- مدى تأثير فشل الاجتماعات على العلاقات الأردنية الإسرائيلية..
تناول تقرير نشرته وكالة “معا” الفلسطينية لقاء الجانبن الفلسطيني والإسرائيلي الذي عقد في الأردن، والذي بقي مدار بحث وتمحيص من قبل الصحافة والكتاب الإسرائيليين في محاولة لتفسير النجاح الأردني والإجابة على السؤال: “كيف نجح الملك عبد الله الثاني في جمع الجانبين على طاولة المفاوضات بعد أن عجزت الولايات المتحدة والرباعية الدولية والاتحاد الأوروبي وبعض الأطراف العربية”.
ونقلت الوكالة ما تناولته صحيفة “هأرتس” العبرية، في محاولة منها للإجابة عن هذا السؤال في عددها الصادر ،الخميس، حيث نشرت تقريرا موسعا وصفته بـ”السيناريو”، مؤكدة استجابة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فورا للمبادرة الأردنية وعجز نتنياهو عن القول “لا”، الامر الذي سهل نجاح المبادرة الأردنية التي تعتبر الوساطة الأردنية الأولى من نوعها منذ توقف المفاوضات وانهيارها تقريبا حسب وصف الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى زيارة وزير الخارجية عشية عيد الميلاد المجيد لبيت لحم ولحظات قبل بداية، حيث اجتمع بالرئيس عباس، وأطلعه على تفاصيل الاتصالات الأردنية مع أعضاء الرباعية المتعلقة بعقد لقاء في عمان يجمع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني”.
وفور عودة جودة، استدعى مستشار رئيس الوزراء نتنياهو المحامي اسحق مولخو للاجتماع به وعرض أمامه تفاصيل المبادرة الأردنية، وفقا لما نقلته “هآرتس” عن مسؤول غربي مقرب من المباحثات.
وبعد موافقة الرئيس الفلسطيني واجتماع جودة ومولخو كان هناك حاجة لأسبوعين أخريين لاستكمال الاتصالات باللجنة الرباعية عبر ممثلها طوني بلير والموفد الأمريكي للشرق الأوسط دافيد هيل، وموفد الأمم المتحدة روبرت سيري وأطراف أخرى حتى تم ضمان عقد اللقاء.
ووصفت الصحيفة الرواية الفلسطينية لتسلسل الأحداث التي افضت إلى الاجتماع، بالمختلفة بعض الشيء، حيث يؤكد الفلسطينيون بأن المبادرة الأردنية خرجت إلى حيز الوجود قبل أعياد الميلاد وزيارة جودة إلى بيت لحم بثلاثة اسابيع، حين وصل الملك عبد الله الثاني يوم إلى رام الله في تشرين الثاني الماضي في زيارة وصفت بـ”التاريخية”.
وطرح الملك خلال الزيارة على الرئيس الفلسطيني بأن يأخذ الأردن على عاتقه مهمة الوساطة قائلا “ما نريده هو ترتيب اجتماع استطلاعي فامنحونا الفرصة”.
وقدرت الصحيفة بأن الأردن فهم الأمور جيدا وأنه لم يخطئ في تقديره الذي يقوم على أساس أن الرئيس الفلسطيني ورئيس وزراء إسرائيل لا يمكنهما أن يقولا “لا” للملك عبد الله، وأن الفلسطينيين والإسرائيليين فقدوا نتيجة الثورات العربية السند الذي رافقهم طيلة سنوات عملية السلام وهو الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، فيما بقي الأردن واحة الاستقرار الوحيدة في نظر الفلسطينيين وكذلك الإسرائيليين.
أما اجتماع عمان الذي جمع عريقات ومولخو وممثل الرباعية الدولية، فأشارت “هآرتس” إلى ،أنه لم يحقق اختراقا لكنه تسامى وارتفع على توقعات المشاركين المنخفضة، حيث قال مولخو قبيل سفره إلى الأردن لحضور الاجتماع بأنه يسافر إلى الأردن بتوقعات تقترب من الصفر.
ووافق مولخو لأول مرة خلال الاجتماع على استلام الوثائق الفلسطينية الخاصة بموضوع الحدود والأمن والتي تطرح في أساسها موافقة الفلسطيني على تبادل الأراضي بنسبة 1:9% من مساحة الضفة الغربية، وإقامة دولة منزوعة السلاح حسب ادعاء الصحيفة العبرية، علما بأن مولخو نفسه رفض خلال اجتماعات عقدت عام 2010 استلام تلك الوثائق، وقبل القطيعة الأخيرة والطويلة التي شهدتها العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية رفض مولخو استلام تلك الوثائق مبررا الأمر بأن الائتلاف الحكومي سيسقط في حال استلمها.
،من جانبه، سلم مولخو المفاوض الفلسطيني صائب عريقات الوثيقة المعروفة باسم “وثيقة الـ 21 نقطة ” والتي تضمنت المواضيع التي تهتم اسرائيل بنقاشها خلال المفاوضات.
ووصف دبلوماسيون غربيون تم اطلاعهم على تفاصيل لقاء عريقات مولخو، الوثيقة الفلسطينية وكذلك الإسرائيلية بالوثائق القديمة التي لم تأت بجديد، الأمر الذي أكده كل من مولخو وعريقات خلال لقاءات منفردة مع ممثل الرباعية سبقت الاجتماع الرسمي وعادوا وأكدوا الأمر ذاته خلال الاجتماع.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإعراب من مخاوفها وتخوفها على مصير المبادرة الأردنية بالقول “حتى الآن ليس من الواضح ماذا سيحل بالمبادرة الأردنية وما هو المصير الذي ينتظرها؟ الأسبوع القادم سيشهد اجتماعا آخر في عمان، حينها فقط ستتضح إمكانية الاستمرار أو أن المبادرة ستبوء بالفشل ما سيعيد الأطراف إلى معركة دبلوماسية جديدة في أروقة الامم المتحدة بعد السادس والعشرين من كانون الثاني الجاري.
والسؤال الكبير هل فكر الأردنيون والفلسطينيون والإسرائيليون بالخطوات القادمة، والأهم من ذلك هل حسبوا وفكروا بثمن الفشل خاصة وأن الملك عبد الثاني سيلقي بمسؤولية فشل المبادرة على كاهل نتنياهو وليس على الرئيس الفلسطيني، ما يثير المخاوف من أن تلاقي العلاقات الأردنية الإسرائيلية مصير العلاقات الإسرائيلية التركية وما جرى لعلاقات تركيا إسرائيل بعد فشل الوساطة التركية مع سوريا عام 2008 قد يجري على العلاقات مع المملكة.
للاطلاع على تقرير وكالة “معا”:
هكذا نجح العاهل الأردني بجمع الأطراف بعد فشل أمريكا والرباعية