمِـلُ
شَكا وَشَكَت ثُمَّ اِرعَوى بَعـدُ وَاِرعَـوَت وَلَلصَّبرُ إِن لَـم يَنفَـع الشَكـوُ أَجمَـلُ
وَفـاءَ وَفــاءَت بــادِراتٌ وَكُلُّـهَـا عَلـى نَكَـظٍ مِمّـا يُكـاتِـمُ مُجـمِـلُ
وَتَشرِبُ أَسآرِيَ القَطـا الكُـدرُ بَعدَمـا سَـرَت قَرَبـاً أَحناؤُهـا تَتَصَلـصَـلُ
هَمَمـتُ وَهَمَّـت وَاِبتَدَرنـا وَأَسـدَلَـت وَشَـمَّـرَ مِـنّـي فــارِطٌ مُتَمَـهَّـلُ
فَوَلَّيـتُ عَنهـا وَهَـي تَكبـو لِعَـقـرِهِ يُباشِـرُهُ مِنهـا ذُقــونٌ وَحَـوصَـلُ
كَـأَنَ وَغـاهـا حَجرَتَـيـهِ وَحَـولَـهُ أَضاميـمُ مِـن سِفـرِ القَبائِـلِ نُــزَّلُ
تَوافَيـنَ مِـن شَتّـى إِلَيـهِ فَضَمَّـهـا كَمـا ضَـمَّ أَذوادَ الأَصاريـمِ مَنـهَـلُ
فَعَبَّـت غِشاشـاً ثُـمَّ مَـرَّت كَأَنَّـهـا مَعَ الصُبحِ رَكبٌ مِـن أُحاضَـةَ مُجفِـلُ
وَآلَـفَ وَجـهَ الأَرضِ عِنـدَ افتِراشِهـا بِـأَهـدَأ تُنبـيـهِ سَنـاسِـنُ قُـحَّــلُ
وَأَعـدِلُ مَنحوضـاً كَـأَنَّ فُصـوصَـهُ كِعـابٌ دَحاهـا لاعِـبٌ فَهـيَ مُـثَّـلُ
فَـإِن تَبتَئِـس بِالشَنفَـرى أُمُّ قَسـطَـلٍ لَما اِغتَبَطَـت بِالشَنفَـرى قَبـلُ أَطـوَلُ
طَريـدُ جِنايـاتٍ تَيـاسَـرنَ لَحـمَـهُ عَقـيـرَتُـهُ لأَيَّـهــا حُــــمَّ أَوَّلُ
تَنـامُ إِذا مـا نـامَ يَقظـى عُيونُـهـا حِثاثـاً إِلــى مَكـروهِـهِ تَتَغَلـغَـلُ
وَإِلـفُ هُمـومٍ مـا تَــزالُ تَـعـودُهُ عِيـاداً كَحُمّـى الرَبـعِ أَو هِـيَ أَثقَـلُ
إِذا وَرَدت أَصدَرتُـهـا ثُــمَّ إِنَّـهــا تَثوبُ فَتَأتي مِـن تُحَيـتٍ وَمِـن عَـلُ
فَإِمّـا تَرَينـي كَاِبنَـةِ الرَمـلِ ضاحِيـاً عَـلـى رِقَّــةٍ أَحـفـى وَلا أَتَنَـعَّـلُ
فَإِنّـي لَمَولـى الصَبـرِ أَجتـابُ بَـزَّهُ عَلى مِثلِ قَلبِ السِمـعِ وَالحَـزمَ أَفعَـلُ
وَأُعـدِمُ أَحيـانـاً وَأَغـنـى وَإِنَّـمـا يَنـالُ الغِنـى ذو البُـعَـدةِ المُتَـبَـذَّلُ
فَـلا جَـزعٌ مِــن خَـلَّـةٍ مُتَكَـثَّـفٌ وَلا مَـرحٌ تَحـتَ الغِـنـى أَتَخَـيَّـلُ
وَلا تَزدَهي الأَجهـالُ حِلمـي وَلا أَرى سِـؤولاً بِأعقـابِ الأَقـاويـلِ أَنـمُـلُ
وَلَيلَةِ نَحـسٍ يَصطَلِـيَ القَـوسَ رَبُّهـا وَأَقطُـعَـهُ الـلاتـي بِـهـا يَتَنَـبَّـلُ
دَعَستُ عَلى غَطشٍ وَبَغـشٍ وَصُحبَتـي سُعـارٌ وَإِرزيـزٌ وَوَجــرٌ وَأَفـكُـلُ
فَأَيَّمـتُ نِسـوانـاً وَأَيتَـمـتُ آلَــدَةً وَعُـدتُ كَمـا أَبـدَأتُ وَاللَيـلُ أَلـيَـلُ
وَأَصبَـحَ عنـي بِالغُمَيصـاءِ جالِـسـاً فَريقـانِ مَـسـؤولٌ وَآخَــرُ يَـسـأَلُ
فَقالـوا لَقَـد هَـرَّت بِلَـيـلٍ كِلابُـنَـا فَقُلنـا أَذِئُـبٌ عَـسَّ أَم عَـسَّ فُرغُـلُ
فَلَـم تَـكُ إِلّا نَـبـأَةً ثُــمَّ هَـوَّمَـت فَقُلنـا قَطـاةٌ ريـعَ أَم رِيَـعَ أَجــدَلُ
فَـإِن يَـكُ مِـن جِـنٍّ لَأَبَـرحُ طارِقـاً وَإِن يَـكُ أُنسـاً ماكَهـا الأُنـسُ تَفعَـلُ
وَيَـومٍ مِـنَ الشِعـرى يَـذوبُ لَوابُـهُ أَفاعيـهِ فــي رَمضـائِـهِ تَتَمَلـمَـلُ
نَصَبـتُ لَـهُ وَجهـي وَلا كِـنَّ دونَـهُ وَلا سِتـرَ إِلّا الأَتُحَـمِـيَ المُرَعـبَـلُ
وَضافٍ إِذا هَبَّت لَـهُ الريـحُ طَيَّـرَت لَبائِـدَ عَـن أَعطافِـهِ مــا تَـرَجَّـلُ
بَعيـدٌ بِمَـسَّ الدُهـنِ وَالفَلـيُ عَـهـدُهُ لَهُ عَبَسٌ عـافٍ مِـنَ الغِسـلِ مُحـوِلُ
وَخَرقٍ كَضَهـرِ التِـرسِ قَفـرٍ قَطَعتُـهُ بِعامِلَتَيـنِ ظَـهـرُهُ لَـيـسَ يُعـمَـلُ
وَأَلحَـقـتُ أولاهُ بِـأُخـراهُ مـوفِـيـاً عَلـى قُنَّـةٍ أُقعـي مِــراراً وَأَمـثِـلُ
تَرودُ الأَراوِيَ الصُحـمُ حَولِـي كَأَنَّهـا عَـذارى عَلَيهـنَّ الـمُـلاءُ المُـذَيَّـلُ
وَيَركُـدنَ بالآصـالِ حَولِـي كَأَنَّـنـي مِنَ العُصم أَدفى يَنتَحـي الكَيـحَ أَعقَـلُ