?البدون الأردنيون?.. الصمت عن الملف يزيد من تعقيد مشكلاته

معاناة أكثر من 800 أسرة لا يحمل أفرادها هوية أو إثبات مواطنة في مناطق البادية الشمالية ما زالت مستمرة.
“البدون الاردنيون” تسبب لأصحابها مشاكل لا تحصى سواء صحية واجتماعية وأمنية بصورة أثرت حتى على سلوكهم الاجتماعي.
ويقول عدد من افراد هذه الأسر لـ “العرب اليوم” إنهم يواجهون مشكلة كبيرة للتأخير في منحهم الوثائق التي طالبوا فيها منذ أكثر من 10 سنوات, ولكن من دون جدوى.
وأوضح انهم لا يستطيعون العلاج في المراكز الصحية الرسمية أو التقدم للوظيفة أو إجراء أي معاملة رسمية لأبنائهم رغم إقامتهم في المنطقة منذ عدة أجيال.
ودعا الناشط في حقوق الإنسان المحامي محمد الزبيدي الحكومة الى اتخاذ خطوات جريئة لحل هذه المشكلة عن طريق اللجان التي شكلت لمنح أبناء البادية الشمالية الجنسية أو من خلال إجراءات اصلاحية تشريعية وتقديم مواطنين ادلة تؤكد وجود عائلاتهم في البادية منذ عدة أجيال.
وحذر الزبيدي أن من شأن التغاضي عن هذه القضية مواجهة عواقب إنسانية وخيمة ستتحول بعد عقود قليلة إلى مشكلة سياسية.
واشار مدير مركز البادية للدراسات والأبحاث محمد الفاعوري إلى أجراء دراسة حول الأحوال المعيشية والواقع الاقتصادي والصحي والاجتماعي لتلك الأسر في أماكن سكناها في مناطق مختلفة من لواء الرويشد ولواءي البادية الشمالية الشرقية والغربية.
وحذر من أن معظم أبناء تلك الفئة يعتبرون بيئة خصبة للانحراف, نظرا لانقطاع سبل الحياة الكريمة عنهم.
ويحرم هؤلاء من الدراسة والعمل والصحة ويضطرون الى اللجوء الى مختلف الوسائل لتوفير لقمة العيش, محذرا من انتقال بعضهم الى الخروج على القانون واللجوء إلى الجريمة والعنف كأسلوب وحيد لتأمين عيشهم.
وكشفت نتائج الدراسة في الواقع الاجتماعي لتلك الفئة عن زيادة نسبة العنوسة بين النساء نتيجة عدم القدرة على توثيق الزواج ووجود نحو 187 تعثر حالة زواج بين البنات حالت الوثائق من استكمالها وأن ما يزيد على 770 أعمارهن ما دون الثامنة عشرة ينتظرن المصير نفسه.
ويوجد نحو ألف شاب عاطل عن العمل تتراوح أعمارهم بين 18 – 35 عاما, ونحو 73 شابا حال اثبات الهوية والظروف الاقتصادية من أتمام زواجهم وما يزيد عن 33 شابا وشابة فضلوا الزواج من دون توثيق لزواجهم وإنجاب أجيال تعاني المعاناة نفسها التي يعاني منها الوالدان إضافة إلى 148 سيدة أرملة يعلن أسرا يتراوح عدد أفرادها من 4- 8 للأسرة الواحدة يعيشون من دون أدنى مصدر للدخل, إلا ما تستطيع الأسرة تحصيله من خلال العمالة اليومية المتقطعة التي تفتقر إلى السلامة والأمن الوظيفي.
وحول الواقع الصحي والعلمي, بينت الدراسة وجود نحو 326 شابا وشابة يعانون من أمراض عصبية ونفسية مختلفة نتيجة طبيعية للجهل والفقر والضغوط النفسية تحتاج أغلبها إلى الرعاية الطبية والعلاج باستمرار, كما يوجد نحو 51 فردا يعانون من نوبات صرع و18 طفلا يتيما تحت سن الثامنة عشرة من دون رعاية أو حماية اجتماعية, و33 طالبا جامعيا أسعفتهم بعض الوثائق في إكمال دراستهم الجامعية/ لكنها اصطدمت بعدم قبول ديوان الخدمة المدنية لطلباتهم لعدم حملهم الرقم الوطني وما يزيد على 297 طفلا في انتظار الالتحاق بالمدارس ونحو 366 طالبا وطالبة على مقاعد الدراسة في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية ينتظرون مصيرهم المجهول.
ويكشف النائب الدكتور حابس شبيب لـ “العرب اليوم” ان مذكرة قدمت إلى رئيس الوزراء قبل أيام حول معاناة الأسر لبحث إمكانية منحهم الوثائق من اجل السماح لهم بممارسة حياتهم الطبيعية, موضحا ان رئيس الوزراء تفهم هذه المشكلة, ووعد بإنهائها وإقفال الملف من خلال الإيعاز لوزير الداخلية بتشكيل لجان لدراسة حالات هذه الأسر كافة.
وأوضح أنه تم تقديم أكثر من 600 أسرة من أبناء البادية الشمالية لا يحملون وثائق بهدف تصويب أوضاعهم وضمن التعليمات التي ستقوم بها اللجان المعنية, موضحا نقوم بمتابعة مشاكل هذه الفئة مع الحكومة للحد من المشاكل الاجتماعية والمعيشية التي يعاونون منها.
وأكد النائب الشبيب أنه تم أيضا إجراء لقاء مع وزير الداخلية وابلغنا بأنه تم تشكيل اللجان التي ستبدأ أعمالها مطلع الأسبوع المقبل من خلال القيام بجولات ميدانية على جميع المناطق لدراسة حالات الأسر التي مازالت بحاجة للوثائق لغايات تسير شؤون حياتهم اليومية من دون عوائق.