الإصلاح نيوز- مبارك حماد/
كلنا يبحث عن مدخل رزق كبير يحقق لنا الكثير من أحلامنا الضائعة، التي تقف الاوضاع المادية المتردية كسد منيع بيننا وبينها .. بحثنا طويلا عن وظيفة براتب مرتفع، أو مشروع خاص يؤمن لنا تحقيق هذه الاحلام، لكن وكما يقول المثل “الي ما الو حظ لا يتعب ولا يشقى”.
لنلقي نظرة واسعة على واقع مشاريع المواطنين الاردنيين، وأكثرها جنيا للأرباح .. سنجد أن أفضلها على الاطلاق هي (القهاوي)، فهي مشروع لا يحتاج الى رأس مال كبير، وارباحه مضمونة، فشعبنا الأردني “شريب قهوة” بامتياز .. لقد قلت قهوة لتلطيف التعبير، ولكنها ان صح التعبير عبارة عن (مياه وصبغة سوداء).
اذن عزيزي القارىء اتفقنا على فكرة المشروع، ولنبدأ بتنفيذها .. لن نحتاج إلى الكثير من الوقت والتفكير، كل ما علينا فعله هو العثور على محل في أي مجمع أو عمارة ولا يهم الموقع، فالقهوة في الأردن كالمغناطيس تجذب الناس إليها.. ثم نختار اسم للقهوة، وليكن دارجا مثل “ابو فلان”، ويفضل أن يكون اسم يدل على “الحفرتلية” وليكن مثلا “أبو عنتر”.. بعدها نشتري دلة قهوة، “وكولر” مياه وقارورة فارغة نملأها من “الحنفية”، ونذهب بعدها إلى العطار ونشتري كميات كبيرة من الصبغة السوداء، ثم “بوجهنا” على مصنع البلاستيك ونطلب منه كاسات مطبوع عليها اسم “قهوة أبو عنتر”.. يبقى علينا “الآرمة” وهي عند المصمم بالتأكيد، فنطلب منه ان يكتب عليها “بالبنط العريض” اسم قهوتنا.. والآن امورك صارت (بالسيف سايد).
لم يتبقى لنا سوى خطوة واحدة لنباشر بعدها عملنا، وهي أن نبحث عن صبي “متكتك وحدق ومدعوك” ونبعثه دورة لمدة اسبوع على أي قهوة قديمة ليتعلم خبايا المهنة وكيف تطبخ القهوة (المي والصبغة)، ويتعلم كل الحركات الدالة على انواع القهوة (الحلوة والوسط والسادة .. ) والآن “مش راح تلحق زمامير وشغل وصب يا معلم”… ولنبدأ عملنا على بركة الله.
ملاحظة: يتوفر لدى بعض “القهاوي” حب هال، وهي تعتبر من الكماليات.