كتب : حسين بني هاني
حسين بني هانيعنف الجامعات ظاهرة خطيرة واكثر مما يجب، وتصبح اخطر حين ينتقل الصدام فيها خارج الاسوار، وتستدعى فيه كل شرور العصبية القابلة للاشتعال. عنف لا يصح في اي مكان، وحين يكون موطنه الجامعات، فان اسئلة كثيرة يجب ان تطرح في هذا المقام .
استأنفنا الديمقراطية، وجعلناها محرمة داخل الجامعات، واجتهد بعضنا بغير علم، بان يحشر الطلاب بين زوايا الكتب، واذ به يحولهم الى مجموعات بشرية متناحرة، تمارس كل صنوف الجدل، دون ان يكون بينها فضيلة الحوار.نحن صادرنا حريتهم من اجل ان ينالوا العلم، وهم حولوا الجامعات الى ساحات مواجهة واصبحنا امام جيل لا يتقن غير لغة العنف والثأر بدل لغة الحوار وها نحن اليوم نجني حصاد سياستنا العقيمة التي مارست على الطلاب ابوية ساذجة وكانهم اطفال لم يبلغو سن الرشد او الفطام بعد ان حرمناهم فضيلة التنوع وحرية الاختيار.
لا اعتقد ان بين هذا الجيل، من يقبل وصاية من احد، ولا حتى من ،الوالدين والاقربين، فالقداسة عندهم هي للحرية بعد الدين، واذا اردنا ان نعيد للجامعات القها ومجدها واعتبارها موطن العلم والمعرفة فعلينا ان نوقف التدخل في شؤونها فورا والى الابد .
في الزمن العرفي كان الطلبة يعودون لمدنهم وقراهم حاملين لواء العلم متسلحين بالفكر والمعرفة عاقدين العزم على تغيير محيطهم نحو الافضل اليوم ونحن نمارس حريتنا نجدهم وللاسف يعودون الينا للانضواء تحت لواء القبيلة، واعلاء شأن ما سلف منها بل والاستقواء بها دون وجه حق .
نحن اليوم اما مفترق طرق، بعد ان جربنا الكثير بتردد دون فائدة، فاما ان نعيد للجامعات سيرتها الاولى مؤسسات علمية حرة مستقرة، كما ارادها البناة الاوائل، وتمارس اداراتها من اولى العزم، قيادة حازمة لا تحتسب لهواتف الليل التي تمحوا قرار النهار، والا فان ما نشاهده كل اسبوع من عصبية، ستبقى تدخل الجامعات من اوسع ابوابها، لتنشر الفزع والخراب على كل ما تقع عليه عين، او تصل اليه يد .