اجتمع الرئيس محمود عباس، في العاصمة عمان اليوم الأربعاء، مع ،الملك عبد الله الثاني، حيث جرى خلال الاجتماع بحث واستعراض ما جرى في اللقاءات الاستكشافية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وخطوات تحقيق المصالحة الفلسطينية.
وحضر الاجتماع عن الجانب الفلسطيني: عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية، وسفير فلسطين لدى الأردن عطا الله خيري. وعن الجانب الأردني وزير الخارجية ناصر جودة.
وأكدت مصادرت وصفت بـ”العليمة” أن الملك عبد الله الثاني تحدث عن وجود أوراق قوية بين يديه يستطيع إستخدامها ضد إسرائيل إذا ما تنكرت لمفاوضات عمان التي انطلقت لاحقا لضغوط الملك على الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأضافت المصادر، بحسب صحيفة “القدس” المقدسية أن الملك لوح بأن العلاقات بين بلاده وإسرائيل ستأخذ اتجاها تصعيديا من جهته إذا ما أرسلت حكومة نتنياهو موفدها لعمان بدون تقديم أي تنزيلات جوهرية تسمح للقيادة الفلسطينية بتبرير عودتها لطاولة المفاوضات عبر المحطة الأردنية.
وبحسب المصادر تحدث العاهل الأردني في زيارته الأخيرة لرام الله التي سبقت إنطلاق جولة عمان التفاوضية عن حصوله على “مساعدة أمريكية” وليس على وعد متكامل بدعم المفاوضات والضغط على إسرائيل، إلا أن الملك تحدث عن ثلاثة أوراق استراتيجية يمكنه أن يستثمرها لإنجاح مفاوضات عمان وتحريك الواقع الحالي الجامد وهي أوراق تتعلق باتفاقية وادي عربة نفسها وإحتمالات تجميد العلاقات تماما مع إسرائيل، إضافة لورقة التقارب مع إيران والموقف السعودي والمعارضة الأردنية الداخلية.
وأشارت إلى أن الملك تمكن من إقناع عباس بجدية عمان بالتلويح بالأوراق الثلاث المشار إليها، الأمر الذي دفع عباس للاجتماع قبل انطلاق مفاوضات عمان باللجنة المركزية للمنظمة وعرض الأمر عليها لتفويض الجانب الأردني بالتحضير لما سمي لاحقا بالمبادرة الأردنية.
ومن المرجح أن اللغة الحاسمة التي تحدث بها الملك تؤشر على إمكانية استثمار الحراك السياسي داخل الأردن للضغط على إسرائيل، حيث أشار الفلسطينيون علنا وعدة مرات لضغوط أردنية عنيفة مورست عليهم للموافقة على الإنضمام للقاءات عمان
وذكرت مصادر سياسية أن الملك يعمل بكل السبل من أجل إطلاق سراح مروان البرغوثي القيادي البارز في حركة فتح، وتشاكر الولايات المتحدة في الضغط من أجل ذلك ، خاصة بعد أن تقدمت القيادة الفلسطينية بطلب إطلاق سراح 23 أسيرا منهم البرغوثي وأحمد سعدات، ورغم الرفض الاسرائيلي للتجاوب مع الطلب الفلسطيني فإن المصادر السياسية لم ترفع بعد “الراية البيضاء” وتأمل في استجابة حكومة نتنياهو لبعض الطلبات الفلسطينية خاصة إطلاق سراح البرغوثي على أن يذهب إلى عمان مباشرة.
ونفى رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس صحة الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية صباح الأربعاء حول الإفراج عن مروان البرغوثي وترحيله إلى الأردن خلال ساعات.
وقال فارس إن هذه الأخبار عارية عن الصحة وإنها على ما يبدو جاءت بعد نقل مروان البرغوثي إلى المحكمة اليوم في القدس المحتلة لمقاضاته بعد أن رفع مجموعة من اليهود في الولايات المتحدة قضية ضده بتهمة المسؤولية عن قتل يهود.
إسرائيل: ما نسب للملك غير معقول
مصادر سياسية إسرائيلية عقبت على ما نسبته صحيفة “القدس العربي” للملك عبد الله الثاني بشأن وجود ثلاث أوراق إستراتيجية يمكنه أن يستثمرها لإنجاح مفاوضات عمان ومنها اتفاقية السلام مع إسرائيل واحتمال تجميد العلاقات تماما معها والتقارب مع إيران .
ووصفت المصادر النبأ بغير معقول وعديم المصداقية، مشيرة إلى أن الجانب الإسرائيلي رغب في لقاء مولخو عريقات الأخير في مناقشة الترتبيات الأمنية، إلا أن عريقات رفض ذلك وسط تبادل اتهامات خطيرة بين الجانبين.
وأكدت محافل سياسية إسرائيلية أن إسرائيل معنية ومستعدة لاستمرار المفاوضات مع الجانب الفلسطيني حول جميع المسائل .
وفي غزة دعت مفوضة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى مواصلة اللقاءات بينهما لتحقيق رؤية حل الدولتين بالتفاوض مشيدة بجهود الملك عبد الله الثاني على هذا الصعيد.
ومن المقرر أن تلتقي أشتون مساء الأربعاء برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ونظيرها افيغدور ليبرمان.
وأشارت مصادر غربية إلى أن اشتون ستجتمع في عمان الخميس مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ووزير الخارجية ناصر جودة.
لقاءات عمان ونقطة الحسم:
ذكرت صحيفة “القدس” تصل لقاءات عمان الاستكشافية نقطة الحسم يوم الأربعاء دون أن تنجح هذه اللقاءات التي عقدت على مدى الأسابيع القليلة الماضية في حلحلة الموقف الإسرائيلي باتجاه قبول وقف الانشطة الاستيطانية الاسرائيلية، بما في ذلك في القدس، وقبول حل الدولتين على اساس حدود 1967
ونقلت “القدس” المقدسية ،عن مسؤولين فلسطينيين أن الرئيس محمود عباس يتجه لعقد اجتماع للقيادة الفلسطينية لإطلاعها على نتائج هذه اللقاءات والاتصالات الدولية الجارية بهذا الشأن توطئة لاجتماع لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية مطلع الشهر المقبل واجتماع لجنة منظمة التحرير الفلسطينية في القاهرة في الثاني من شباط (فبراير) المقبل.
وأضافت “القدس” أن الاجتماع سيستمع ،لتقرير اللجنة السياسية المشكلة من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة “فتح” في الخيارات المتاحة ما بعد السادس والعشرين الذي يصادف غدا الخميس على ان يجري بحث هذه الخيارات في اجتماع لجنة المتابعة العربية واجتماع لجنة منظمة التحرير.
ومن المرتقب عقد اجتماع جديد يقول الفلسطينيون إنه سيكون الأخير الأربعاء في عمان بمشاركة كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات والمفاوض الإسرائيلي اسحاق مولخو، ولكن من دون أي توقعات بإحراز أي تقدم بعد رفض الجانب الإسرائيلي تقديم رؤيته للحدود والأمن في هذه المرحلة.