الإصلاح نيوز- مروة بني هذيل/
أصدرت اللجنة الوطنية لنقابة المعلمين اليوم بياناً موجهاً الى أولياء أمور طلبة المدارس.. فيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلنا وأحبتنا أولياء أمور الطلبة الأعزاء :
،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
“إذا جاءك الخصم وقد فُقئت عينه فلا تحكم له إلى أن يجيء خصمه الآخر فلعله يأتيك وقد فُقئت عيناه الاثنتان معاً” فرفقا ،بإخوانكم المعلمين ولا تصدروا حكمكم قبل ،أن نطلعكم على الظلم ،الذي لحق بالمعلمين وعلى يد الجهات التالية :
1- ظلم الهيكلة للمعلم:
لتوضيح حقيقة السبب الذي جرح المعلم في كبرياءه وأفاض كأسه المليئة أصلا. ولكم مطلق الحرية بان تحكموا ان كان ،المعلم ظالما او مظلوما بعد ذلك. سنترك الخطب العصماء ونعطي المجال للأرقام ،كي تتحدث فهي أفصح محاور لكل باحث عن الحق؛ من خلال المثال الواقعي التالي:
، لو كان هناك أربعة موظفين متساوون في الراتب الأساسي وليكن أربع مائة دينار على سبيل المثال, وكان الموظف الاول طبيبا والثاني مهندسا والثالث ممرضا وآخرهم وليس أخيرهم المعلم. ولنفرض ان أربعتهم راضيون قانعون بعلاوة مهنتهم زادت ام قلت. عندما جاء قانون الهيكلة فقد تم تنقيص علاوة المهنة لجميع اصحاب المهن الاربع، بحجة ان الراتب الاساسي قد ارتفع وهو امر كان يمكن فهمه ،حينها. المنطق والعدل لو كانا موجودين ،لتم انقاص العلاوة من هؤلاء الموظفين بحيث تتعرض علاوة صاحب الراتب الاقل( وهو المعلم في هذه الحالة) لاقل نسبة من التخفيض. لكن الذي يبعث على الاسى ان تخفيض العلاوة تم بشكل معكوس تماما اذ انه طال علاوة التعيلم اكبر نسبة ،من التخفيض, تلاه الممرض فالمهندس ثم الطبيب. ولفهم الامر اكثر دعنا نحول هذا التخفيض الى دنانير فسيتبدى لنا ان التخفيض من علاوة الطبيب كان يعادل 18 دينارا فقط بالرغم ضخامة علاوته , في حين ان التخفيض من علاوة المعلم كان ما يعادل حوالي 120 دينارا . هذا ،ايها الاخوة هو ما حدث ،بالضبط, وهذا ،هو ما اصاب المعلم بجرح في كبرياءه.فلماذا هذه الجرأة على قوت عيال المعلم هل تعتقد حكومة القاضي الخصاونة ان ” المعلم لا بواكي له”؟ هل تقبلون يا اولياء امور طلبتنا الاعزاء بان يكون المعلم صاحب “الحيط الواطي” في هذا الوطن؟ ان الله حسبنا ومولانا ،ولا نجد ما نقوله لكم خير من قول رسول الله: مَن أُذلّ عنده مؤمن فلم ينصره – وهو قادر على أن ينصره – أذله الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة” ،الشوكاني.
2- ظلم اولياء امور الطلبة للمعلم:
لسنا ،نمن عليكم ولكن يقتضي المقام هنا ان نذكركم, بان فرحنا لم يكن اقل من فرحكم حين حضرتم للمدرسة ووقف ابناؤكم كالزهرات اليانعة, وانشدوا ،” سني موجع خلاني”, او حين اتقن ابناؤكم كتابة ،حرف التاء بنقطتين لا ثلاثة, او عندما حصل احد طلبتنا على قبول في تخصص جامعي كان قد استحقه. الم نشارككم بالمكم عندما تسرب احد طلبتنا من المدرسة قبل ياخذ نصيبه الكامل في التعليم. الم نكن دوما شركاءكم في السراء والضراء. لماذا يتنصل بعضكم من المعلم الان؟ الا يستحق المعلم ان يعيش حرا كريما تحت سماء هذا الوطن؟ هل ترون بانه حرام على حمائمه الدوح حلال للطير من كل جنس؟
والله لقد بتنا نخشى ان تكون علاقة المعلم بذوي طلابنا الاحبة اصدق ،ما ينطبق عليها قول من قال “اريد حياته ويريد موتي”, الم يقف حراك المعلمين ولا زال باقصى ما يستطيع امام محاولات الخصخصة؟ الم يوقف المعلمون خصخصة مديريات المناهج والامتحانات بفضل قوة حراكهم ؟ لكن في الجهة الاخرى نعلمكم وبكل اسف ،يا احبتنا, فقد فشل المعلمون بوقف خصخصة مديرية التدريب والتي اوكلت بالفعل لشركة كندية لسبب بسيط وهو ان قطار الخصصة في المؤسسة التربوية كان قد انطلق قبل حراك المعلمين. وما خفي كان اعظم.
اخوتنا اولياء امور الطلبة الاعزاء:
ان المعلمين ليملكون ايمانا عميقا برسالتهم التي حملوها وهم لا يرضون عنها بديلا, نقول لكم, عندما نفّذ المعلمون اضرابهم ،فقد نفذوه مضطرين غير باغين ولا عادين, ،لا بل ان المعلمين دفعوا اليه دفعا بعد ان قوبلوا بتعنت وصلف حكومة القاضي العادل الذي لا يظلم احد عنده, اجل لقد نفذ المعلمون اضرابهم بعد ان سدت جميع الابواب في وجوهم. وعلى الرغم من ان المعلمين ينفذون اضرابهم تحت عنوان استعادة العلاوات المنقوصة؛ لكنه واجب علينا ان لا ننسى ،وفي نفس الوقت انهم ينفذونه دفاعا عن كرامتهم التي يرونها كبيرة بحجم الوطن الذي يكبر بكم وبحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم. المعلمون يريدونها كذلك, ولكن المسؤول في الحكومات الاردنية المتعاقبة يعبث بها حينا ويستخف بها حينا اخر. والا فلماذا سولت له نفسه القيام ببتر معظم علاوة التعليم التي انتظر المعلم ،اكتمالها منذ عام ،1994 دون ادنى ذرة من حياء. فوق هذا كله نعلمكم باننا لم ننزعج كمعلمين عندما راينا اخوتنا الاطباء والمهندسين والممرضين والمتقاعدين العسكريين ،وكل صاحب مظلمة يقف وقفة عز دفاعا عن حقه , في المقابل نريد ان نعرف لماذا اصبح وقوف المعلمين مع انفسهم كما فعل الاخرون لنيل الحقوق خيانة للوطن؟ كنا نرغب برؤية الاردنين واقفين الى جانب اخيهم المعلم حتى ينال حقوقه ،كاملة غير منقوصة بدلا عن مقابلته بالسخرية والاستهزاء؟ ونريد ان نعرف ايضا هل يكون الوطن وطنا ان لم يشعر فيه الفرد بكيانه وينال كافة حقوقه في نفس الوقت الذي يؤدي فيه واجباته.
ايها الاخوة ذوي الطلاب الاحبة:
انه لمما يبعث السرور في نفوس المعلمين ان يتفهم اولياء الامور الاعزاء ان المعلمين يتحرقون شوقا للدخول الى غرفة الصف ،وان اكثر الاوقات سعادة للمعلم هي عندما يكون بين طلابه حاملا طباشيره واقفا امام السبورة. وغني عن القول بان المعلمين على اتم الاستعداد للقيام بما يتقنونه ،من اداء لرسالتهم رسالة الانبياء وهم على اتم الاستعداد لتعويض ما يفوت ابناءهم الاعزاء من دروس حالما تنزاح هذه الغمة التي فرضت عليهم ورغما عنهم, ولا نقول الا {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ….} [البقرة: 216]}.
3- ظلم ،وسائل الاعلام:
نحن وبكل الاحترام والاعتزاز نستثني الاقلام الشريفة من اخوتنا الكتاب الاحرار من ابناء هذا الوطن الطاهر. لكن لا ندري لمصلحة من انطلقت باقي الابواق الماجورة التي تقطر سما و اعملت انيابها نهشا في لحم المعلم ومزاودة على انتماءه؟! من علمكم التمييز بين علم الاردن وعلم كندا؟ اليس المعلم؟
هل نقموا على المعلم لانه رتع في المال العام؟ هل تورط ،المعلم بقضايا فساد؟ هل طالب المعلم يوما بامتيازات؟ هل ساهم ،المعلم برفع المديونية؟
انتم يا اخوتنا ،اولياء الامور خير من يعرف بان الجواب بالنفي, لا بل انكم تعلمون ان المعلم الاردني بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب ،من هذه القطط السمان ( ولا نريد ان نقول حيتانا تصغيرا لهم), هذه القطط التي اوصلت الاردن الى حافة الهاوية المعلم بريء منها. فلو كانوا تعلموا في مدارسنا لعلمناهم كيف الولاء للوطن يكون.
،، ، ، ،ربنا افرغ علينا صبرا.
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.