إصلاح نيوز- مروة بني هذيل/
تحقيق الطموح والانجاز هو هدف كل انسان، وللدكتور عدنان بدران مسيرة مميزة ترك خلالها بصماته بعدة ميادين.. أهمها على الصعيد الاجتماعي والسياسي.
،الدكتور عدنان بدران، رئيس الوزراء الاسبق.. رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان حالياً، ورئيس جامعة البترا الخاصة، حدثنا عن نفسه، منذ بداية حياته العملية والخاصة، الى ما وصل اليه اليوم..
- ·،،،،،،، من أين انطلقت نحو تحقيق طموحاتك؟
كانت بداياتي العملية في الولايات المتحدة الامريكية عندما أنهيت ،دراسة الماجستير و الدكتوراة، وباشرت العمل في بوسطن لمدة 3 سنوات في مركز للابحاث العلمية، بتخصص فسيولوجيا والتكنولوجيا الحيوية والتركيز على النباتات، ونجحنا في التوصل لاربعة اختراعات ونشر مجموعة من البحوث العلمية.
وعدت إلى الأردن عام 1969، وحينها كانت تؤسس كلية العلوم في الجامعة الاردنية والتحقت بها، وفي عام 1970 وصلت لمرحلة الاستاذية وأصبحت عميداُ لها.
- ·،،،،،،، ما الصعوبات التي واجهتك في هذه البدايات؟
كلية العلوم هي اول كلية علمية تنشأ بدرجة البكالوريوس في الاردن “الجامعة الاردنية”، في تخصصات الفيزياء والكيمياء والرياضيات والعلوم البيولوجية، لذا واجهت مشكلة ،في بناء مناهج جديدة وطلب كتب جديدة للمكتبة، وتجهيزات للبحث العلمي، ولأن التدريس كان باللغة الانجليزية كان مستوى الطلبة متدنيا لذا أنشانا قسما لتعلم اللغة الانجليزية وتدريب الطلبة على اللغة العلمية الانجليزية، ولتحسين مستوى المعلمين أسسنا ،دبلوم تربية لتعلم اساليب التدريس بشكل عام لتسليح خريجي كلية العلوم.
وتخلصنا من الفجوة بين خريجي الثانوية ومستوى كلية العلوم، من خلال ،تطوير المناهج مع ادلة المعلمين، ولتبسيط تعامل المعلمين مع الأدلة لجأنا الى تخصيص الفصول الصيفية لتدريس المعلمين وكيفية استخدام الدليل ، وإستطعنا قطف ثمار نجاح خططنا ،بمدة لا تزيد على 4 سنوات.
- ·،،،،،،، ما هو الدور المميز الذي قمت به في حكومتك؟
انا اؤمن بالديمقراطية والشراكة، وقمت بادارة دفة الحكومة من خلال مجلس الوزراء عام 2005 بمشاركة الوزراء جميعا ، حيث كانت كل القرارات بالاجماع، والمعارضة بالنقاش المتفاهم، ورغم وجود جلسة رسمية يوم الثلاثاء الا انني قمت بانشاء جلسة اسرية عفوية مفتوحة بين اعضاء الحكومة يوم السبت لمناقشة الاجندة الوطنية والاصلاحات، فكانت روح الزمالة والصداقة هي الاساس ومازالت العلاقات بيني وبين الوزراء في تلك الفترة مستمرة حتى الان.
- ·،،،،،،، ما أهم المؤتمرات التي علقت في ذاكرتك خلال مسيرة عملك؟
عندما كنت رئيساً لجامعة اليرموك رعيت مؤتمرا في نهاية السبعينيات حول المياه واطماع اسرائيل فيها، فكل شيء خرج عن هذا المؤتمر أصبح حقيقة، حيث تكرر هذا المؤتمر ثلات مرات بكلمة افتتاحية يلقيها دائما سمو الامير الحسن بن طلال، ولو أخذ بتوصياته لما كنا نعيش هذا الوضع حالياً.
وخلال عملي في اليونسكو،، قمت بتأسيس ورعاية مؤتمر اليونسكو العالمي للعلوم في بودابست، ولا يزال حتى الان يعقد كل عامين بحضور علماء وخبراء العالم لبحث التقدم والتطور العلمي.
وفي رئاستي للوزراء، قمت برعاية مؤتمر حول البيئة واستخدامات الاراضي للزراعة، وذلك لأهمية البيئة التي تأخذ مساحة واسعة في سياساتنا واستراتيجياتنا في الاردن فالامن الغذائي هو الاساس لحياة المواطن.
·،،،،،،، كونك رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان، ما أهم المشاكل التي يواجهها الانسان الاردني؟
المشكلات كثيرة نلخصها في الحريات العامة وحرية التعبير، وحرية التجهير والاجتماع، وحرية تأسيس الجمعيات والنقابات، وحرية التعددية السياسية وتأسيس الأحزاب، وحرية الانتخاب والتصويت الحر النزيه و التمييز ضد المرأة ، ومن متابعتي لما يحدث على الساحه الأردنية لاحظت أن هناك عددا المشاكل تم حلها جزئياً ولكن ما يزال عندي تحفظ حول تضييق المساحات لحرية الصحافة والاعلام بما في ذلك الاعلام الالكتروني.
- ·،،،،،،، الانتقال من مناصب السلطة الى الخدمة الاجتماعية، ماذا أضاف لشخصيتك؟
من الصعب الفصل بين السياسة والاقتصاد والاجتماع، فكلها عوامل تكمل الانسان، فكل إنسان يمتاز بجانب فكري واجتماعي وسياسي وجميعها تؤثر على بعضها في بناء شخصية انسانية متوازنة، وإن اهمال القضايا الاجتماعية سيؤثر سلباً على الجانب السياسي والاقتصادي على المدى البعيد، لذلك لا يجوز الفصل بين جميع نواحي الحياة.
- ·،،،،،،، ماذا يوجد في ذاكرتك من أيام الطفولة؟
كانت طفولتي بسيطة في جرش، فأنا ولدت في15/12/1935 ،وترعرعت بين اهالي جرش (من الشراكسة والشوام)، بحياة سهلة الكل يعرف الاخر دون وجود تعقديات.. حتى مصروف المعيشة كان متواضعا ، وأصدقائي في مدرستي بجرش لا أزال أتذكرهم بالاسم، وبقينا أصدقاء بعد أن مضى علينا الزمن.. كانت حياة مودة وتقارب ومساعدات انسانية دون مقابل، وعمل ،والدي قاضيا في جرش لمدة عشرين عاما ، ثم انتقلنا للكرك، ثم للعاصمة عمان.
- ·،،،،،،، من قدوتك في فترة شبابك؟
تعلمت من ،تجربة والدي الذي تخرج من الأزهر في زمن، العهد العثماني بدرجة البكالوريوس، ودرس الدراسات العليا في اسطنبول عاصمة الدولة العثمانية انذاك، وعمل قاضياً طيلة حياته ،، أن أعتمد على مجهودي الشخصي فهذا الرجل الذي لم يرث شيئا بنى نفسه بدون مساعدة من أحد وإستطاع أن يحافظ على أسرتنا المكونة من سبعة ،أشخاص،، أربع بنات و ثلاثة أولاد جميعهم جامعيون ،، وحرم نفسه من أشياء كثيرة ،طوال حياته ليوفر ما يستطيع لتعليم ابنائه، وكان يقوم بتدريسنا بعد عودته من العمل، ليساعدنا في حل واجباتنا ،فهو الأب والمعلم لنا. ولقد قمت بتطبيق ،ما تعلمته منه مع ابنائي، فأنا حريص على تربيتهم ،على مخافة الله تعالى وعدم الكذب والنفاق ..، وعدم التطاول على حقوق الاخرين.
- ·،،،،،،، ماذا عن مستقبل ابنائك؟
أنا أب ،لأربعة أولاد وبنتين.. اكبرهم سمير وهو يعمل مع اليونسيف تخرج من باريس، وبعده ابني رائد درس في بريطانيا ويعمل في حقل البنوك في التحليل المالي، وسامر درس في بوسطن وهو الان يعمل هناك، وابني الاصغر فراس مازال يدرس اللغات والاعمال الدولية في بوسطن وهو يعيش الان مع اخيه ، أما بناتي سيلين ا طبيبة أسنان، و دانا درست الطب البشري في بريطانيا.
·،،،،،،، ما تقييمك لإنجازات ،المرأة الأردنية؟
المرأة دورها فعال دائماً، حيث ،ساهمت في جميع الحقول ، خاصة الحقول الاجتماعية والعلمية الدقيقة كمهنة الطب والهندسة، وهي منافسة للرجل وأثبتت كفاءتها ،في توازنها بين الاسرة والعمل .
- ·،،،،،،، كيف ترى حال الشباب اليوم.. ؟
يجب فتح باب الحريات وبناء التعددية السياسية والفكرية للشباب وخاصة بالجامعات، فهي الحاضنة الاساسية لتكوين شخصية الطالب ، والشباب هم أساس التغيير، وان الاوان ان نعي بأن الشباب مطلعون على كل ما يحدث من خلال توفر التكنولوجيا ،وأنهم ،يملكون معرفة وثقافة واسعة وهم بحاجه لإستغلالها، من خلال البيئة الحرة ،التي تسمح بإستثمار أفكارهم وتصوراتهم.
- ·،،،،،،، ماهواياتك الشخصية ؟
انشغالات الحياة تبعد الانسان عن ذاته وعن هواياته ،، لكنني استمع بين فترة وأخرى ،للطرب الأصيل من محمد عبد الوهاب وأم كلثوم، ولصوت ،فيروز إحساس خاص في الصباح الباكر، وأقرأ من أشعار ابراهيم طوقان وأحمد شوقي .
- ·،،،،،،، ما الدورالذي لعبته زوجتك في حياتك؟
زوجتي (مها) كانت مثالاً للزوجة الصالحة المطيعة المساندة لزوجها وابنائها، تعرفت عليها أثناء عملي بالجامعة الاردنية حيث ،كانت تدرس في نفس الجامعة تخصص الأدب الانجليزي ، ،وهي شريكة حياتي وتفهمني وتراعي ظروفي وانشغالاتي، وتقوم بدوري أحياناً في تدريس ابنائنا والحفاظ عليهم، لذا أنا ،مدين لها فيما تحملته من اعباء، خاصة التحديات التي واجهت الاسرة أكملها عندما سافرنا بسبب عملي إلى ،اليونسكو.
- ·،،،،،،، ما مدى رضاك عن نفسك؟
أشعر بالرضا التام عما حققته في بلدي الأردن بين أهلي وأصدقائي، رغم انني لو بقيت أعمل في الخارج لحققت ثروة طائلة ، ولكن فضلت العمل والاستقرار في بلدي ، كي يتربى أبنائي على أرض الوطن، وأعتبر نفسي ،كسبت وطني وزوجتي وأبنائي.
اتمنى أن يعم السلام والاستقرار في الاردن والوطن العربي.. وأن يوفق الله كل مجتهد.
تحقيق الطموح والانجاز هو هدف كل انسان، وللدكتور عدنان بدران مسيرة مميزة ترك خلالها بصماته بعدة ميادين.. أهمها على الصعيد الاجتماعي والسياسي.
