أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في JO1R FORUM | منتديات شباب و صبايا الأردن، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

هذا•• او الطوفان !!

بقلم: فهد الريماوي وقى الله الاردن الغالي شرور هذه السنة الوليدة والجديدة، وحماه من اخطارها واضرارها ومفاجآتها الداهمة، فهي سنة كبيسة وتعيسه باكثر



10-01-2012 01:20 مساءً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 22-12-2011
رقم العضوية : 48,213
المشاركات : 8,783
الجنس :
قوة السمعة : 429,526,866
218
بقلم: فهد الريماوي
وقى الله الاردن الغالي شرور هذه السنة الوليدة والجديدة، وحماه من اخطارها واضرارها ومفاجآتها الداهمة، فهي سنة كبيسة وتعيسه باكثر من معنى، وهي عربة متهورة ومعبأة بالنذر والتهديدات والاحتمالات السلبية، وهي ابنة غير شرعية “لعام الرمادة” المعروف في التاريخ العربي القديم•
لسنا ندعي علم الغيب والتنجيم السياسي، ولا نزعم امتلاك القدرة الخارقة على التشوف والاستبصار والاحاطة بمستجدات المستقبل، ولكننا نحاول قراءة الوقائع والاحوال الحاضرة بعيون استشرافية، ومد خطوط الواقع على استقامتها الى الامام، واستعارة موهبة “زرقاء اليمامة” في الرؤية البعيدة المدى، وقديماً قال الاديب الفرنسي اميل زولا : “فن السياسة ان ترى قبل الآخرين”•
بداية، لدينا استعصاء سياسي مزمن يتمثل في المراوحة في نفس المكان لاكثر من عام، حيث مازلنا نسمع جعجعة ولا نرى طحناً، ونقرأ وعوداً لا تجد طريقها نحو التحقيق، ونشهد تبدلاً في الحكومات والوجوه والاسماء، ولكننا لا نلمس تغييراً على الارض، او تطويراً في البرامج والمناهج والاجندات•• فالاصلاح السياسي مازال حبراً على ورق، وهدفاً بعيد المنال، وموضوعاً للت والعجن والجدل الذي لم يسفر حتى عن صك قانون انتخابات نيابية جديد، في حين ظلت السياسة الخارجية التي تحتاج بالقطع الى اكبر عملية اصلاحية، خارج حدود الجدل والاهتمام العام، رغم ان عمان قد تحولت منذ بضعة ايام، وبالضد من ارادة الشعب، الى عراب للتطبيع المجاني والمفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية العبثية والهادفة الى اظهار نتنياهو بمظهر الراغب في تحقيق السلام، شأن ما كان عليه الحال المصري في عهد السمسار المخلوع حسني مبارك•
لدينا ايضاً ازمة مالية واقتصادية خانقة، وربما غير مسبوقة في هذا القرن، فالمديونية في تصاعد مخيف، وعجز الموازنة العامة تجاوز كل الخطوط الحمراء، وتحويلات المغتربين في تناقص مستمر، واحلام الانضمام لمجلس التعاون الخليجي تحولت الى اوهام ذهبت ادراج الرياح، فيما تشتد قبضة الفقر والبطالة والغلاء على رقاب السواد الاعظم من الناس، وهي مرشحة للمزيد من السطوة والقسوة بمجرد ان تبدأ الحكومة في رفع الدعم تدريجياً عن اغلب السلع والمحروقات•
هناك ايضاً عنف اجتماعي متصاعد يعبر عن ذاته دورياً في صيغة اشتباكات جهوية وعصبوية، ومشاجرات طلابية في معظم الجامعات، وقطع للطرق وحرق للمؤسسات العامة، وليس من المستبعد ان يؤدي تفاقم ويلات الغلاء والبطالة والفقر الى تسعير هذا العنف المخيف، ناهيك عما طرأ مؤخراً من صدام سوف يكون له ما بعده، بين اكبر قطبين شعبيين، هما الحركة الاسلامية، والمؤسسة العشائرية التي فرضت، على مدار العام الماضي، وجودها السياسي والاجتماعي، واصبحت لاعباً مهماً في ساحة الحراك الشعبي الراهن•
لدينا ايضاً ادارة حكومية رخوة، وسلطات شديدة الارتباك في صناعة القرار، في حين تتصاعد بين ظهرانينا وتائر الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، علاوة على الازمات الخارجية الاقليمية والدولية التي تحيق بنا وتعصف بما حولنا•
لم يعد هذا النمط من الدوائر الحاكمة مؤهلاً لتحقيق ادنى الطموحات العامة، او درء ابسط التحديات الضاغطة، او حتى الحفاظ على هيبة الدولة وتماسكها، وقد بُحت اصواتنا ونحن ننادي، منذ عدة اعوام، بتغيير هذا النمط البائس والفاشل من انماط الحكم، وبتشكيل حكومة ائتلاف وطني تقوى على النهوض بالبلاد والعباد، ولكن لا حياة لمن تنادي•
لدينا ايضاً فوضى اعلامية قاتلة ومدججة بالغام الفرقة والانقسام، فهناك مئات المراكز الصحفية والاعلامية التي تضخ سيول الكلام بلا ادنى حدود المهنية والمصداقية والمسؤولية والتقاليد الصحفية، بعدما دخل على خط الاعلام كل من هب ودب، ودون سابق اعداد او استعداد او لياقة ادبية واخلاقية، الامر الذي ادى الى الكثير من البلبلة والتشهير والاتهام والتنابز بالشائعات، بدل التوجيه والتثقيف والتنوير وقيادة الرأي العام نحو التراحم والتسامح والرشد، ولو صدقنا كل ما قيل ويقال في سائر الاعلاميات الورقية والالكترونية الاردنية لما تميز الصالح عن الطالح، ولما بقيت شخصية اردنية واحدة خارج نطاق الخيانة والعمالة والفساد والارتزاق•
غير ان الاهم من كل ما تقدم، هو خطر المباعدة المتنامية يومياً بين القمة الرسمية والقاعدة الشعبية، وزيادة معدلات الريبة وسوء الظن وضعف الثقة بينهما، اذ ليس هناك اخطر وافدح من استفحال مناخات التدابر والتنافر والجفاء بين الحاكم والمحكوم، وفقدان عرى التوافق والتفاهم والاحترام بينهما، وسقوط مهابة ونزاهة ومصداقية اهل الحكم من عيون المحكومين، شأن الحاصل حالياً جراء ما تكشفه التحقيقات القضائية والمتابعات النيابية من بلاوي النهب والفساد التي اقترفها نفر من كبار رجالات الدولة واركان الحكم الذين كان بعضهم، ومازال البعض الآخر، يتحكمون بمصائر العباد والبلاد، ويتصرفون كما لو ان الدولة محض مزرعة خاصة يتملكونها وحدهم دون غيرهم•
لكل ما تقدم وغيره كثير، نضع اليوم ايدينا على قلوبنا، ونكتب – بل نصرخ – منذرين ومحذرين، فالاوضاع مرشحة للمزيد من التصعيد والتعقيد، والاخطار محدقة بنا من كل جانب، والاوهام التي طالما طمأنتنا الى سلامة اوضاعنا لم يعد لها محل من الاعراب، وقد سبق لدول عربية اكبر منا واقوى واغنى، ان نامت على وسائد الوهم لتصحو في اليوم التالي على اعنف المعارك والحروب الاهلية•
غير معقول استمرار الحال على هذا المنوال•• غير معقول بقاء غيارى المفكرين الاستشرافيين قيد القعود واللا ابالية•• غير معقول الركون الى الضمانات الدولية والتعهدات الاجنبية•• غير معقول التظاهر بالاطمئنان، فيما الوقائع كلها تثير اقصى حالات القلق•• غير معقول مواصلة سياسة الترقيع والتعديل والتأجيل، فيما يتطلب الامر مبادرة وطنية حاسمة، ومشروعاً استراتيجياً عاجلاً وشاملاً يعيد انتاج المعادلة الاردنية من جديد•
نعلم ان احداً من كبار المسؤولين لن يقرأ، واذا قرأنا فلن يكترث او يقتنع، وحتى لو اقتنع فانه لن يقوى على التصرف المطلوب•• ذلك لان المطلوب هو عقد مؤتمر وطني عام يضم ممثلين منتخبين من سائر ارجاء البلاد، ويخلص الى وضع “ميثاق وطني” يشكل عقداً اجتماعياً جديداً بين الحاكم والمحكوم، ويمهد لانتاج حكومة ائتلاف وطني تضم خيرة ممثلي الطيف السياسي والاقتصادي والاجتماعي الاردني، وتحوز فعلاً لا قولاً على الولاية الدستورية العامة التي توفر لها فرصة العمل بكل حرية على وضع الخطط التنموية، والبرامج النهضوية التي من شأنها تحقيق نقلة نوعية في الحياة الاردنية•
هذا او الطوفان !!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد




الكلمات الدلالية
لا يوجد كلمات دلالية ..









الساعة الآن 04:10 AM