يلام طالب المدرسة الذي يختار الفرع الأدبي على اختياره, باعتبار أن “العلمي” أكثر وجاهة مدرسية, ولكن تلك الأولوية في الوجاهة ل¯”العلمي” تنتهي مع انتهاء المدرسة ومغادرتها نحو الحياة حيث اختبار الوجاهة الحقيقي.
تعتبر تخصصات مثل الآداب والقانون والسياسة والشريعة والصحافة ميادين رئيسية لإنتاج الوجهاء, بينما يحتاج صاحب التخصص العلمي إلى مقدار من “الميول الأدبية”, كأدوات تعينه في المستقبل على تحقيق قدر ولو قليل من الوجاهة.
بعض الذين “قبضوا” التخصص العلمي “عن جد”, وأفنوا أعمارهم في المختبرات العلمية مع الأرقام والمعادلات وقوارير التجارب المخبرية, يعودون إلى مجتمعهم فيرون زملاءهم الذين “راحوا أدبي” وقد اعتلوا المنابر خطباء وشعراء ووعاظاً, يتصدرون المجالس ويُعطون الأولوية في الكلام حتى عندما يتعلق الأمر بقضايا العلم والتكنولوجيا.
في السنوات الأخيرة, تزايد الطلب على الوجاهة بعد أن اغتنت بمفاهيم ومعطيات جديدة تناسب التغيرات, وفي هذه الأثناء ازداد شعور أصحاب التخصصات العلمية بالغبن, لأن لا أحد في المجتمع يبدو على استعداد لأن يستمع إلى خطاب في الفيزياء أو موعظة في الكيمياء أو يقرأ بياناً بيولوجياً..
المطلوب إعادة النظر في أسس توزيع الوجاهة في المجتمع, أو إعادة النظر بتقييم قرار الطالب عندما “يروح أدبي” بحيث يعتبر هذا القرار دليلا على بعد النظر.
العرب اليوم