بقلم : يزيد كنعان /
اعتصام .. اضراب .. عاملون ينهون اضرابهم هنا.. واخرون يفضون خيمة اعتصامهم هناك بعد تلبية مطالبهم .. مصطلحات تغزو الاعلام الاردني منذ نحو عام بشكل يكاد يكون يومياً .
،هذه الظاهرة نشطت في المملكة تأثراً بامتداد ما يسمى بـ “الربيع العربي” ووصوله الى مملكتنا “السعيدة”.. هذا الامتداد الذي جاء بهدف اصلاح احوال الموظفين المعيشية .. وكأنهم لم يكونوا على قيد الحياة قبل “الربيع”.
وهناك من فسر هذه الاحتجاجات العمالية في أوجها بأنها “استقواء على البلد” وقت “المحن” … غير ان آخرين اعتبروا في ذلك نهوضاً شعبياً نحو الاصلاح الذي يجهل كثيرون أدواته وآلياته .
،وعودة الى الاعتصامات واخبارها التي تملأ الصحف والمواقع الاخبارية مثلما ملأت مختلف محافظات المملكة .. حبذا لو نشر خبراً مفتوحاً مفاده ” المملكة تعتصم في خيمة كبيرة ” على أن تنصب في ستاد عمان الدولي مثلاً لتوفير كلف استئجار الخيم الاعتصامية على المعتصمين من جهة ، وتوفير مكان يليق بربطات عنق الوزراء والنواب الذين يحضرون للوساطة في تلك المحافل من جهة ثانية، وحفظاً للمساحات التي تشغلها تلك الاخبار على صفحات الصحف والمواقع الاخبارية من جهة ثالثة.
وبحسب احصائية حول انجازات مديرية علاقات العمل،خلال الفترة من 1/1/2011 ولغاية 1/12/2011،،فإن 77 نزاعا عماليا جماعيا و6 إضرابات تمت خلال،العام،2011،ناهيك عن تلك الاعتصامات والاضرابات التي لم تأخذ شكلا قانونيا (أي لم تدرج في احصائيات وزارة العمل ).
ووفق مصادر وزارة العمل فقد تم حل النزاعات العمالية الجماعية من خلال مراحل عدة ، حيث المفاوضات المباشرة 61 نزاعا و12 نزاعا عبر مندوب التوفيق وثلاثة نزاعات حلت من خلال مجلس التوفيق وثلاثة نزاعات عبر المحكمة العمالية و16 نزاعا تم حلها بتدخل من وزير العمل .
وتم حل غالبية هذه الاعتصامات بتلبية مطالب نحو،،205408،عامل وعاملة الأمر الذي شكل عبئا اضافيا أرهق المؤسسات على اختلافها وفق اقتصاديين، غير أن السؤال المطروح اليوم هو : كم اعتصام عمالي بقي في المستقبل القريب؟
يقول مراقبون ان هذه الاعتصامات بدأت تأخذ منحى آخر على طريق الترهل وعرقلة عجلة البناء والاصلاح في ظل ما تشهده مؤسسات الدولة الرسمية والخاصة من تراجع ملحوظ في العمل والانجاز .. آن الأوان لتتفاعل ادارات المؤسسات الحكومية والخاصة مع موظفيها على اختلافهم وتحقق لهم الامن الوظيفي الذي يؤمن لهم ولاسرهم العيش بكرامة،،الامر الذي يدفع بهم لراحة فكرية توصل بالمحصلة الى مزيد من التفاني والعمل الجاد والمثمر.
كان عام 2011 عام نهضة للعاملين بعد اعوام من تأسيس المؤسسات.. فهل يكون،،2012 عام نهضة وإصلاح لتلك المؤسسات ؟
في نسبة وتناسب ، فإن هذه الاعتصامات كانت مبررة لتدني مستوى دخول المعتصمين في الغالب، ولتجاهل الادارات العليا لأوضاع هؤلاء لفترة زمنية طويلة (سنوات)، غير ان استمرار الاعتصامات لأجل كل شيء وبسبب كل شيء ولأجل غير مسمى ، سيقود في النهاية الى منعطف خطر يودي بمؤسسات الوطن ان كانت حكومية او خاصة … ناهيك عن حقيقة مفادها ان على من يريد الاعتصام اليوم ان يأخذ بالاعتبار ان هذا الاسلوب بات مستهلكا من وجهة النظر الحكومية والشعبية والاعلامية ايضا ، ما يضعف فرص تحقيق المزيد من المكتسبات للمعتصمين اليوم… وبالتالي فإن القاعدة التي ينبغي أن تسود هذه الأيام هي (الرضا بالقليل الدائم خير من الكثير المنقطع) “لا قدر الله” لمؤسسات الوطن على اختلافها.