الإصلاح نيوز- مروة بني هذيل/
بدأ العد التنازلي لنتائج التوجيهي للفصل الأول، والمتوقع اعلانها السبت المقبل، وبدأ توتر الأهل والطلبة يتزايد بانتظار جني ثمار فصل كامل من الدراسة المتواصلة.
الخوف والقلق الآن أكبر، وبال أكثر من 150 ألف أسرة مشغول بالنتيجة التي سيحصدها ابناؤهم؛ النجاح أم الاخفاق.
المشاعر تتداخل، والطلبة بين التفاؤل والتشاؤم، بين العزيمة والإرادة، بين الخوف والثقة، والذي يزرع ينتظر أن يحصد، ويكمل مشواره بعزيمة وإرادة أكبر ليحقق التميز في الدورة الصيفية القادمة.
نعم “من جد وجد.. ومن زرع حصد.. ومن سار على الدرب وصل”، بهذه العبارة تحدث علي خواجا، عن مشاعره، وهو ينتظر نتائج الثانوية العامة، ورغم ما بذله من جهد في الدراسة والسهر والتركيز إلا أن القلق يرافقه، يقول “أحاول أن لا أقع ضحية الخوف، وانا بانتظار نتيجتي على أحر من الجمر”.
تجارب التوجيهي جعلت من دانة الرمحي، تنظر إلى النتائج بقلق وخوف، “قد تكون هناك مفاجآت، فقد سمعت كثيراً من تجارب أقاربي وصديقاتي، الذين واجهوا صدمات، فنصفهم حصلوا على معدل أعلى بكثير مما يتوقعون، والنصف الآخر لم تنصف العلامة حقهم، لذلك أشعر بخوف من استقبال النتائج، وأتمنى أن لا تقترب المفاجأة من طريقي وأن أنال ما أستحقه من نتيجة”.
وتشعر لارا بسيسو، بالتوتر مع اقتراب كل يوم من موعد إعلان نتائج الامتحانات، رغم ثقتها بنفسها وأدائها، إلا أن الخوف يسيطر عليها، وتقول “كلما ازدادت ثقة من حولي بتفوقي.. ازددت قلقاً وخوفاً، مع أني أعلم أني أستحق، لكن الخوف من أحد نكهات (التوجيهي)”.
وبحسب الدراسات التي أجريت في الأردن والمتعلقة بامتحان التوجيهي، تبين أن الأبناء يدخلون للامتحان في حالة توتر، والسبب هو الخوف، وكيفية مواجهة المجتمع، وفق ما يؤكده أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية، د. حسين الخزاعي، الذي يشير إلى أن الحالة تزيد إذا كان المعدل يخالف توقعات الأهل، وفي وقت أصبح فيه الامتحان تنافسا أسريا بين الأهل والأقارب، من دون مراعاة للفروق الفردية بين الطلبة.
ومن الطبيعي أن تظهر أجواء القلق في نفس الطلبة وعائلاتهم من نتيجة الامتحانات، وفق ما يذهب اليه اختصاصي علم النفس د. جمال منصور الذي يبين أن هذا القلق إذا ما بقي في حدوده العادية، فإنه يمثل حالة صحية تحفز على الجد والاجتهاد من أجل نيل النجاح في نهاية المطاف.
ويبين منصور بأن “على الطالب أن يتوقع الأسوأ كي يكون في السليم، وحين تصدر النتيجة إذا صدقت توقعاته يكون على احتمال مسبق بذلك، وإذا حصل على مجموع أعلى من توقعاته فذلك سيكون أفضل لنفسيته ويرفع من معنوياته”.
وترى الخمسينية أم خالد بأن الخوف الذي يرافق الطلاب في ترقبهم للنتائج الامتحانية أمر طبيعي، بل ومبشر باهتمامهم وحرصهم على التفوق والنجاح، تقول “ابني كان ينسى ما كتبه في الامتحان، كلما ازدادت الفترة الفاصلة بين الامتحان وصدور النتيجة، كان يتخوف من تفاصيل صغيرة، فيظن أنه أخطأ في كتابة رقم الجلوس، ويظن أحياناً أنه أجاب على المسودة، بدلا من المبيضة التي خصصت للجواب، وكثيراً من المخاوف تجتاحه كلما اقترب موعد النتائج، لكن لا أقول إلا أنه قد بذل ما بوسعه، والله وليّ التوفيق”.
غير أن جابر العرموطي ينظر إلى نتائج التوجيهي بلهفة لمعرفة نتائج ما قدمه من مواد، ويقول “أعيش وأسرتي حالة جميلة من الترقب يكتنفها شوق لمعرفة النتائج، فلقد بذلت قصارى جهدي خلال الدورة الشتوية، ولم أتكاسل عن الدراسة، ومشاعري بعيدة كل البعد عن الخوف والتوتر، وأعيش حالة من التفاؤل الممزوج بثقة بالنفس”.
وفي ظل حالة الترقب والخوف، فإن بعض الطلبة ينتظرون النتائج ليحصدوا الهدايا التي وعدوا بها من قبل آبائهم وأمهاتهم، فالفترة التي تأتي بعد إعلان نتائج التوجيهي موسم لتقديم الهدايا و”النقوط” والاحتفالات.
الطالبة مها المصري، تنتظر ما وعدت به من والدتها، التي تعد العدة، “والدتي جهزت كافة المستلزمات للاحتفال بنجاحي، رغم أننا ما زلنا في الدورة الشتوية وما يزال طريق التوجيهي طويلا، إلا أن فرحة أمي بي تفوق كل شيء، وهذه الفرحة تحملني مسؤولية كبيرة، لبذل جهد مضاعف في الدورة الصيفية للثانوية العامة”.
ويلمس أستاذ اللغة العربية بإحدى المدارس الخاصة، ماجد العنبتاوي، مدى القلق الذي يسيطر على مشاعر الطلبة، “منذ انتهاء أول امتحان في الدورة الشتوية وطلابي يهاتفونني باستمرار للحصول على النصح والشعور بالأمان، ونبرة أصواتهم يملؤها التوتر”.
ويشير إلى أن ما حدث في بعض مناطق المملكة من أحداث شغب أثناء تقديم الامتحانات النصفية، زاد من توتر الطلاب، ولعب دوراً سلبياً في تركيزهم بالاجابات، والجميع لديه طموح في النجاح والتفوق.
وتحاول هند العبادي، التخلص من مشاعر الخوف والأفكار السلبية التي تراودها باستمرار، حيث تقضي وقتها بالقراءة والزيارات العائلية، والتحدث مع صديقاتها بأمور لا تتعلق بالمدرسة، مبينةً أن من لا يحالفه الحظ في الفصل الأول، فالفرصة متاحة له للتعويض واستدراك النتيجة في الفصل الثاني.
وتشير الأرقام إلى أن عدد الطلبة المشتركين في الدورة الشتوية الحالية في امتحان الثانوية العامة، بلغ (157648) مشتركاً ومشتركة، منهم (81909) من الذكور و(75739) من الإناث.
ويدعو الخزاعي أن يتصف تعامل الأسر مع نتائج امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة لهذه الدورة، بالاتزان والواقعية، وعدم التركيز على معدل الأبناء، وتجاهل مدى استعدادهم وجهدهم، الذي بذل للتحضير للفصل الدراسي المقبل.
(الغد)