لطالما ردد المتظاهرون في المسيرات الأردنية هتافاً يقول: “يا للعار يا للعار.. خالد مشعل برّا الدار”. بالنسبة لي كنت أحب هذا الهتاف ورددته مراراً وخاصة أنه كان يلي هتافاً آخر يقول: “والسفير جوّا الدار”, والمقصود هو سفير العدو الصهيوني.[/p]من المحزن أن مشاعر “العار” الأردنية تلك, لم تتحول الى مشاعر “عز” -كما هو مفترض- بعد ان أصبح خالد مشعل جوا الدار. فعلى المستوى الشعبي يتم تداول خبر عودة مشعل وإخوانه مع غصة في الحلق عند أصدقاء وأنصار المقاومة, ومع قدر من الشماتة عند الخصوم.
ومساء أول أمس تصادفت مغادرة مشعل وأخويه موسى أبو مرزوق ومحمد نزال لبيت عزاء المرحوم بهجت أبو غربية مع قدوم مجموعة معزين من رجال وشباب من مخيم البقعة الذين عندما رأوا القادة الثلاثة خارجين رفضوا مصافحتهم وأطلقوا تجاههم عبارات وأوصاف قاسية, ومن ببينها المباركة بقطر والمال القطري. ولكن الغريب (وفقاً لرواية شاهد عيان حقيقي) أن قسماً كبيراً حضور العزاء من شهود الحادثة رحبوا بموقف أبناء البقعة, مع أن الموقف في الأصل غير جائز وفق تقاليد بيوت العزاء, ولكن الناس أبدوا تسامحاً تجاه هذه “المخالفة” للتقاليد.
إن إحساس الشعوب عالي الحساسية والدقة على الدوام, وفي زمن قريب مضى ظنت قيادات المقاومة (ما قبل حماس) أن الالتفاف الشعبي حولها مطلق ونهائي, وبنت حساباتها على ذلك, ولكن الشعب سرعان ما أدار ظهره لها, ومن المؤسف أن يجد الشعب الفلسطيني نفسه مضطراً للموقف ذاته مرة أخرى.
العرب اليوم