عمل العقل تحفزاً في زيارة، وزير الخارجية السعودي الأخيرة لواشنطن، لمعرفة الأسباب والتداعيات، التي أتاحت تدفق الدماء من جديد وبغزارة وتسارع، في عروق الدبلوماسية السعودية، وعبر التساؤلات المختلفة التالية:-
لماذا جاءت زيارة وزير الخارجية السعودي، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي بشكل مباشر، عقب زيارة وزير خارجية دولة قطر حمد بن جاسم لها؟ ما هي أجندات وبنود الدبلوماسية السعودية، في لقاء الفيصل مع أوباما، ولقائه مع هيلاري كلينتون؟ هل ستعقب زيارة سعود الفيصل لواشنطن، تحركات دبلوماسية أمريكية – سعودية متزامنة ومشتركة، إن لجهة الملف السوري، وان لجهة الملف الإيراني، وان لجهة الملف العراقي، وان لجهة الملف اليمني، وان لجهة الملف البحريني، وان لجهة ملف ما تسمى بعملية السلام الشرق الأوسطية، الحيّة فقط في عقل النظام الرسمي العربي المتهالك؟.
،هل زيارة الفيصل لواشنطن، سوف تؤسس لدور أمريكي أكبر وأكثر فعالية وتفاعل، لجهة الملف السوري والملف الإيراني لاحقاً؟ هل زيارة الفيصل تلك لواشنطن، تؤشّر على صراع أم تعاون – توزيع أدوار على خط علاقات الرياض – الدوحة؟ هل خطفت الدبلوماسية القطرية الأضواء من الدبلوماسية السعودية، إن لجهة الملف التونسي، وان لجهة الملف الليبي، وان لجهة الملف السوري؟ إذا كانت الرياض تمثل القوّة الاقتصادية القائدة – وهي كذلك – في دول مجلس التعاون الخليجي كمنظمة إقليمية صاعدة، فهل تمثل دولة قطر، القوّة الدبلوماسية – المخابراتية – الإعلامية المسيّرة، في نفس نطاقات جغرافية، دول مجلس التعاون ومجالاتها الحيوية؟.
،هل تنجح الرياض في استعادة زمام المبادرة، والسيطرة الدبلوماسية في المنطقة؟ أم هل نجحت الرياض في نصب الفخ الدبلوماسي والسياسي للدبلوماسية القطرية، لجهة ملفات المنطقة المختلفة، في ظل إدراك ووعي سلوكي سعودي، دبلوماسي وسياسي ومخابراتي – استخباري، لجهة عدم واقعية دبلوماسية الدوحة؟ ما مدى تورط الدبلوماسية القطرية وفشلها، في فخاخ السعوديين الدبلوماسية والسياسية، خاصة بعد تزايد الرفض الليبي والتونسي، لتحركات دبلوماسية قطر، وبعد فشل الأخيرة في إدارة الملف السوري، والملف اليمني، والملف البحريني؟.
أم أنّ المسألة لا تغدو إلا أن تكون توزيع أدوار، في جلّ مضمون وشكل الدبلوماسية القطرية، عبر تفاهمات سعودية – قطرية؟ أم أنّ دولة قطر أخذتها العزّة بالإثم، وصارت لا تقبل ولا ترضى بأقل، من تولي دور القائد الأعلى، لجلّ منظومة مجلس التعاون الخليجي، وبالتالي تحركت الدبلوماسية السعودية، حتّى لا تمسك الدوحة بكل أوراق دبلوماسية المنطقة؟ أم أنّ سوء نوايا الدوحة إزاء الرياض، خاصةً بعد أن وصف حمد بن جاسم، القيادة السعودية بأنّها هرمت وشاخت، هي السبب بتحركات اشتباكيه، لدبلوماسية السعودية من جديد؟ أم أنّ خلافات شيوخ السلفية السعودية، وشيوخ السلفية القطرية هي السبب، خاصةً وأنّ الأخيرة سعت وتسعى لقيادة الحركات السلفية العالمية، عبر فتح المكاتب الخاصة للحركات السلفية الأممية، كحركة طالبان، وحركات الإسلام السياسي الأخرى، هي من حرّكت الدماء، في عروق الدبلوماسية السعودية بعد تصلّب شرايينها؟.
أم أنّ دخول كبار المسؤولين القطريين، من عسكريين، ودبلوماسيين وسياسيين، ومخابراتيين، واقتصاديين، وإعلاميين، في تفاهمات مع كبار ورموز جماعات المحافظين الجدد الأمريكيين، وجماعات اللوبي الصهيوني، ومع بعض الأسرائليين الصهيونيين، لجهة ملف تقسيم السعودية وإنفاذه، هو من حرّك دبلوماسية الأخيرة الأشتباكية ؟ أم أنّ كل ما ذكر من أسباب صح؟
.المحامي محمد احمد الروسان عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الاردنية