إصلاح نيوز- مروة بني هذيل/
يطمح معظم الطلاب الذين ينهون درجة البكالوريوس في تخصصات مختلفة وخاصة العلمية في استكمال دراساتهم العليا لمجالي الماجستير والدكتوراة، وهذا طموح مشروع لكل طالب مجتهد يريد أن يتقدم بنفسه الى الأفضل.غير أن هناك طلاباً يرون أن اشتراط النجاح في امتحان (التوفل) للتسجيل لدرجة الماجستير بأنه يشكل عقبةً بينهم وبين الطموح ولوج الدراسات العليا، مع أن اخرين يرون أن النجاح في التوفل يشكل رافداً قوياً للطالب في مجال المعرفة واعداد الدراسات والابحاث من خلال اطلاعه على ثقافات الاخرين، فاللغة الاجنبية وخاصةً الانجليزية هي سبيل مهم للتعرف على الاخر وثقافته وحضارته وعلمه.
من هنا أردنا أن نستطلع اراء طلاب ومختصين للوقوف على تقديرهم لأهمية النجاح في التوفل من عدمه كطريق لاستكمال الدراسات العليا للطالب.
تنازلت عن المنحة الدراسية بسبب التوفل،
يعبر الطالب يحيى السيف عن حزنه لما تعرض له في وجه طموحه، يقول:” تخرجت من الجامعة بتخصص هندسة مدنية بتقدير امتياز، وذلك بدافع حبي لدراستي ورغبتي العالية في استكمال الدراسات العليا، وبعد عامين جاءني خبر قبولي لمنحة ماجستير، ولم يكن أمامي سوى شهرين، ورغم فرحتي الشديدة بهذا الانجاز الا أنني اضطررت أن أتنازل عن المنحة الدراسية لأنني لم أتمكن من اجتياز امتحان التوفل الذي كان شرطاً الزامياً لمتابعة الدراسة وذلك لضيق الوقت الذي كان أمامي.”
التوفل أمر تعسفي وليس منطقيا
من المستفيد من امتحان التوفل؟؟
يتساءل الطالب عمر الحباشنة :” اشتراط اجتياز امتحان التوفل باللغة الانجليزية او غيرها من اللغات الاجنبية أمر طبيعي للطالب العربي الذي يطمح أن يدرس بجامعة أمريكية، لكن ما الداعي لاشتراط التوفل في الأردن ومن قبل جامعات أردنية لتخصصات تدرس باللغة العربية.. فمن المستفيد من امتحان التوفل؟؟.. أعتقد أن المستفيدين الوحيدين هم مراكز اللغات لتعلم الانجليزي من خلال الرسوم الباهظة التكاليف لاجتياز مستويات اللغة كاملةً وامتحان التوفل الذي يصعب النجاح به من أول مرة..ولهذا السبب لا استغرب لجوء الطلاب الى تزوير الشهادة لينتقلوا الى المرحلة التالية.”التوفل حصانة لكل طالب علم،
يؤكد استاذ اللغة الانجليزية حازم الخضراء بأن اللغة الانجليزية هي اللغة الثانية بعد اللغة الأم (اللغة العربية)، يوضح:” الطالب عندما يملك حصانة اللغة الانجليزية فهو بذلك يتمكن من التعامل مع كافة الجنسيات، غير قدرته الواسعة على فهم ثقافات الغرب من خلال ادراكه الواسع ولغته، فهو لا يحتاج الى مترجم..”يضيف:” التوفل لا يمثل عقبة للطالب، بل فرضه عليه يجب ان يكون دافعاً له لتعليمه.. غير ان امتحان التوفل ما هو الا مراجعة لكل ما تم تعليمه خلال اثنى عشر سنة دراسية، وقد يعاني الطالب الضعيف من ذلك فيضطر لأخذ دورات انجليزي تمكنه من اتقان ما تم دراسته سابقاً، وأنا أفضل أن يحصل كل طالب على شهادة التوفل.”
من جد وجد.. ومن زرع حصد
تشير لينا مشريش مديرة احد المراكز لتعلم اللغة الأنجليزية الى ان تعلم اللغة الانجليزية ليس أمراً صعباً، تضيف:” أغلب المراكز التعليمية تمنح الطالب فرصة التهيئة لامتحان التوفل من خلال تسجيله في الدورة التحضيرية لامتحان التوفل، وبها يأخذ كل ما يلزم للاجتياز الامتحان، غير أن أغلب الطلبة الذين درسوا في هذه المراكز استفادوا بشكل كبير مكنهم من النجاح من أول محاول للاختيار.. وبذلك لم يشكل التوفل عقبة لهم، فالموضوع يرجع الى مدى ارادة الطالب في التعلم..فمن جد وجد ومن زرع حصد.. ومن سار على الدرب حصل.”لم أتمكن من دراسة ما أريد.،
العشريني ضياء يعقوب يعيش مع أهله في قطر، كان يحلم بأن يصبح مهندساً ، يقول:” جميع الجامعات في قطر تتطلب شهادة التوفل قبل دراسة أي تخصص.. حاولت أكثر من مرة لدراسة الانجليزي بالشكل العميق المطلوب ولكنني لم أتمكن، وبعد أن يئست، قررت أن أدرس في الأردن، ومررت أيضاً في نفس المشكلة أن تخصص الهندسة يتطلب اجتياز امتحان التوفل، رغم أن المواد الدراسية جميعها تدرس باللغة العربية، وأيضاً لم أستطع النجاح في الامتحان، لأنني في داخل نفسي أصبحت أرى الموضوع عقبة تطارني في كل طريق أشقه..واضطررت أن أدرس تخصص الادارة لأن مسيرته لا تحوي أي عقبات.”التوفل عقبة في وجه الماجستير
ومن جانب اخر.. تعاني الصحافية دانة عبدالله مشكلة في امتحان التوفل، تقول:” تخرجت بكالوريوس صحافة واعلام بتقدير جيد جداً، وها أنا الان أعمل في مجال الصحافة بإحد، المواقع الالكترونية، وبعد سنة من تخرجي واكتسابي خبرة عملية، قررت أن أكمل دراسة الماجستير في معهد الاعلام الاردني، وحين استفسرت عن المنح الدراسية، قيل لي أن معدلي يؤهلني لاحصل على المنحة لكن يشترط أن يكون معي شهادة توفل، ولغلاء أسعار المراكز وطول مدة التعليم.. لم أجد حتى الان مركزاً مناسباً يؤهلني لاجتياز الامتحان، فالتوفل عقبة في وجه طموحي.”