السكري هو وضع يتميز بنقص في توازن مستويات السكر في الدم. وتنتج عندما يحدث في الجسم نقصان كامل أو جزئي من هرمون الأنسولين، وذلك في أعقاب إخفاق البنكرياس من إنتاج كميات كافية من الأنسولين، أو بسبب خلل في قدرة الجسم على استغلال الأنسولين.
لماذا يحتاج الجسم السكر؟ جسم الإنسان يحتاج للطاقة في كل وضع نشاط وفي وقت الراحة. إن مصدر الطاقة هو التغذية وخصوصا الأغذية الغنية بالكربوهيدرات. وتتحول الكربوهيدرات خلال عملية الهضم إلى سكر. ويصل السكر بواسطة الدم إلى جميع خلايا الجسم وبداخلها تتحول إلى طاقة. ولكي يقوم الجسم باستغلال السكر، ودخوله إلى الخلايا ويتحوله إلى طاقة فإن هناك حاجة لهرمون الأنسولين الذي ينتج في البنكرياس.
إن عملية إفراز الأنسولين داخل البنكرياس، لدى الإنسان الذي يتمتع بصحة جيدة، تكون ثابتة والكمية المفرزة تكون مرتبطة بكمية الغذاء ومركباته. ومع الأكل فإن مستوى السكر يرتفع في الدم، ولكي يتم إعادته إلى المستوى الطبيعي في الجسم فإن الجسم يكون بحاجة إلى إنتاج كميات متزايدة من الأنسولين. وبعد ساعتين من الأكل، فإن مستوى السكر في الدم ينخفض وفي أعقاب ذلك تقل أيضا عملية إنتاج الأنسولين. إن قدرة البنكرياس على تنظيم وضبط إفراز الأنسولين يسمح بالحفاظ على مستوى طبيعي للسكر في الدم.
كيف يصاب الإنسان بمرض السكري؟
عندما يصاب جسم الإنسان بنقص كامل أو جزئي من هرمون الأنسولين، في أعقاب عدم قدرة البنكرياس على إنتاج كميات كافية من الهرمون أو بسبب خلل في قدرة الجسم على استغلال الأنسولين الموجود في الجسم فإن المريض يصاب بإخلال وتشويش في عملية استغلال السكر في الجسم وتحويله إلى طاقة. وفي هذه الحالة فإن السكر لا يدخل إلى الخلايا وبذلك فإن مستوى السكر في الدم يرتفع فوق المعدل والمستوى الطبيعي. أي أن مرض السكري هو وضع يكون فيه نقص في توازن مستويات السكر في الدم.
ما هو الفرق بين سكري من نوع 1 وسكري من نوع 2؟
بالإمكان أن نميز بين نوعين من السكري:
سكري نوع 1: ويتميز هذا النوع من السكري بنقص كامل لهرمون الأنسولين، ويظهر هذا النوع من المرض بشكل عام في جيل الشباب. وهذا النوع من مرض السكري منتشر بأوساط 5% من مرضى السكري.
سكري نوع 2: يتميز هذا النوع من السكري من خلال إصابة عملية إفراز الأنسولين بأضرار، أو من خلال إصابة قدرة الجسم على استغلال الأنسولين. وهذا النوع من مرض السكري منتشر بشكل أكبر ويظهر في كافة الأجيال، ولكن هذا النوع من المرض يظهر أكثر لدى أبناء جيل 40 عامًا وما فوق.
في هاذين النوعين من السكري هناك ميول وراثية للمرض، إلا أن هذه الميول الوراثية قوية أكثر في السكري من النوع الثاني