،، رغم كل فوائد الهاتف الجوال (الموبايل) ومع كل ايجابياته وحسناته في حالات الضرورة،رغم ذلك كله اتمنى احيانا لو بقينا على الهاتف الأرضي…ولم يصل الينا الهاتف الخلوي،كم[/p]زهير عبد القادر
هو عدد حوادث السير التي تحدث على طرقاتنا وشوارعنا ويقع ضحيتها الأبرياء من المواطنين بسبب هذا الشيطان الصغير الذي يدعى (الموبايل)؟. أرتجف خوفا عندما أرى في شوارعنا بعض سائقى السيارات يسيرون بسرعة جنونية بيد واحدة وانشغال الأخرى بحمل الهاتف الجوال.عندنا في الأردن وفي جميع انحاء العالم،،يمنع استعمال الهاتف المحمول اثناء القيادة ويغرم كل من يخالف ذلك بمبالغ مختلفة وليست بالقليلة…لم تقم الحكومات ودوائر السير في العالم بفرض هذه العقوبات والقوانين على سائقي السيارات الا بعد الدراسات والتجارب الميدانية،،العديدة والمختلفة والتي اجراها خبراء في قوانين السير وعلم النفس وتم خلالها دراسة تأثير أستعمال الموبايل أثناء القيادة على سرعة انتباه السائق وردود فعله…الأدهى والامر تجد بعض السواقين يقرأ،،الرسالة(المسج )مثلا او يرد عليها اثناء السير او يبدأ بالبحث عن الأرقام للأتصال مع صديقة او صديق اثناء تواجده في ازمة سير للتسلية فقط…وهذه الحالات ليست بالقليلة .
،،،،،،،،وقد أثر الهاتف الخلوي ايضا على عملية التواصل المباشر بين الناس وقد راقبت بعض المشاهد السلبية أرويها لكم باختصار…يحضر عندي صديق لزيارتي مثلا …يقرع الجرس…أفتح له الباب مرحبا…يمد لي يدا للسلام علي بها وفي اليد الأخرى يضع الموبايل على أذنه…يدخل الى صالون بيتي والمكالمة مستمرة …أجلس الى جانبه محرجا مجبرا ان أسمع مكالمة لا لون لها ولا رائحة ولا تهمني لا من قريب ولا من بعيد…وبعد دقائق من الزمن ينهي صديقي الفاضل مكالمته وتنفس الصعداء وابدأ الحديث مرحبا به مرة اخرى…وبعد ثوان تسمع لحنا مزعجا اتى من هاتف صديقنا ليبدأ بالحديث الهاتفي من جديد…وهنا اسأل نفسي هل هذه المكالمات ضرورية لايمكن تأجيلها ؟ ولماذا لم يمكث صديقنا في بيته ويستقبل هذا الكم الهائل من المكالمات الهامة ويريحني ويريح نفسه؟
،،،،،،،،،،مثل هذا السيناريو يحدث معنا ايضا عندما نلتقي مع صديق نود استشارته بموضوع ما او قضية مهمة…نلاحظ انقطاع الحديث مرارا بسبب هذه المكالمات الهاتفية المتكرره…وبالتالي انقطاع حبل التفكير والتركيز…فانت لا تعرف توصيل الرسالة بوضوح و هو لايفهمك لأن تركيزه مع المكالمات الهاتفية المتتالية وليس معك.
،،،،،،،،أليس من الأدب والأخلاق والسلوكيات الجيدة ان نستغني بطريقة من الطرق عن هواتفنا الخلوية،،عندما نكون في زيارة،،صديق من الأصدقاء او عند الطبيب او في زيارة لمريض يرقد على سرير الشفاء،،او نستضيف احدا في منازلنا؟ أليس من الأفضل لنا وحرصا على حياتنا وحياة الأبرياء من ابناء وطننا ان نؤجل مكالماتنا الهاتفية الى حين وصولنا الى مكاتبنا او منازلنا؟
،،،،،،لم يبق في جعبتي شيئا الا ان تمنى للجميع السلامة وللمدمنين على الهاتف النقال الشفاء العاجل…صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com