أصدر نواب الجنوب الاحد بيانا يهاجمون فيه إدارة شركة البوتاس العربية على إثر زيارة النواب للشركة الخميس الماضي لمطالبتها بدور فاعل في حل مشاكل البطالة والفقر والتلوث في المنطقة.
ووصف البيان الشركة “بالتعالي والانعزالية” والتعاطي بشكل سلبي مع أزمات الناس من اجل البحث عن “الملايين من الدولارات”.
وطالب النواب في البيان إدارة الشركة بالتعاون مع نواب المنطقة، وإيجاد حلول لمشاكل البطالة في المنطقة عوضاً عن التلوث البيئي الخطير الذي يلقي بظلاله على سكان المنطقة.
ويذكر أن موقع “عمان نت” قد نشر عن منح شركة الفوسفات لنواب الجنوب 10 وظائف،إضافة لمنحتين دراسيتين وهو ما أكده لاحقاً نواب تحت قبة البرلمان.
وفيما يلي نص البيان
حين انشأت الشركات الكبرى في الجنوب، كان من اول اهدافها ان يكون لها دورٌ محوري و رئيس في تنمية المجتمعات المحيطة، ومساهمة فعّالة في الحد من مشكلة الفقر بتوظيف اصحاب الكفاءات من العاطلين عن العمل، وكذا تفعل الشركات في كل العالم، فمن اهم اهدافها، الحرص على علاقة تنموية مع المجتمع المحيط، ووقايته من اسباب التلوث بكافة اشكاله.
لا احد يدري لما يختلف الامر بالنسبة لشركة البوتاس العربية مثلا، وهذا واقع لمسناه في زيارة عدد من نواب الجنوب لادارة الشركة، يوم الخميس الموافق 05/01/2012م، وطالبوا الشركة بتفهم الدور المطلوب منها، وإبداء قدر أكبر من المسؤولية من خلال التعاون الجاد مع النواب والمجتمع المحلي، وما يفرضه عليها الواجب من مسؤولية أمام الوطن والمواطن، فما رأيناه كان نموذجاً سيئاً للتعاطي مع ازمات الناس، واتضح جليا لنا، ان ادارة الشركة اقامت فعلا بينها وبين الناس جدراً عالية من الانكفاء على الذات، واتخذت لها هدفاً واحدا، البحث عن الملايين من الدولارات، فسخّرت لهذا الهدف الكثير من الانعزالية والتعالي والتلوث، وبضع عشرات من الاردنيين الذين يحملون على عواتقهم عبء الانتاج، بينما تحمل الادارات في المكاتب عبء التعجرف والتعالي على الناس، وتقوم بمهمة اغلاق الابواب في الشركة التي من اول واجبات ادارتها زيارة قطر ورحمة وغور الصافي والمزرعة ووادي الكرك، وكل البلدات والتجمعات التي لم يأخذ سكانها من البوتاس الا تلوث البيئة والامراض، وشهداء الملاحات التي تخترق هدوئهم وشوارعهم واجسادهم لتترك اثرها البيئي الخطير، والبنية التحتية المتهالكة، وراء ظهرها.
ينتظر الناس من شركة رابحة ان تؤتي اكلها للوطن وعلى الاقل للمجتمعات المحيطة، وكنا نتوقع ان نلمس تعاونا مع الناس ومع نوابهم، رغم ان ما يأمله الناس من الشركة لا يتعدى في اطاره عددا من الخطوات التي تسهم في تنمية الناس والمجتمع، كالقيام بفتح باب التأهيل والتدريب لأبناء المنطقة وإعطاءهم الأولوية في العمالة، وإيجاد فرص عمل لأبناء محافظات الجنوب بشكلٍ خاص، ولكافة المحافظات بشكلٍ عام، مساهمةً في حل مشكلة البطالة المتزايدة في الجنوب، وإنشاء المشاريع الإنتاجية بالتعاون مع البلديات والجمعيات للحد من مشكلة الفقر المتنامي في المنطقة الجنوبية. وهي كما ترون خطوات يمكن ليوم انتاج واحد في الشركة ان يحققها.
سنبقى صوت الصامتين الغاضبين، وسنبقى نعمل ما استطعنا حتى تكون البوتاس والفوسفات والاسمنت اشجار وطنية تظلل عروقها، وتنمي محيطها بفرص عمل ودورات تدريب وتأهيل، ولن نترك طريقا يحثّ ادارات هذه الشركات على القيام بواجباتها المجتمعية والوطنية، الا سلكناه.