زهير عبد القادرسأتناول في خاطرة اليوم موضوعا حساسا ولكنه أصبح هذه الأيام حديث الساعة ليس فقط في الوسط الصحافي بل في الشارع الأردني ولاسيما في هذه الأيام يزداد الحديث عن الفساد والفاسدين والمبالغ الخيالية والأسماء الكبيرة التي سيتم التحقيق معها او حجزت أموالها ومنعت من السفر او قد تمنع…ونسمع أيضا ان هناك فئة من الأعلاميين كانت تروج لهذه الشخصيات المتهمة بالفساد وتقوم بتصويرها للمواطن على انها شخصيات منتمية موالية شريفة نظيفة وتقوم (بتلميعها) من خلال مقالات تكتب هنا وهناك وفي الصحف الورقية والمواقع الأخبارية.ويقال (والعلم عند الله) ان هذه الشخصيات المشتبه بها في قضايا فساد كانت تغدق الأموال الباهظة والسيارات الفارهة والشقق لهذه الفئة المرتزقة من اعلاميي،،هذا البلد،،الفقير في موارده والذي يعيش على الضرائب والمساعدات التنموية والمنح من الدول الشقيقة والصديقة …
،،،،،،،،والا فكيف نفسر قدوم،،كاتب مقال في صحيفة أردنية لايزيد راتبه عن الف دينار شهريا،،في صباح اليوم التالي بسيارة فارهة من أحدث انواع السيارات العالمية ؟وكيف يستطيع صحفي عادي ان ينتقل الى بيت على الطراز الأوروبي الحديث في أجمل مواقع العاصمة الأردنية عمان؟ وقد يجيبني احدهم الان بقوله…هذه هدايا كانت تقدم لنا كصحافيين وكنا نقبلها مع الشكر…وهنا أورد لهؤلاء الزملاء هذه الحادثة…سافر احد زملائنا في الأذاعة الألمانية الى احدى دول الخليج في مهمة صحفية،وقدم له هدية قيمة وهي عبارة عن ساعة يد…هل تعلمون ماذا عمل زميلنا بهذه الساعة عند عودته؟؟؟ قدمها للأذاعة قائلا: هذه الهدية قدمت لي بصفتي أعلامي في هذه المؤسسة…فهذه الهدية للمؤسسة وليس لي…وهاهي الساعة وغيرها من الهدايا التي حصل عليها الزملاء موجودة في الاذاعة…وهاهو زميلنا يلاقي وجه ربه راضيا مرضيا.(رحمه الله).
،،،،،،،،،،وفي نفس السياق اود ان اشير الى معرض كبير يقام في المانيا تعرض فيه جميع الهدايا التي يحصل عليها رؤساء الجمهورية الألمانية والمستشارون الألمان من ملوك ورؤساء الدول الصديقة عند تبادل الزيارات (وهي هدايا ثمينة جدا)…وتبقى هذه الهدايا محفوظة للدولة وليس لرئيس الجمهورية او المستشار الألماني شخصيا رغم ان الهدية قدمت له شخصيا.
،،،،،،،هناك فرق كبير بين الهدية الرمزية البسيطة (كقلم حبر او مفكرة صغيرة او دعوة للغذاء )تقديرا لجهود جيدة قدمها الصحافي لمؤسسة خيرية،،من مؤسسات الدولة وبين الرشوة المسمومة (كسيارة او شقة مفروشة او…او…
تقديرا لصحافي يطبل ويزمر ويهرج لمسؤول متهم بالفساد من خلال اخبار ومقالات ينشرها في موقعه الأخباري او في صحيفة يعمل فيها .،،،،،،،،،نحن هنا لانتهم احدا…ولا نشير بأصبع الأتهام الى احد…ولكننا نتمنى على هيئة مكافحة الفساد ان لا تحاسب الفاسد فقط بل ايضا،،كل من تعاون معه وضلل الرأي العام الأردني لفترة طويلة واستغل مهنة الاعلام الشريفة والنظيفة والطاهرة لخدمة الفساد والفاسدين من اجل رشوة مسمومة مغلفة بغلاف هدية رمزية بريئة…وقبل ان انهي مقالي لهذا اليوم اود ان اكرر سؤالي البريء الساذج:هل يقرأ رؤساء تحرير صحفنا اليومية المقالات التي يكتبها كتابهم قبل نشرها وحتى لو كانت من هؤلاء الكتاب الذين يدعون النجومية؟ …ان الفرق كبير جدا بين الهدية الرمزية (قلم حبر) وبين (سيارة فخمة)…اليس كذلك…حمى الله الأردن وشعبه الطيب …وحمى الله قيادتنا الهاشمية وفي مقدمتها جلالة القائد الهاشمي عبد الله الثاني…حفظه الله…وحمى الله اعلامنا المهني الشريف وزميلاتنا وزملائنا الاعلاميين الشرفاء…صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com[/p]