حينما نسأل عن كلمة السر التي تقف وراء ما تحقق من انجازات لافتة لكرة القدم الاردنية وتحديدا خلال العقدين السابقين …. يأتيك الجواب انها تكمن في شخص جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين .مناسبة اليوبيل الذهبي لميلاد جلالة الملك التي تصادف اواخر يناير (كانون الثاني) لعام 2012 تتشكل فرصة لاستذكار ما قدمه ابا الحسين للحركة الرياضية والشبابية ولكرة القدم على وجه الخصوص…. ولهذا لم يكن غريبا ان يحمل عبدالله الثاني لقب الرياضي الاول … ولقب ملك الرياضة .
عبدالله الثاني بن الحسين… رياضي بكل ما تحمله الكلمة من معنى …
في عقد الثمانينات … كان عبدالله الثاني …( بطل لا يشق له غبار) في عالم الراليات … وكان في مقدمة ابطال الاردني الذين وصلوا منصات التتويج في رالي الاردن الدولي( احدى الجولات الرئيسية في بطولات الشرق الاوسط) قبل ان يسجل في عقد التسعينات نتائج لافتة متقدمة في سباق مرتفع تل الرمان .
لا يمكن الحديث عن انجازات الكرة الاردنية في العشرين سنة الاخيرة دون الحديث عن دور عبدالله الثاني .
في عهده عندما تسلم عبدالله الثاني رئاسة اتحاد كرة القدم … احتفل المنتخب الوطني بأول الالقاب لكرتنا الاردنية ،: لقب كأس بطولة الاردن الدولة عام 1992 حينما تفوقنا على العراق في المباراة النهائية التي حضرها عبدالله الثاني في ستاد عمان الدولي .
كانت تلك بداية انطلاقة جديدة لكرتنا الاردنية التي تخلت منذ تلك البطولة عن شعار المشاركة من اجل المشاركة رافعة شعار المشاركة من اجل المنافسة…. على مستوى بطولات الاندية والمنتخبات .
من المحطات المضيئة لكرتنا الاردنية في عهد عبدالله الثاني رئيسا لاتحاد الكرة… نستذكر اليوم الانجاز اللافت لفريقنا الوطني الذي توج في بيروت عام 97 بالميدالية الذهبية لمسابقة الكرة في الدورة الرياضية العربية الثامنة… بعد الفوز الشهير على سوريا بهدف جريس تادرس .
في هذا الاطار … يقول مدربنا الوطني محمد عوض الذي قاد فريقنا الوطني لذهبية بيروت عام 97 .اللجنة الاولمبية الاردنية رفضت مشاركة المنتخب الوطني في العاب بيروت لعدم قناعتها بالقدرة على المنافسة… وهنا تدخل عبدالله الثاني وطلب مني التوجه للقاء اللجنة الفنية في اللجنة الاولمبية التي لم توافق على المشاركة الا بعد توقيعي على تعهد بالحصول على مركز متقدم … وشاءت الاقدار ان نعود من بيروت بالميدالية الذهبية التي اعتبرت وقتذاك اكبر انجاز للكرة الاردنية عربيا .
في بيروت .. وبعد تتويجنا بذهبية الدورة العربية الثامنة.. تسلمنا علم الدورة التاسعة التي تقرر وقتها اقامتها في عمان عام 99 … وتولى عبدالله الثاني بن الحسين رئاسة لجنة المنظمة العليا لتلك الدورة.. لكنه بعد اعتلاء عرش البلاد … وجه سمو الامير فيصل بن الحسين لرئاسة اللجنة المنظمة للدورة الرياضية العربية التاسعة ” دورة الحسين” كما وجه سمو الامير علي بن الحسين لرئاسة اتحاد كرة القدم .
مشاغل عبدالله الثاني ملكا لم تبعده عن عالم الرياضة وكرة القدم.. لتقام دورة الحسين برعايته وحضوره وبمشاركة (22) دولة عربية.. ولنحقق فيها (130) ميدالية ملونة.. اخرها واغلاها ذهبية مسابقة كرة القدم بعد الفوز التاريخي على العراق بفارق ركلات الترجيح من نقطة الجزاء .
لم يكن الملك عبدالله الثاني راعيا فحسب لتلك الدورة .. بل مشجعا في المدرجات لكل ابطالنا وبطلاتنا وفي كل الالعاب… ومازال الجميع يستذكر باعتزاز تفاعل الملك عبدالله الثاني في ستاد عمان الدولي مع كل هدف اردني… ومع كل هجمة لمنتخب النشامى… وفرحة الملك وهو يتوج النشامى بالميدالية الذهبية ليصبح فريقنا الوطني.. اول منتخب عربي يتوج مرتين متتاليتين بالميدالية الذهبية لدورات الالعاب العربية منذ انطلاقها عام 53.عبدالله الثاني بن الحسين.. عاشق لكرة القدم ومتابع لكل تفاصيلها …. ولديه قناعة تامة بان منتخب النشامى يشكل حالة اعتزاز وطني ولهذا حظي هذا المنتخب بدعم ملكي استثنائي تمثل في حرص الملك على التوجه عام 2004 الى الصين لحضور مباراتي النشامى مع الامارات واليابان في نهائيات كأس اسيا .
يقول المدرب المصري الشهير محمود الجوهري الذي قاد النشامى في نهائيات كأس اسيا حضور الملك الى الصين شكل اكبر حافز للنشامى في عبور الدور الاول الى دور الثمانية وفيه قدمنا مباراة تاريخية امام اليابان (بطلة اسيا) وعدنا الى عمان مرفوعي الرأس .
بفضل الدعم الملكي لمسيرة الكرة الاردنية بلغ منتخب الشباب نهائيات كأس العالم في كندا عام 2007 … وبلغ المنتخب الوطني مرة ثانية نهائيات كأس اسيا مطلع 2011 في الدوحة ومرة اخرى … وعلى حساب سوريا والسعودية وبعد التعادل مع اليابان بلغنا دور الثمانية الذي ودعناه بشرف اما اوزباكستان .
يقول العراقي عدنان حمد الذي قاد النشامى في كأس اسيا بالدوحة “كان الملك عبدالله الثاني على تواصل دائم مع النشامى… واتذكر يوم حرص جلالته بعد فوزنا على سوريا وتأهلنا لدور الثمانية الاتصال بي
هاتفيا و معمجموعة كبيرة من فرسان النشامى.. في لفتة ملكية تركت اثرا طيبا في نفوس الجميع .”
يؤكد عدنان حمد ان الاهتمام الملكي شكل حافزا كبيرا للنشامى في رحلة تصفيات كأس العالم ( مونديال البرازيل 2014) والتأهل ولاول مرة للدور الرابع والحاسم ” دور العشرة الكبار” بانتصارات للذكرى على العراق والصين وسنغافورة .
سمو الامير علي بن الحسين رئيس اتحاد الكرة الذي اصبح مطلع 2011 نائبا لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا) يؤكد في اكثر من مناسبة على ان جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين… هو الداعم الاول والمشجع الاول للمنتخب الوطني لكرة القدم .
تأمل اسرة الكرة الاردنية في العيد الخمسين لميلاد الملك عبدالله الثاني ان تكون هديتها للملك في يوبيله الذهبي … انتصارات كروية جديدة هذا العام 2012تضع النشامى في الفريق الصحيح نحو التأهل ،ولاول مرة الى نهائيات كأس العالم .
