زهير عبد القادر
حتى هذه اللحظة…وفي هذا العمر…مازلت أتذكر أساتذتي في المرحلة الأبتدائية والأعدادية والثانوية وأكن لهم كل الأحترام والتقدير…وأتذكر كيف أنني كنت أشعر بالخجل عند مرور أحدهم بجانب بيتنا وأنا العب مع أبناء الجيران أمام البيت…كنت أشعر بهيبة المعلم وأقدر رسالته التربوية وأخاف سلطته الأبوية…المعلم كان بالنسبة لنا شخصية مهمة نتعلم منها كل شيء العلم والمعرفة والتربية وطريقة الكلام والحركة،كان المعلم هو الصورة النموذجية التي نحتذي حدوها ونحاول تقليدها…
وكبرنا…وذهبنا الى الجامعات…وكبرت صورة المعلم وحبه وتقديره معنا…وأصبحنا ننظر الى اساتذة الجامعة كرموز علمية ومنابع علم ومعرفة…فهم المثل الأعلى لنا في درجاتهم الأكاديمية ومستواهم العلمي والثقافي…كنا نكلمهم بكل أدب وأحترام…ونتمنى الجلوس معهم والقرب منهم لنستفيد من خبراتهم العلمية والحياتية …
،،،،،،،لقد تخرجنا من الجامعة الأردنية…من هذا الصرح العلمي الأردني والذي خرج الوزراء ورؤساء الحكومات والنواب والأعيان وكبار المسؤولين في كل المجالات الأقتصادية والسياسية والأعلامية…كان للجامعة الأردنية حرمتها وهيبتها…وللهيئة التدريسية فيها ايضا أحترامها وتقديرها….وكان لطلابها وطالباتها مستواهم الأدبي والأخلاقي والعلمي…كنا نواظب على المحاضرات ومواعيدها…نسلم الأبحاث المطلوبة منا في موعدها دون تأخير…وكنا نتعامل جميعا كأسرة واحدة متماسكة متحابة…وأقسم لكم بأنني لم أرى طوال مدة دراستي في الجامعة مشاجرة واحدة داخل الحرم الجامعي…رغم أختلاف جنسيات وأديان واراء وأفكار طلابها.
،،،،،،،يحزنني جدا ويشعرني بالخوف والقلق على مستقبل مجتمعنا عندما أسمع عن العنف الجامعي والمشاجرات المستمرة في حرم بعض الجامعات رغم تفاهة الأسباب…وأكثر ما يقلقني عدم أحترام الطلبة للهيئة التدريسية والمشرفين في هذه الجامعات الخاصة…فهل تغير سلوكنا وتربيتنا واخلاقنا عما كانت عليه في الماضي؟ أم أن وسائل الأتصالات الحديثة كالموبايل والفيسبوك والتويتر وغيرها أدت الى تغول الطلاب على أساتذتهم؟
،، ،أعزائي… قيل (من علمني حرفا كنت له عبدا) وقال أمير الشعراء احمد شوقي:
قف للمعلم وفه التبجيلا – كاد المعلم ان يكون رسولا….
،،،،،،،،فالى كل معلمة ومعلم في مدارسنا وفي جامعاتنا ومعاهدنا في هذا الصباح الجميل منا جميعا بطاقة حب وأحترام وتقدير…والى كل طالب علم في وطني أحلى أمنيات النجاح …صباح الخير…
zuhairjordan@yahoo.com