يقوم علماء بريطانيون بتطوير علاج يمكن ان يمنع تكرر الحالات الوراثية التي تؤثر في القلب والعضلات والمخ..وذلك من خلال نقل حمض نووي من الرجل الى بويضة متبرّع، مما يعني أن الطفل سيرث جزءاً صغيراً من شيفرته الوراثية من طرف ثالث غير أبويه الأصليين…بتبسيط أكثر؛ سيقومون بنقل حمض نووي «مُحسّن خال من الأمراض» من شخص ثالث ، مكان حمض نووي « مشّ شدّ ايدك» لأحد الوالدين الأصليين..
غير ان المسالة برمتها عصية على القبول من ناحية علمية لمن هم أمثالي ..فإنها ستخلق إرباكا اجتماعياً لا حدود له..يعني اذا ما كبر الطفل وبدا ذكياً ألمعيا لكنه « قليل مروّه»…فإن نقاشاً حاداً سوف يدور بين الأبوين ؛فيما يصرّ الأب أن ذكاء ابنه طبيعي بالوراثة «طالع له» بينما «قلة المروة تعود للمتبرّع» ..فإن الأم ستلمح ولو بطريقة مبطّنة انه «لولا حمض أبو فلان النووي» لما كان ذكياً محاولة ان تعيد الكسل وقلة الخواص الى صفات الأب الأصلي.. « بالمقابل اذا كبر الصبي وأخفق في امتحان الثانوية العامة بسبب «نياطته» و «غلاظة مخّه» فأن الأب الأصلي سيدعو على المتبرّع أمام الناس جهراً: «الله يغشّك بنظرك يابو فلان..مثل ما غشيتني بحمضك النووي»..ناهيك،على انها قد تبرز الجمل التالية في سوق الخلفة : « فيش حواليك حمض نووي أصلي»..و»ذكروا لي فلان عنده حمض نووي من اللي بحبه قلبك»..وسيصبح سؤالاً عادياً ان يقول أحدهم لصديقه: « ابنك الله يخليّه حمضه أصلي ولا تركيب»؟؟…فيرد الأب: ، وحياة شواربك «اصلي»..
المسالة ستكون معقدة، حتى في تداول ألأمثال الشعبية ..حيث لم يعد المثل القائل: «ثلثين الولد لخاله»ذا معنى و دلالة ..خصوصاً بعد ان أصبح فعلياً «ثلثين الولد لغير خاله»…
***
في المستقبل القريب لا مكان للأنظمة الشمولية ولا «للأبوة الشمولية».. حتى الخلفة ستصبح «خليط وشريك»..!!