شهدت مختلف محافظات المملكة مسيرات وفعاليات في الجمعة التي أطلق عليها اسم “حقوق لا مكارم”، حيث انطلقت في الكرك مسيرة من أمام المسجد العمري، والتي وصفها المنظمون بالأكبر بين مسيرات الكرك منذ انطلاق الحراك الشعبي.
وأوضح الناطق باسم الحراك الشعبي والشبابي في الكرك معاذ البطوش أن المسيرة شهدت ارتفاعا ملحوظا في سقف الشعارات المنددة بالفساد، والمطالبة بعودة الأموال المنهوبة، وبالإصلاح الحقيقي الشامل.
كما انطلقت مسيرة تحت ذات الشعار من أمام المسجد الكبير في الطفيلة، حيث أوضح الناطق باسم الحراك سائد العوران أن المسيرة تأتي بعد الشعور الشعبي بالملل من طرح بعض أسماء الفاسدين وإحالة قضاياهم للقضاء، مشيرا إلى عدم تجاوب الحكومة للمطالب الشعبية بالإصلاح.
كما ندد المشاركون بمشروع الهيكلة معتبرين أنه سيؤدي لمساس بلقمة عيش المواطن.
وفي جرش، انطلقت مسيرة نظمها حراك العياصرة للإصلاح تحت ذات الشعار، حيث أكد المشاركون على أنها تأتي للتأكيد على الشعب الأردني لا يستجدي حقوقه، وعلى ضرورة وصول الحق لصاحبه دون اللجوء للمكارم التي اعتبروها التفافا على القانون والدستور.
فيما شهدت المسيرة التي انطلقت من أمام المسجد الهاشمي في اربد انسحاب عدد من الحراكات، وذلك لرفع البعض شعارات مغايرة لما تم الاتفاق عليه.
وأكد المنظمون بأنهم يعتزمون إصدار بيان بهذا الخصوص، مشيرين إلى سعيهم لتوحيد الجهود .
وأصدر الحراك بيانا أكد فيه “أن شعبنا ما عاد يقبل هذا المنطق وهذا الأسلوب, فمن غير الممكن والمحتمل أن تصبح حقوقنا هبة يمنون علينا ببعضها على شكل مكارم تعطى بالقطارة وبجرعات مخففة”.
وتاليا نص البيان:
بيان جمعة حقوق لا مكارم
يا أبناء شعبنا الأردني الحر العظيم
يخرج الحراك في هذا الأسبوع رافعا شعار حقوق لا مكارم ومكرسا حقيقة أننا مواطنون أصحاب حق كما نحن أهل واجب, ولسنا رعايا السلطان يهبنا حقوقنا وقت يشاء وبقدر ما يشاء ويسلبها أيضا وقت يشاء وكيفما يشاء.
إن شعبنا ما عاد يقبل هذا المنطق وهذا الأسلوب, فمن غير الممكن والمحتمل أن تصبح حقوقنا هبة يمنون علينا ببعضها على شكل مكارم تعطى بالقطارة وبجرعات مخففة وبشكل فردي أو فئوي أو مناطقي وبعد أن تستجديها وتهين ذاتك وإنسانيتك على أبواب قصورهم.
أن التعليم المجاني بكل مراحله والعلاج الصحي المجاني هو احد أهم واجبات الدولة البديهية اتجاه مواطنيها, ولا يمكن أن تكون منة تقدم لأحد ويحرم منها الغالبية من أبناء شعبنا بل هي حق لا يقبل التفريط به لجميع المواطنين.
اما حقوقنا السياسية ورغم أن أبناء شعبنا انتزعوا شيئا منها بعد أن اسقطوا الإحكام العرفية في هبة نيسان المجيدة وأعادوا شيئا من الديمقراطية إلى الو طن ولكنها ما زالت دون الحد الأدنى المقبول.
إننا نؤكد هنا على استعادة كامل حقوقنا السياسية المسلوبة وعلى رأسها تحقيق مبدأ ” الشعب مصدر السلطات ” من خلال تعديلات دستورية حقيقية لا ترقيعية تؤدي إلى تطبيق النص الدستوري القائل أن نظام الحكم نيابي ملكي وراثي بما فيها إقرار تشكيل حكومات برلمانية منتخبة من ممثلي الشعب الذين يفرزهم قانون انتخاب يعكس الإرادة الشعبية بشكل حقيقي.
كما أن إجراء إصلاحات اقتصادية حقيقية تعيد حقوقنا الاقتصادية وتوقف انتشار الفقر والبطالة الناتج عن السياسات الاقتصادية التابعة والخاطئة وتخلي الدولة عن دورها الاجتماعي واستشراء نهج الخصخصة وتغول الفساد وانتشاره في الطبقة المسيطرة على القرار في وطننا هي جزء من مطالبنا بما في ذلك محاسبة الفاسدين واسترداد أموال الشعب.
ونعود ونؤكد على رفضنا لمهزلة الهيكلة التي جاءت استمرارا للاستهانة بحقوق المواطنين وتحديدا فئة الموظفين التي أصابها جور كبير. و هنا نتوجه بتحية لكل الفئات التي رفضت استمرار العبث بحقوقها ولقمة خبز أبنائها ونخص هنا المعلمين والمتقاعدين العسكريين ولا بد من التذكير أن الهيكلة التي جاءت لتنظم المؤسسات المستقلة وتقليص عددها وميزانيتها التي تحمل الدولة أكثر من مليار في العجز حادت عن طريقها بسبب تغول المتنفذين وضعف من يملك الولاية العامة وتخبطه.
يا أبناء شعبنا الأردني الحر العظيم
إننا وفي الوقت الذي نؤكد فيه على رفض التدخل الخارجي في شؤوننا الوطنية نؤكد أيضا على وحدة كافة مكونات مجتمعنا في النضال الديمقراطي من اجل أردن وطني ديمقراطي وإسقاط الفساد و نؤكد على وحدتها أيضا في النضال التحرري من اجل فلسطين حرة عربية من البحر إلى النهر ونعلن رفضنا لكافة مشاريع تصفية قضيتنا المركزي القضية الفلسطينية عبر الأردن وفي مقدمتها اتفاقية وادي عربة وخيانة التطبيع والتوطين. وأننا نؤكد ان حق العودة مقدس لكل لاجئ من الشعب العربي الفلسطيني في الشتات ولا يجوز لأي جهة كانت التصرف بهذا الحق.
يا أبناء شعبنا الأردني العظيم .
لكم أن تعوا إن حريتكم واجب لابد من أدائه وان تمسككم بحقوقكم واجب لا يسهل ولا يمكن التنازل عنه ولهذا فنحن وإياكم مستمرون في مطالبنا حتى تحقيقها فشعبنا العظيم لن يقبل بعد اليوم البقاء تحت ظل الوضع القائم يعاني الأمرين نتيجة الظلم الفادح وتحول أدوات الحكم إلى أدوات تسلط وإفقار وتجويع في وقت نرى فيه الدولة مسخرة لخدمة مجموعة من السماسرة والفاسدين الذين عبثوا بكل شيء واستباحوا مقدرات الوطن مع سبق الإصرار وترصد .
عاش الأردن حرا سيدا بلا فساد ولا قمع
عاش الحراك نبض هذا الشعب وعنوان استزاد حقوقه