رسائل الحركة الإسلامية للحكومة تبدو متناقضة، وفي الوقت الذي يقول فيه حمزة منصور إنّ الحكومة مستهدفة في هذه المرحلة تماماً كالإخوان المسلمين، ممّا يشي بأنّ هناك تحالفاً غير معلن بين الطرفين، يخرج علينا العين عبد المجيد الذنيبات بموقف مفاجئ على شكل استقالة من مجلس الأعيان.
الذنيبات، القيادي التاريخي في الحركة، كان حسب قوله مخيّراً من القيادات الحالية بين الاستقالة من المجلس أو الإقالة من الحركة، وهو أمر يعني ضمناً أن الاخوان المسلمين لا يريدون المشاركة في هذه المرحلة، ويعني أكثر أنهم ذاهبون لافشالها، فالقرار لم يأت مع التعيين لنقول إنه موقف مبدئي، وجاء في توقيت معيّن ليحمل معه رسالة سياسية واضحة المعالم.
الواضح جداً أنّ الاردن الرسمي أيضاً يوجّه رسائل متناقضة للحركة، فاللقاءات مع قياداتها لم تنقطع، والتصريحات الإيجابية متواصلة، ولكنّ في المقابل هناك حوادث المفرق والجامع الحسيني وغيرها، فكأن سياسة العصا والجزرة هي العنوان، وكأن هناك مضموناً مرتبكاً لا يهدف سوى لكسب الوقت.
هذه الحالة لن تفيد مسيرتنا نحو الاصلاح السياسي، وستهيئ الأجواء المناسبة للتسويف والتأجيل، وبالتالي العودة للتوتير، وليس من بديل للتوصل الى تفاهمات ولو مرحلية على الاقل، فالرابح الوحيد من الواقع الحالي هو الشدّ العكسي الذي نرى انتعاشاً في مواقفه هذه الأيام.