انطلقت في تونس الاثنين ثالث ورشة متخصصة في تكوين (تأهيل) 19 إعلاميا مخضرما من مصر، تونس، فلسطين والأردن على تقنيات الاشراف على صحافيين يتعاملون مع شبكة (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية-أريج) لأنجاز تحقيقات تهم الرأي العام بهدف تفعيل المساءلة والمراقبة.
وفي كلمة ألقاها في مستهل ورشة العمل داخل المركز الإفريقي لتدريب الصحفيين والاتصاليين، أكد مديره العام الدكتور عبد الكريم الحيزاوي أهمية تفعيل مبدأ صحافة الاستقصاء في البلاد العربية، باعتبارها صلب عمل السلطة الرابعة بعيدا عن التخندق والجهل والتحيز.
وذكّر الحيزاوي بأن تونس كانت آخر دولة عربية تنضم إلى شبكة أريج بعد التغيير ولن تكون الدولة الاخيرة التي تعمل على نشر وتفعيل صحافة المساءلة. وعبر عن سعادة المركز بالتعاون مع الشبكة على تنظيم العديد من ورشات التدريب للصحافيين، ومشرفين وأساتذة جامعيين خلال السنوات الثلاث المقبلة.
من جانبها أكدت الزميلة رنا الصباغ، المديرة التنفيذية لشبكة أريج للمشاركين في دورة التكوين “أن دور المشرف أساسي أثناء إجراء التحقيق، فهو يشكل المرجع الرئيس لهذا الصحفي بدءا من مساعدته على بلورة فرضية التحقيق تمهيدا لنفيها أو تأكيدها أو تعديلها من خلال البحث عن المعلومة وتوثيقها، وكذلك دوره في إيجاد مخارج لحل العقبات التي قد تعترضه أثناء العمل.
وأضافت الصباغ أن عمل المشرف جوهري في نشر ثقافة التحقيق الغائبة عن غالبية غرف التحرير العربية بسبب قيود قانونية، تابوهات سياسية، اجتماعية وأيضا ضعف تكوين الاعلاميين.
وستعقد شبكة أريج مؤتمرها السنوي الخامس في تونس بين 25 و 27 تشرين ثاني (نوفمبر) المقبل – لتكون العاصمة التونسية أول عاصمة عربية تستضيف هذه التظاهرة الحاشدة بعد عمّان، التي شهدت التئام أربعة مؤتمرات منذ عام 2008.
من مكتبها الإقليمي في عمّان، توفر الشبكة تدريبا متخصصا وتغطي أجور مشرف ومحام لكل صحافي في الصحافة المكتوبة، المسموعة والمرئية يكلف بإنجاز تحقيقات في العمق لكشف المستور وفق دليل إرشادي طور بالتعاون مع منظمة اليونيسكو وبإشراف د. مارك هنتر، الذي يقود هيئة المدربين في ورشة تونس الحالية. كذلك تدرب أساتذة جامعيين لتشجيعهم على إدخال صحافة الاستقصاء إلى كليات الإعلام، وأيضا مساعدة وسائل إعلام على مأسسة وحدات أستقصائية.
الشبكة التي انطلقت في عمان عام 2005 تغطي تسع دول عربية – الأردن، سورية، لبنان، فلسطين، مصر، العراق، البحرين، اليمن وتونس.