ما أحوجني إليك وأنتي لا تعلمي بذلك ...
أنا هنا ... في غربتي ...
أبكي احتياجاً إليك ...
أكاد أجن ...
أكاد أفقد عقلي ...
وأنتي لا تعلمي بذلك ...
أنا هنا يسكنني حبك ...
ويتملكني الشوق إليك ...
ويأسرني الحنين ...
وأنتي لا تعلمي بذلك ...
كيف لي أن أخبرك ؟! كيف لي ؟!
كيف لي أن أخبرك بأني أحبك وأهواك ؟!
كيف لي أن أخبرك بأني أشتاق إليك ؟!
كيف لي أن أخبرك بأني أحن إليك ؟!
كيف لي أن أخبرك بأني أحتاجك ؟!
أحتاج قربك في مواطن البعد ...
أحتاج عطفك في مواقيت القسوة ...
أحتاج لمساتك وحنانك في مواسم الخوف...
أحتاج كلماتك وأحضانك في ساعات الحزن والألم ...
أحتاج أن أسمع نبض قلبك ... ونسيم أنفاسك ...
كيف لي أن أخبرك ؟! كيف لي ؟!
لن أكتب الكثير على الرغم من أني :
كتبت الكثير ... وسأكتب الكثير ...
فأنا لا أمتلك أمام برودك سوى :
الخوف واليأس والحطام ...
والحزن المتسلل إلى عروقي وشراييني ...
يذيب بحرارته أدمعي الرقراقة ...
أمام جفاف الصحاري ...
أبكي ... وأبكي ... وأبكي ...
أصرخ بصمت مدوي ...
يخترق أنحاء الروح ...
ويجوب أنحاء الجسد ...
فأنتحر ...
لأحتضر ...
في مقابر الشوق والحنين ...
فمتى ؟! متى يا سيدة القلب ...
متى يأسرك حبي كما أسرني حبك ؟!
ومتى يمزقك الشوق كما يمزقني ؟!
ومتى يشتتك الحنين كما يشتتني ؟!
ومتى يبعثرك الاحتياج إلي ؟!
متى ؟!
كي أعذبك كما عذبتيني ...
وكي أهجرك كما هجرتيني ...
وكي أجافيك كما تجافيتني ...
متى ؟!
كي أبتعد عنك وأرحل عنك لتبحثي عني ...
كي أقطع الوصال لأجبره على أن يأتي منك ...
متى ستروين ...
أبجدياتي العطشى ...
وحروفي الظمأى ...
وكلماتي المتلهفة لمعانقة عطاؤك ؟!
متى ستحمليني على ولادة أبجديات عانت من العقم ...
في مواقيت غيابك ...
متى ستحيلي دمعتي إلى ابتسامة ...
متى ستجبري خاطري المكسور من قسوة جفائك ...
منقول للأمانه