زهير عبد القادر
أكثر من عام مضى ونحن نتكلم عن الفساد والفاسدين والمفسدين…وكل يوم جمعة تنظم الأحتجاجات والأعتصامات والمسيرات في جميع انحاء المملكة تطالب بمكافحة الفساد والفاسدين،وتتنافس الصحف والمواقع الألكترونية بنشر الأخبار والمقالات عن الفساد والفاسدين…وحتى ان بعض هذه المواقع بدأت تنشر أسماء من تتهمهم بالفساد على شكل حزورة من حزازير رمضان…الناس جميعها تتكلم عن الفساد والمفسدين…حتى ان العاطلين عن العمل يعزون سبب عدم عملهم للفاسدين والمفسدين…والطالب الذي يرسب في التوجيهي يتهم سبب فشله الى الفساد والمفسدين…والفاشل في حياته العائلية يحمل ذلك الفشل للفساد والمفسدين…والمديون والمدمن المخدرات والقمار والخمر يرجع ذلك الى الفساد والمفسدين….الا يكفي ذلك؟اكثر من عام ونحن نرجع كل اسباب فشلنا الى هؤلاء الفاسدين والذين حتى الان ومنذ اكثر من عام لانعرف احدا منهم ثبت عليه ذلك وحكم عليه بالفساد…نحن نرى قصورا ومزارع واراضي يقال لنا انها للفاسدين وعندما نسأل هل هذا ثابت عليهم؟؟يأتينا الجواب نسمع ونقرأ…نعم كلنا نسمع ونقرأ…وهذا لا يعني لنا شيئا كمواطنين…
كثيرا ما تتعرض بعض المواقع لشخصية من الشخصيات وتشير اشارة خجولة او تلمح تلميحا لها او تذكر الأسم…فيكون رد الفعل غالبا الأهمال وعدم الأكثرات بما يكتب او التهديد باللجوء الى القضاء…وبعد وقت قصير لانسمع شيئا عن القضية لا من الموقع ولا من الشخصية.
اكثر مايقلقني في الواقع شيئان الأول سمعة هذا الوطن في الخارج ونحن بلد يعتمد على الأستثمار والمنح والمساعدات التنموية والقروض الخارجية…ما رأيكم؟هل يرغب احد منا ان يستثمر في بلد يسود فيه الفساد ويكثر فيه الفاسدون؟ واي بنك دولي سيمنحنا قروضا عندما يسمع عن الفساد والفاسدين عندنا؟واي دولة اجنبية ستمنحنا المساعدات والمنح للبناء والأعمار؟ والشيء الثاني اننا اصبحنا نتصور اننا في بلد جميع سكانه والمسؤولين فيه من الفاسدين…وهذا الخطأ الكبير الذي سيجلب لنا الخراب والدمار…
في الأردن رجال اوفياء مخلصين يتصفون بالنزاهة والعدل والطهارة والشرف …هم منتمون لهذا الوطن وشعبه…هم موالون للقيادة الهاشمية ولجلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه…الأردن يعتز دائما بابناءه الشرفاء المخلصين…وهم والله كثر….الفاسدون هنا قلة لاتذكر وستلقى حسابها وعقابها اذا ثبث عليها الفساد…دعونا نرى النصف المليء من الكأس لا النصف الفارغ منه…الأردن بخير وسيبقى بخير بهمة فرسان الحق وبهمة ابناءه الأشاوس…وبقيادته الحكيمة…وسنقف كلنا من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب سدا منيعا امام كل من تسول له نفسه العبث في أمن وأستقرار هذا البلد الآمن المستقر…وأمام أصحاب الأجندات الخارجية…حمى الله الأردن وشعبه الوفي وقيادته الهاشمية.صباح الخير.
،zuhairjordan@yahoo.com