يقول ناحوم برنياع ــ المراسل الصحفي الإسرائيلي المتردد على مصر منذ سنة 1977 وحتى سقوط مبارك: « اتفاق السلام مع مصر هو نجاح كبير ، فقد عطل أكبر وأخطر أعداء إسرائيل وشق الطريق للاتفاقتين التاليتين «مع فلسطين والأردن» ومنحنا حدوداً طويلة وهادئة. فرّغ الجيش الإسرائيلي لمهمات أخرى. إن إسرائيل مدينة لمبارك ورجاله بالكثير، بما في ذلك ما فعلوه علناً وما فعلوه سراً. مصلحة متبادلة شدت هذه الدولة الى تلك قبل 33 سنة. المصلحة لا تزال قائمة» (الغد في 1/1/2011).
أما الصحفي الإسرائيلي الآخر إيلي شكيد، فقد اعتبر السلام مع مصر هو «الذخر الاستراتيجي» لدينا بعد العلاقة مع أمريكا، وأنه وفر لإسرائيل أكثر من ثلاثين مليار دولار منذئد». ولعلّ هذا يفسّر وصف بنيامين اليعازر تنحية صديقه مبارك ومحاكمته باليوم الحزين. ولم لا – أيضا ً- فهما يشتركان في الزيف المتمثل بصبغ الشعر بالأسود.
عجبي ليس من الصحفيين والكتاب الإسرائيليين على هذا البوح المعروف لكل مصري وعربي وسياسي لأنه أكد لهم ما يعرفونه. عجبي من الصحفيين والكتاب المصريين والعرب الذين لا يشيرون إلى خيانة مبارك العظمى مرتين للعراق ولملايين المصريين الذين كانوا يعملون ويقيمون هناك كالمواطنين المتمثلة في العمل مع أمريكا وإسرائيل لتدميره وإزالته من على الخارطة، مع أنه كان القوة الإقليمية العربية الحامية لآسيا العربية من أطماع القوى الإقليمية الأخرى الثلاث. نعم. لقد أخطأ العراق في احتلال الكويت، وكان يجب أن ينسحب منها وأن يعتذر لها وأن يعوضها على فعلته الشنيعة، فالكويت لمن يعرف ولا يعرف كانت الممول الأول للعراق في أثناء حربه مع إيران، والداعم الأول للتنمية، في البلدان العربية الفقيرة والمحتاجة ، والراعي السخي للثقافة العربية، ولكن الإطاحة بالعراق الدولة جعل آسيا العربية كاليتيم بدون كفيل.إن إيران وتركيا وإسرائيل تصول وتجول في المنطقة بينما العرب بعد تدمير العراق غائبون أو حائرون وربما ضائعون، ومع هذا لا توجه تهمة الخيانة إلى مبارك … ولا يبدو أن أحداً او جهة تدعو إلى محاكمته عليها على بشاعتها ونتائجها وتداعياتها الكارثية.