وافق ذوو المواطن المنتحر أحمد مطارنة (52 عاما)، الذي توفي أول من أمس، بعد إضرامه النار في نفسه بمنطقة وسط البلد في عمان، على تسلم جثته صباح اليوم، من المركز الوطني للطب الشرعي في مستشفى البشير الحكومي، وفق ما أكده نجله علاء لـ”الغد”.
يأتي ذلك في وقت نفذ فيه عشرات من ناشطي الحراك الشعبي والشبابي اعتصاما، معربين عن استيائهم من الأسباب التي دفعت المطارنة إلى الانتحار، مطالبين بالإسراع في تنفيذ الإصلاحات. وقال علاء مطارنة إن “عشيرته عقدت اجتماعا في لواء عي بمحافظة الكرك أمس بشأن وفاة والده وأسبابها والظروف التي أحاطت بها”، محملا “الجهات الرسمية مسؤولية إقدام والده على الانتحار، بعد أن كان نجا مرتين قبل الحادثة الأخيرة”.
إلى ذلك، أكدت مصادر أن المطارنة كان يعمل في أمانة عمان الكبرى، وأحيل إلى الاستيداع قبل نحو عام ونصف العام، وسبق أن حاول الانتحار قبل هذه المرة، لكن المسؤولين بالأمانة استدعوه وقدموا له مساعدات، من بينها منحه أولوية القرض الإسكاني البالغ قيمته 30 ألف دينار”. وعقبت “الأمانة” على هذه الحالة، قائلة إن “المواطن الذي أضرم النار بنفسه، هو أحد موظفي الأمانة السابقين، وعمل لديها بوظيفة مأمور عهدة”.
وأشارت إلى أن “المواطن المعني” كان أحيل إلى الاستيداع في العام 2010، بموجب قرار لجنة شؤون الموظفين مع عدد من زملائه.
وأكدت أنه حصل على مبلغ تعويض من صندوق الضمان الخاص بموظفي الأمانة بلغ 8 آلاف دينار، يضاف إليها مبلغ 750 دينارا تسلمها حال تركه الخدمة.
ولفتت الأمانة إلى أن “المواطن راجعها مطلع العام الماضي، شارحا ظروفه المادية، وطالبا منحه قرض الإسكان الخاص بموظفي الأمانة بالسرعة الممكنة، ما استدعى إدارة الأمانة النظر في طلبه من منظور إنساني، إذ تم منحه 30 ألف دينار، وإعطاؤه الأولوية قبل العديد من زملائه لظروف إنسانية”.
وتعاني أسرة المواطن أحمد المطارنة، المكونة من 15 فردا، اثنان منهم على مقاعد الدراسة في الجامعة، من ظروف اقتصادية قاهرة، من بينها أن بيته بالإيجار، ومؤخرا قطعت شركة الكهرباء التيار عن منزله بسبب تراكم الفواتير”، وفق ابنه علاء.