،فيصل الشبول – 
،،بعد اكثر من عام على الحراك الشعبي السلمي الاردني يتساءل الجميع اليوم عن النهاية، عن النتيجة، وعن خارطة طريق الخروج من واقع راهن مليء بالاسئلة الى واقع هادئ ينصرف فيه الجميع الى العمل من اجل المستقبل .
،ربما يكون السؤال الاكثر وجاهة والحاحا اليوم هو عن اي مستقبل نتحدث، وهل سنستخدم الطريق ذاتها للسير نحو المستقبل المأمول ؟
،الشعارات المرفوعة في الحراك الشعبي لم يعد لها سقوف سيقول البعض ان من يرفعون الشعارات اقلية، وسيقول اخرون انهم يعطلون الاصلاح، وسيقول غيرهم انهم لا يرون سوى النصف الفارغ لان قطار الاصلاح ماض بأمن وأمان .
،لم يكن وراء البوعزيزي في تونس حزب سياسي ولا تيار شعبي والا فما كان ليحرق نفسه جوعا. ولا اطفال درعا حركتهم تنظيمات متطرفة في دولة الحزب الواحد ولا شبان ليبيا قادهم تنظيم متطرف في زمن الزعيم الواحد الخالد .
،المسألة تحتاج الى ارادة رسمية وجهد، ابداعي وصبر وحنكة في التعامل مع الحراك الشعبي حتى لو وقف امام رئاسة الوزراء ثلاثة اشخاص يطالبون بمحاربة الفساد.
،اصلاح النظام ومحاربة الفساد هما شعارا الاصلاح في الاردن منذ عام ويزيد .
،يتحدث جلالة الملك في كل مناسبة عن ضرورة واهمية اصلاح النظام، وكذلك تفعل الحكومة وكل المسؤولين في الدولة. وقد قطعت الدولة شوطا كبيرا بالفعل على هذا الطريق بدءا من كسر ” قداسة ” الدستور والسعي لتغيير وجوه السلطات واعادتها الى قواعدها بدلا من حالة الاشتباك السلبي التي مست هيبة الدولة .
،اذن ، فنحن امام الشعار الثاني …. فالناس لم يقتنعوا بعد بالاجراءات المتخذة حيال هذا الملف الخطير، وفي يقيني، انه السبب في كل اشكال الاحتجاجات ومشاعر الغضب والاحباط لدى الاردنيين .
،لقد بات واضحا بعد اكثر من عام على الحراك الشعبي ان الاردنيين لا يستهدفون العرش لكنهم يريدون محاسبة الكثيرين ممن وثق بهم العرش وخذلوا الملك والنظام وظلموا الشعب والوطن …. وفسدوا .
،ففي ظروف عصيبة مرت بها المنطقة والوطن، بدءا من الحرب على ” الارهاب” ، احتلال العراق والظروف السياسية المتقلبة في المنطقة والازمة الاقتصادية العالمية، وجد اولئك الفرص سانحة ليختطفوا ارادة الناس ومقدراتهم ويغامروا بسمعة الوطن ومؤسساته .
،تضخمت الادوار فارتدى السكرتير ملابس مديره وبات الخائف يعلم الناس الشجاعة والوطنية. وغير اخرون صباغ شعرهم ليظهروا بحلة جديدة ردا على حليقي الرؤوس فيما يبدو، وضاقوا، جميعا بمنازلهم المتواضعة فرحلوا الى قصور .
،ارادوا اجتثاث الافكار ومن يحملونها، لم يفرقوا بين معارض وموال، المهم الا يبقى في الوطن من يحمل فكرة، فهم على نوعين، بعضهم يحمل الهراوة والبعض الاخر يريد ان يحمل الافكار نيابة عن الناس .
،لم يقتصر دورهم على هذا النحو بل بلغت ببعضهم سذاجة المراهقة السياسية ان ادعى بانه قادر على غزو بلدان اخرى لجلب ” عدو “، من لحيثه ومحاكمته في عمان .
،ساعد كل اولئك في مغامراتهم ” زعماء” سوقوا انفسهم بنفوذهم المالي وفسادهم القديم فتحالفوا معهم ووضعوا ،انفسهم وابناءهم في الواجهة فاكتملت حلقات الفساد من كل الجهات .
،باختصار، الناس يريدون محاكمة هؤلاء واسترجاع، ماسلبوه واعادة الهيبة للدولة ومؤسساتها ….. هيبة العدل والمساواة ومنع اختطاف مؤسسات الدولة مرة اخرى.