أنا ممتن جداً للعم «جوجل» الذي يساعدنا دائماً على استرجاع ما تأكله ماكنة الأخبار المتسارعة دون علمنا أو أثناء انشغالنا في زاوية أخرى من نفس المعركة ضد الفساد والفاسدين ..
***
لم أكن أعرف أن الموضوع بهذه الأهمية، عندما وصلتني رسالة موقعة من أهالي لواء الهاشمية الجديدة يطالبوني فيه بالكتابة عن قضية نقل رئيس مجلس بلدية الهاشمية الجديدة المهندسة مي مرجي أواخر الشهر الماضي بعد كشفها لقضايا فساد وتجاوزات كبيرة في تراخيص مصانع لسنوات خلت هناك ، مستشهدين بتقرير أعدته الزميلة رائدة حمرا لبرنامج نبض البلد وبثه، تلفزيون رؤيا في وقت سابق..
قادني الفضول أكثر، فبحثت أكثر تحت اسم المهندسة مي مرجي في»الجوجل» و»اليو تيوب»..استطعت من خلال ما قرأت من أخبار ومعلومات ان اكوّن فكرة عن القضية، ولمزيد من التحقق وبمساعدة زميلين صحفيين استطعت الوصول الى أكثر من مصدر مطلع في المجلس البلدي.. حيث عرفت منهم ان المهندسة مي استلمت رئاسة لجنة البلدية في آذار من العام الماضي وفي خزينة البلدية «دينار واحد» فقط، هذا الدينار، فتح، معركة حامية «الوطيس والتميس»، ضد الفساد في بلدية الهاشمية ، حيث فُتحت ملفات مصفاة البترول والمصانع والشركات التي، يملكها متنفذون وتقع ضمن حدود بلديتها ومخالفتها للشروط البيئية والتراخيصية وتهربها من دفع المسقفات لسنوات طويلة.
،اصرار المهندسة مرجي على تنفيذ بنود القانون وعدم التساهل مع أصحاب المصانع أيا كانت درجة نفوذهم وعلاقاتهم مع أعضاء الحكومة، وفي تصميم واضح من قبلها، على استعادة أموال البلدية المهدورة وعدم قبولها «لتليين»موقفها تحت أي ظرف كان حتى لو ضحّت بوظيفتها .. شكل إزعاجا للمستفيدين من الوضع القديم..حيث جاءهم الفرج لهم سريعاً، بنقل هذه المواطنة المخلصة لوظيفتها وقَسَمها..من مكانها الى مجلس بلدي آخر…وكفّ يدها عن تنظيف «تلوث الفساد» في تلك البلدية المنهوبة تاركين الحبل على غارب التسيّب..
هكذا تُكافىء الحكومات المخلصين من موظفيها !!..وهكذا تطور الحكومات الحكمة القديمة القائلة : «لكل مجتهد نصيب»..الى حكمة جديدة أطول قليلاً لكنها أكثر واقعية مفادها : «لكل مجتهد نصيب ..من النقل أو العقاب»..هذه قصّة واحدة من قصص كثيرة تكررت وستتكرر كل يوم مع كل مواطن شريف يريد ان يخلص لوطنه ولمهنته..
نترك الحكم للقارىء ليعرف مدى جديّة حكوماتنا في محاربة الفاسدين و»غيلان رأس المال»، الذين أكلوا الأخضر واليابس والشجر والحجر و»الزلط»…ولم «يترعوا» شكراً واحدة للوطن.
أخيرا، باسم كل المقهورين على وطنهم نقول ، يسقط الاخلاص ويعيش الفساد يا، م. «مي»..فشعار الاصلاح في بلدنا: «خُضّ المَيْ هي مَيْ».