لا يكاد ينسى رجل مسلم .. الاستدلال بهذه الآية بين الفينة والأخرى " إن كيدكن عظيم " .. بل ويردد مباشرة بعدها أن النساء كيدهن أهون من كيد إبليس الرجيم !!
فالله وصف كيد الشيطان بالضعيف فقال : " إن كيد الشيطان كان ضعيفاً " .. بينما يردد أولئك الرجال أن الله سبحانه وتعالى وصف كيد النساء بالعظيم ..!
والحق .. أن الله سبحانه لم يصف كيد النساء بالعظيم .. بل ولم يقره ولم ينفه !
بل نقله عن العزيز وسكت عن إقراره أو نفيه ..
قال تعالى : " فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم .. يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك " ..
والكلام .. لا يزال متصل للعزيز .. والآية التي بعدها تدل على ذلك ..
ولم يأت الله سبحانه بعد ذلك ليقر أو ينفي ..
وفي هذا دلالة .. أن الله سبحانه لم يصف كيد النساء بالعظيم .. إنما الوصف جاء بلسان العزيز ..
وقد وقع في هذا الخطأ الكثير من المفسرين فذكر أن الله وصف كيد النساء بالعظيم وكيد الشيطان بالضعيف وهذا ولا شك خطأ ..
فكيد النساء " إن وجد " هو جزء بسيط من كيد الشيطان الذي وصفه الله بالضعيف ..
والله سبحانه وتعالى حينما نقل عن بلقيس قولها :" إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة " .. قال في نهاية الآية إقراراً لكلامها : " وكذلك يفعلون " ..
وهناك .. الكثير ممن ينقل كلام الله دون تأمل أو تفكر .. حتى من كبار العلماء والمفسرين ..!
وربما يعكر مزاج الرجال هذا القول .. ويبدؤوا بصف ويلاتهم على من قاله .. ويدعون أن النساء " بنات الزهرة " يدرسن إبليس فنون الكيد ومهاراته في دورات منتظمة بل ويعلمنه كيف يتعلم الحيلة بالكيد !!
لا تتسرعو بالحكم علينا :imma: