تحوّل مركز إصلاح وتأهيل ارميمين، القابع على إحدى تلال محافظة البلقاء إلى صالون سياسي اقتصادي، بعد أن قرر مدير الأمن العام الأربعاء الماضي إغلاق سجن سلحوب، وتحويل المحكوم خالد شاهين ورفيقيه في قضية توسعة عطاء مصفاة البترول محمد الرواشدة وأحمد الرفاعي “للإقامة” فيه.
هذا “النزل” أصبح مقرا للقاء الأحبة من شخصيات سياسية واقتصادية، بعد نقل محكومي “الياقات البيضاء” إليه، في انتظار انضمام المزيد من الموقوفين، وربما المحكومين، من مسؤولين سابقين كبار، باتت أسماؤهم تتدحرج في أروقة القضاء والنيابة العامة، في ملفات فساد كبرى مفترضة.
ومع ارتفاع أسوار “ارميمين”، لنواح أمنية، لن يتمكن مرتادوه من “الكبار” من الإطلال على منتجع ارميمين السياحي، المجاور للسجن، ما قد يترك مجالا لهم للنقاش في شجون سياسية واقتصادية عديدة. المحكوم الأبرز في قضية المصفاة السجين شاهين انضم إلى مدير عام شركة موارد الأسبق أكرم أبو حمدان داخل سجن ارميمين، الذي انتهى إنشاؤه في 28 أيلول (سبتمبر) 2009، قبل أن يفتتح رسميا في 29 أيار (مايو) 2010.
والموقوف أبو حمدان، ودع قبل أسابيع أمين عمان السابق المهندس عمر المعاني الذي أقام بجواره نحو شهر تقريبا بسبب توقيفه بتهمة استغلال موقعه في قضايا تتعلق بأمانة عمان.
والأربعاء الماضي استقبل أبو حمدان صديقه شاهين ورفيقيه الرواشدة والرفاعي المسجونين على خلفية قضية توسعة المصفاة، والمرجح أن يستقبل خلال الأيام المقبلة ضيوفا جددا.
وكل من شاهين وأبو حمدان، فضلا عن المدير المالي لشركة موارد زيد العقباني، يواجهون تهم فساد في قضية دراسة الجدوى الاقتصادية لعطاء جر مياه الديسي الذي أجرته إحدى شركات شاهين.
فريق الصالون السياسي والاقتصادي في سجن ارميمين في طور التشكيل، حيث إن سعة السجن تصل إلى 480 نزيلا. وحتى الآن، فإن الشخصيات التي انضمت إلى الفريق هم كل من شاهين، وأبو حمدان، والرواشدة، والرفاعي والعقباني، ومن المرجح أن تتوسع التشكيلة بنخب سياسية وأمنية يتم تداول أسمائها في بورصة قضايا مكافحة الفساد، التي تحويها أروقة القضاء أو لجان مجلس النواب أو هيئة مكافحة الفساد.
وتختلف لقاءات المساجين السياسية والاقتصادية داخل سجن ارميمين، عن اللقاءات التي كانت تتم في فنادق ومطاعم الخمس نجوم أو داخل المزارع والقصور الفارهة، حيث مكان عقد الصفقات الاقتصادية والسياسية للدولة وتداول الإشاعات وتسريبها بين وسائل الإعلام، مع تدخين السيجار الكوبي وتناول الفاكهة الآسيوية وولائم مما لذّ وطاب، وملابس وربطات عنق وساعات ذات ماركات عالمية يرتديها أعضاء الفريق.
وفي “ارميمين”، يرتدي النزلاء ملابس رياضية وأحذية خفيفة، وجميعهم يملكون ولاعة واحدة لإشعال سجائرهم حسب تعليمات السجون. ومن المرجح أن تكون دائما مع الموقوف أبو حمدان بصفته النزيل الأكثر أقدمية داخل “ارميمين”، وبالتالي فإن جميع أعضاء الفريق معنيون بتحسين علاقاتهم معه.
ولا تخلو جلساتهم في صالونات “ارميمين”، من عقد صفقات سياسية واقتصادية للخروج من أزماتهم، وربما التخطيط للعودة إلى سابق مجدهم في مؤسسات الدولة.
ويبدو، أن شبح “ارميمين” بدأ يشكل كابوسا لدى المسؤولين الذين تدور حولهم شبهات فساد مالي في الدولة، خصوصا وأن تشكيلة فريق “ارميمين” ما تزال مفتوحة لقرارات مكافحة الفساد، وبحاجة أيضا إلى لاعبين جدد.