كما يسييء، الجميع ما نسمع من تطاول على الجيش العربي المصري ومسيرته، ومحاولات يائسة للتشكيك بدوره وبتأريخه المجيد، وبأقلام وألسن يقال أنها مصرية حيناً وعربية حيناً آخر، وهي قطعاً أبعد ما تكون عن الأنتماء لمصر والأمة العربية ومبادئ العقيدة الاسلامية السمحة .
فالجيش العربي المصري هو الذي حمى الثورة المصرية وهو الذي أسس مع شقيقه الجيش العربي التونسي لمفهوم حماية ثورات الربيع العربي ، وكان عند حسن ظن الجماهير العربية المصرية والعربية فيه وصدق ما وعد به الشعب فيما يتعلق بحماية منجزات الثورة ومصالح مصر والسهر على الثغور ، إلا انه يبدو أن هنالك من المبتورين والمدفوعين بأجندات خارجية يسعون الى زعزعة الاركان التي بنيت عليها الثورة المصرية ، والتي أهم مرتكزاتها العلاقة الصميمية ما بين الجيش والشعب من جهة، وبين الإسلام كعقيدة والعروبة كقومية من جهة أخرى.
فهل يعقل أن يتم التطاول على الجيش المصري الذي يشهد له التاريخ العربي المعاصر مقارعته للصهاينة في أكثر من موقعة ، والذي تربى على حب مصر والأمة العربية والدفاع عن قيمها العقيدية، وبالتالي ما نلمسه من إستهداف لهذا الجيش العروبي من أناس أقل ما يقال عنم بانهم مسلحون أحياناً بأجندات خارج حدود الوطن، تقوم على رعايتها جهات أجنبية ، تتحصن خلف ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني. وفي أحيان أخرى تمتشق ” فكرة البعد الطائفي الكريهة” التي رفضها الأب “شنودة “، ذلك الرجل المصري القبطي المنتمي الى وطنه مصر والامة العربية ، والذي يسعى دائما الى وأد الفتنة والتسآمي على الجراحات التي تصيب هذه الأمة بدوافع خارجية.
لقد جاءت الثورة العربية المصرية لتؤسس هي وشقيقاتها الثورات العربية الآخرى من تونس الخضراء الى اليمن السعيد الى مملكة الزباء مروراً بالتراب الذي ضم بين جناحيه ثرى الشهيد عمر المختار ، لربيع عربي لن يأتيه الخريف يقدرة الله ، وليجعل من هذه الأمة المهمشة أمة لها حضورها على الساحتين الاقليمية والدولية. وفي نفس الوقت نقول للذين يحاولون الإساءة للجيش العربي المصري والتطاول على دماء شهدائه الطاهرة، بأن التراتيبية العربية المصرية لن تنجر الى صراعات بينية يسعى العدو الصهيوني وأصحاب الاجندات الاقليمية كالصفويين الجدد إثارتها في مصر المحروسة .
كما إننا واثقون بأن القيادة العسكرية المصرية حارسة الثورة ستنأى بنفسها عن كل من يحاول تقويض أركان الثورة العربية المصرية، وستقود الشعب العربي المصري الى ما يصبو اليه وهو تشكيل حكومة مدنية، شاءت قدرة الله ومن ثم إرادة الشعب أن تكون هويتها إسلامية- عربية، وسيبقى الجيش العربي المصري هو الحارس الأمين، ليس على أمن مصر وحدها، وإنما على أمن الأمة العربية من تطوان الى المحمرة .
لقد عانينا كثيراً من غياب الروح القومية للسياسة المصرية لفترة تجاوزت العقود الثلاث، إلا اننا اليوم أمام احمد عرابي جديد وعبد الناصر جديد ، وقطعاً سياسة جديدة تعيد اللحمة وصلة الرحم بين الأمن القومي المصري والآمن القومي العربي، ونقول للشعب العربي المصري ثورتكم ناجحة وستقود الأمة إلى ربيع آخر لن يأتيه الخريف لا من أمامه ولا من خلفه ولا من بين يديه بأذن اللة .
Almajali74@yahoo.com