إصلاح نيوز/
قال وزير الثقافة الدكتور صلاح جرار عضو اللّجنة العليا للمشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية إنَّ رئيس الوزراء عون الخصاونة رحَّبَ بقانون حماية اللغة العربية الذي يتم إعادة النظر فيه لتقديمه حين يتم إنجازه من قبل لجانه لمجلس الوزراء ومجلس الأمة.
وأضاف في كلمة افتتح بها اجتماعا عقد في المركز الثقافي الملكي للّجنة العليا للمشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية “لغتي وطني هويتي” صباح أمس إنَّه أصبَحَ لزاماً على وزارة الثقافة دعم الجهود التي تسعى إلى الدفاع عن اللغة العربية، وفي مقدِّمَتِها الجهود المبذولة ضمن هذا المشروع، وفي إطار قيام الوزارة بواجباتها نحو تحقيق الهدف الوطني والقومي النبيل.
وقال إنَّ اللغة تتعرَّضُ لانتقاص وإهمال وإساءة استخدام من أبنائها وفي عقر دارها، وما تواجهه من مشكلات وتحديات يتخذ أشكالاً عديدةً.
وأكَّدَ أنَّ اللغة العربية قادرة على استيعاب المنجزات العلمية الحديثة والتعبير عنها، خاصة أنَّ لغات أقل شأنا منها أثبتت قدرة على استيعاب العلوم الحديثة والتعبير عنها.
واستعرَضَ المشكلات التي تواجه اللغة العربية، قائلا إنَّ اللغة العربية الفصيحة أصبحت غريبة في ديارها.، واضاف جرار أنَّ اللجنة اجتمعت أكثر من مرة لتدارس ما يمكن عمله للتعامل مع المشكلات التي تواجه اللغة العربية، وشكَّلَت لجاناً متخصصة كان إحداها لاستكمال المساعي لإقرار قانون حماية اللغة العربية، وأخرى لمراجعة مناهج اللغة العربية في المدارس، وثالثة لبحث وسائل إثارة اهتمام المؤسسات الوطنية المختلفة باللغة.
وأشادَ عضو اللجنة العلامة الدكتور ناصر الدين الأسد بتجربة الجامعات السورية التي بدأت بتعريب التدريس باللغة العربية منذ العام 1991. وقال إنَّ الواقع العملي يدلنا على أنَّ التدريس باللغة الإنجليزية في العلوم لم يهئ للعرب أن يكون لهم إسهام في الحضارة الإنسانية، مؤكدا أنَّ التجاربَ أثبتت أنَّ التدريس باللغة العربية يؤتي ثماره. وقال الدكتور الاسد إنه لا يصح ان نقول ان اللغة العربية عاجزة عن مواكبة العصر، وهذا ما تحاول ان تقوم به اللجنة العليا للمشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية وهي تتلمس طريقها في عدد من القضايا دون أن يفهم أننا نقيم خصومة بين اللهجات العامية واللغة العربية .
وقالت عضو اللجنة ليلى شرف في الاجتماع الذي أداره الدكتور خالد الجبر “إننا نخشى أنْ تصبَحَ اللغة العربية لغة ثانية أو ثالثة، إذ أنَّ هناك استهتارا بإتقانها، إذ ضعفت هذه اللغة سياسيا وفكريا وحضاريا.، وأضافت شرف إنَّ اللغة العربية تستوعب الذات الوطنية القومية للعرب، وإذا ضعفت فإنَّها تضعف ذاتنا العربية، وأنَّ المسؤولية الأولى تقع على المناهج، ومن ثم على هيئة المرئي والمسموع مؤكدة أنَّ المناقشات وحدها لا تكفي ويجبُ أنْ تكونَ هناك خطة شاملة للتوعية.
وقدَّمت عبر الاجتماع مجموعة من المداخلات التي طالبت بإعلاء شأن اللغة العربية في المناهج والإعلام المكتوب والمسموع والمرئي ومن خلال الاعمال الدرامية ايضا.
وقال عضو اللجنة بلال حسن التل “كثيرة هي الأسباب والعوامل التي دفعتنا في مركز البيرق الأردني للدراسات والمعلومات بالتعاون مع نخبة خيرة من علماء الوطن ورجالاته المشهود لهم إلى إطلاق المشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية باسم (لغتي وطني وهُويتي) بعد مشاورات مكثفة مع المختصين والمهتمين، حتى تمَّ الوصول إلى إنضاج المشروع كمشروع تربوي ثقافي فكري حضاري، يعتمد أساساً على بناء الوعي بدور اللغة وأهميتها في حياة الأمة والمجتمع”.
وأضاف أنَّ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أدركوا تلازم القرآن والسنة مع اللغة العربية، فكانوا يحرصون على تعلمها وتعليمها ونشرها والدفاع عنها، وهو ما عبر عنه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوله (تعلموا العربية فإنها تزيد العقل والمروءة) فهذا القول للفاروق عمر يظهر بوضوح ان اللغة العربية هي خزان الأخلاق الحميدة التي تُربي الناس على المروءة والقيم السامية.
وتابع التل أنَّ من أول الأسباب التي دفعت إلى إطلاق هذا المشروع حجم التراجع الذي أصاب استعمال اللغة العربية ومكانتها في المجتمع، خاصة من قبل نسبة عالية من الشباب، وفي المرافق العامة، وفي القطاعات، إضافة إلى تراجع مناهج تدريس اللغة العربية في كل مراحل التعليم، ما يُشكِّلُ خطراً كبيراً على الهوية الحضارية للمجتمع بكل مكوناته الثقافية والتاريخية والاجتماعية.
ونوه التل الى ان ما جعل إطلاق المشروع أشدَّ إلحاحاً وضرورة أكثر من أي وقت مضى انتشار لغة جديدة صار يتخاطب ويتراسل بها الشباب، والتي تعرف (بالعربيزي) وتستخدم فيها الحروف الانجليزية لكتابة كلمات عامية عربية.
وأوضح أنَّ الدفاع عن اللغة العربية وسيلة لبناء الاعتزاز القومي والانتماء الحضاري للأفراد والجماعات، ولذلك فإن كثيراً من الشعوب ترفض التحدث بغير لغتها اعتزازاً بها وتعبيرا عن انتمائها القومي عبر تمسكها بلغتها.
وقال التل إنَّ للغة أهمية في تحديد مكانة الأمة، ودورها بين الأمم، حيث كانت اللغة وما تزال الأداة الرئيسية لبناء أي مشروع حضاري لنهوض الأمة، وهو ما أدركه مبكراً رواد الإصلاح والنهضة من أبناء أمتنا فسعوا إلى إحداث نهضة لغوية عربية لتكون هذه النهضة هي الرافعة لمشروع النهوض الكامل للأمة.-(بترا- تيسير النجار)